صرخات الاستغاثة تتعالى في الفلوجة.. وتحذيرات من مجاعة

نفاد الغذاء والدواء.. والسكان يقتاتون على الحشائش

عناصر أمن عراقيون يعاينون سيارة خلال عملية لتطهير شرق الرمادي من مسلحي «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر أمن عراقيون يعاينون سيارة خلال عملية لتطهير شرق الرمادي من مسلحي «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

صرخات الاستغاثة تتعالى في الفلوجة.. وتحذيرات من مجاعة

عناصر أمن عراقيون يعاينون سيارة خلال عملية لتطهير شرق الرمادي من مسلحي «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر أمن عراقيون يعاينون سيارة خلال عملية لتطهير شرق الرمادي من مسلحي «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)

تتعالى صيحات الاستغاثة من سكان مدينة الفلوجة، أولى البلدات العراقية التي سقطت بيد مسلحي تنظيم داعش في مطلع عام 2014، الذين تفرض القوات الأمنية حصارا خانقا على تنظيم داعش داخلها مما تسبب في انعدام تام للمواد الغذائية والطبية.
وحذر عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، أحمد السلماني، من كارثة إنسانية تهدد سكان المدينة البالغ عددهم نحو 105 آلاف شخص، مطالبا القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ووزيري الدفاع والداخلية ببيان موقفهم من المجاعة التي تفتك بالعائلات المحاصرة داخل المدينة على غرار ما حدث في مدينة مضايا السورية.
وقال السلماني لـ«الشرق الأوسط» إن «مدينة الفلوجة ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر مضت تعيش وسط ظروف إنسانية صعبة وكارثية، هي الأقسى منذ سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة مطلع عام 2014 نتيجة الحصار الخانق عليها وعلى المناطق المحيطة بها، ما جعل المدينة تشهد مجاعة كبيرة على غرار ما شهدته مدينة مضايا السورية». وأضاف السلماني: «إن المدنيين المحاصرين داخل المدينة يعانون اليوم نقصًا حادًا في المواد الغذائية، وباتوا يقتاتون على الحشائش بعد نفاد المواد الغذائية، بالإضافة إلى افتقارهم للمستلزمات الطبية والأدوية، مما تسبب بموت العشرات منهم».
وأضاف السلماني: «نطالب رئيس مجلس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، ووزيري الدفاع والداخلية، ببيان موقفهم من المجاعة التي تفتك بالمحاصرين في مدينة الفلوجة وإغاثتها على وجه السرعة، وتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين باتجاه عامرية الفلوجة والمدينة السياحية في الحبانية، وعدم تركهم فريسة سهلة لتنظيم داعش أو الميليشيات التي تختطفهم في بعض المناطق التابعة لسيطرة الحكومة». ودعا السلماني: «المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بالتدخل لإغاثة العائلات المحاصرة في مدينة الفلوجة، على غرار ما حصل في عمليات إغاثة مدينة مضايا السورية».
من جانبه، قال محافظ الأنبار صهيب الراوي إن «الإنزال بالطائرات هو السبيل الوحيدة لتوصيل مساعدات إنسانية إلى السكان المحاصرين داخل مدينة الفلوجة ومحيطها، خصوصًا بعد قيام مسلحي تنظيم داعش بزرع جميع الطرق المؤدية إلى مداخل المدينة بمئات الألغام والعبوات الناسفة، ومنع المدنيين من مغادرتها من أجل استخدامهم دروعًا بشرية». وأضاف: «لا توجد قوة يمكنها تأمين وصول الإمدادات إلى داخل المدينة والمناطق المحيطة بها، لذلك ليس هناك خيار سوى إنزال المساعدات عبر المروحيات».
وأضاف الراوي: «إن الوضع في الفلوجة يتدهور يوما بعد يوم، وهناك تقارير مؤكدة تتحدث عن وفاة ما يصل إلى عشرة أشخاص يوميًا بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية، كما أن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي يستخدمون المدنيين كدروع بشرية كما فعلوا في الرمادي، وهو ما يبطئ تقدم القوات العراقية في عمليات التحرير».
ووصفت ليز غراند، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، الأوضاع في الفلوجة بأنها «مروعة». وقالت لوكالة «رويترز»: «نحن قلقون للغاية من تقارير غير مؤكدة عن أشخاص يموتون بسبب نقص الدواء والجوع المنتشر».
وأطلقت الأمم المتحدة مناشدة الأحد الماضي لجمع 861 مليون دولار لمساعدة العراق على مواجهة فجوة تمويلية كبيرة في خطته لعام 2016 لمواجهة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب مع تنظيم داعش التي تركت عشرة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدات عاجلة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».