أسرى حزب الله يكشفون عن «ضغوط عقائدية» لمشاركتهم بالحرب السورية

قناة «mtv» ومعدّة التقرير تعرضت لتهديدات

أسرى حزب الله يكشفون عن «ضغوط عقائدية» لمشاركتهم بالحرب السورية
TT

أسرى حزب الله يكشفون عن «ضغوط عقائدية» لمشاركتهم بالحرب السورية

أسرى حزب الله يكشفون عن «ضغوط عقائدية» لمشاركتهم بالحرب السورية

بعد ثلاثة أشهر من وقوعهم في الأسر على أيدي جبهة النصرة في ريف حلب الجنوبي ظهر عنصران من حزب الله في تسجيل مصور على قناة «mtv» اللبنانية فيما كان لافتا غياب الثالث الذي كان قد أصيب عند اعتقاله. وانطلاقا من أن هؤلاء العناصر ليسوا «أسرى عاديين» بما يحمل انتماؤهم أبعادا سياسية وطائفية لبنانية، لم يكن عرض التقرير الذي أعلنت القناة عن موعد بثه في وقت سابق، أمرا سهلا، فهو مرّ بمراحل عدّة تعرضت خلاله القناة ومعدّته الإعلامية كارول معلوف لضغوط من قبل حزب الله أدّت إلى تقليص مدّته واختصار 82 دقيقة بتقرير لا يتجاوز السبع دقائق. وفي موازاة عرضه ليلة أول من أمس، الأربعاء في برنامج «بموضوعية»، شنّت حملة على وسائل التواصل الاجتماعية ضدّ معلوف والقناة ومقدم البرنامج الإعلامي وليد عبود، وعند سؤال معلوف عن سبب تنازلها والاكتفاء بعرض دقائق معدودة من عمل استغرق جهدا ووقتا، اكتفت بالقول «اللي من يعد ضربات العصا ليس كمن يتعرض لها»، قبل أن تؤكد في وقت لاحق تعرضها للضغط من قبل الحزب كاشفة عن تلقيها رسالة تهديد.
ونقل «موقع جنوبية» عن مصادر قريبة من حزب الله، قولها إن الضغوط التي تعرضت لها القناة لمنع عرض التقرير أدّت وبعد المفاوضات بين الطرفين إلى التوصل لاتفاق «7 دقائق» لا غير، ومنع الحزب معلوف من تسريب الفيديو لأي جهة كانت أو بالتصريح بمضامينه.
وأشار الموقع إلى أن المقاطع التي منع الحزب عرضها، تضمّنت تهجما من قبل الأسيرين على حزب الله وقياداته، إضافة إلى معلومات وتفاصيل تسيء بشكل مباشر وتظهر حقائق عن الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا.
وقد تحدث الأسيران في التقرير عن الواقع الذي تعيشه الطائفة الشيعية في لبنان والذي يفرض على أبنائها الانتماء إلى صفوف حزب الله أو «حركة أمل». وأكدا أن انخراطهما في المعارك بسوريا كان نتيجة الضغط العقائدي الذي يتعرضان له كغيرهم من أبناء الطائفة، إضافة إلى أن هذا الأمر يخولهم الحصول على مبلغ من المال أعلى من أي وظيفة قد يعملون بها في لبنان.
وأكد أنهما لم يتعرضا للضرب أو التعذيب من قبل جبهة النصرة بل إنهما يعاملان معاملة الدين الإسلامي وكما أوصى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ووجها دعوة لحزب الله أن يتقلدوا بالنصرة فيعاملوا أسراهم بالحسنى، وطمأنا عائلتيهما بأنّهما بخير آملين أن يكون اللقاء بهم قريبًا.
وكانت «النصرة» قد أعلنت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 عن أسر ثلاثة عناصر لبنانيين من حزب الله في ريف حلب الجنوبي هم، محمد مهدي شعيب من جنوب لبنان، وموسى قوراني من جنوب لبنان، وحسن نزيه طه من الهرمل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».