مصر: وفاة أحمد سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس «الإخوان»

كمال الهلباوي لـ«الشرق الأوسط»: حظي باحترام الجماعة لكن لم يكن له تأثير

أحمد سيف الإسلام حسن البنا
أحمد سيف الإسلام حسن البنا
TT

مصر: وفاة أحمد سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس «الإخوان»

أحمد سيف الإسلام حسن البنا
أحمد سيف الإسلام حسن البنا

غيب الموت في القاهرة، أمس، أحمد سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها السلطات تنظيمًا إرهابيًا. وشيع جثمان سيف الإسلام من مسجد في شرق القاهرة في غياب قادة الجماعة الموزعين بين السجون وخارج البلاد، فيما قال كمال الهلباوي أحد القيادات التاريخية بالجماعة إن «الفقيد ككل أبناء حسن البنا حظي بالاحترام داخل دوائر الجماعة لكنه لم يكن له تأثير على قراراتها، وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة التي تولت مقاليد الأمور في الجماعة قيادة لا تعقل».
ويحظى مرشد جماعة الإخوان ومؤسسها حسن البنا، الذي قتل في أربعينات القرن الماضي، بتقدير أعضاء الجماعة لحد التقديس، بحسب أعضاء سابقين بها، مما أسبغ على أبناء البنا الاحترام والتبجيل في أوساط «الإخوان».
وقال الهلباوي، المتحدث السابق باسم «إخوان أوروبا»، إن سيف الإسلام كان عضوا في صفوف «الإخوان»، وإنه شغل عضوية مجلس شورى الجماعة، لكن مرضه حال دون مواصلة نشاطه في صفوف الجماعة.
وأكد الهلباوي أنه رغم التقدير الذي كان يحظى به سيف الإسلام شأنه في ذلك شأن كل أبناء حسن البنا الذكور والإناث، فإنه لم يكن مؤثرا في صناعة القرار داخل الجماعة، مشيرًا إلى أنه لم يتدخل في شؤون الجماعة خلال الفترة الماضية، بسبب ظروفه الصحية، وقيادة الجماعة التي «لا تعقل».
بينما نعت جماعة الإخوان في بيان لها أمس وفاة أحمد سيف الإسلام نجل مؤسس الجماعة، ووصفته بـ«المجاهد ابن الشهيد».
ونعى الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام، والدكتور محمد عبد الرحمن، مسؤول اللجنة الإدارية العليا للإخوان المسلمين في مصر، ببالغ الأسى وفاة أحمد سيف الإسلام حسن البنا، وقالا إنه «أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين ونجل مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا، وأحد قيادات نقابة المحامين».
ودخلت جماعة الإخوان في صدام مع السلطات في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو (تموز) عام 2013، مما أدى لأعنف محنة تواجهها الجماعة منذ تأسيسها على يد البنا في عام 1928.
ويواجه قادة الصف الأول في الجماعة بمن فيهم المرشد العام محمد بديع قضايا صدر في عدد منها أحكام بالإعدام، ألغي بعضها أمام محكمة النقض، كما صنفت الجماعة كتنظيم إرهابي، وتلاحق السلطات الأمنية كوادرها بعد أن أدت المواجهات الأخيرة إلى تبني جناح في الجماعة لنهج العنف ضد السلطات.
وولد أحمد سيف الإسلام حسن البنا، في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1934، وانتسب لـ«الإخوان»، واشترك في أنشطة الجماعة منذ عام 1946. واعتقل نجل البنا عام 1965، وأفرج عنه بعدها بقليل مع تحديد إقامته في منزله، ثم اعتقل مرة أخرى وقدم لمحاكمة عسكرية عام 1969، وعوقب بالسجن لمدة عشر سنوات قضى منها 4 سنوات، لكنه خرج في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.
وانتخب سيف الإسلام عضوا في مجلس الشعب (المسمى القديم لمجلس النواب) عام 1987 عن الدائرة الرابعة، والتي كان مقرها قسم السيدة زينب، كما خاض انتخابات نقابة المحامين عام 1992، وحصل على أعلى الأصوات، واختير أمينًا عامًا للنقابة.
وحصل سيف الإسلام على ليسانس الحقوق عام 1956، وعمل بالمحاماة منذ ذلك الحين.
وشارك محمد طوسن رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس الأسبق مرسى، ومعه عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان، وأشرف عمران عضو لجنة الدفاع عن مرسى، بأداء صلاة الجنازة على أحمد سيف الإسلام بمسجد الرحمن الرحيم (شرق القاهرة).



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.