كبريات الصحف الأميركية تعلن مواقفها من المرشحين انتخابيًا

كلينتون وكاستش يتصدران اهتماماتها بين الحزبين

كبريات الصحف الأميركية تعلن مواقفها من المرشحين انتخابيًا
TT

كبريات الصحف الأميركية تعلن مواقفها من المرشحين انتخابيًا

كبريات الصحف الأميركية تعلن مواقفها من المرشحين انتخابيًا

بدأت صحف أميركية تختار مرشحيها، بين جمهوريين وديمقراطيين، في سباق انتخابات الرئاسة واختارت صحيفة «نيويورك تايمز» جون كاستش، حاكم ولاية أوهايو، وسط المرشحين الجمهوريين، وهيلاري كلينتون كمرشحة للحزب الديمقراطي.
وأشادت «نيويورك تايمز» بحاكم ولاية أوهايو، وقالت إنه ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري. وانتقدت منافسه دونالد ترامب، وقالت إنه تصرف تصرفات غير لائقة خلال الحملة الانتخابية. وأيضا، خلال اجتماعه مع المحررين الذين يكتبون رأي الصحيفة.
وعن كلينتون، قالت الصحيفة إنها «أكثر تجارب في السياسة الخارجية من زميلها السيناتور بيرني ساندرز»، وانتقدت ساندرز حتى في السياسة الداخلية. وقالت إنه، «خلال سنواته في الكونغرس، لم يقدم إسهامات هامة».
أما صحيفة «بوسطن غلوب»، فاختارت كاستش ايضا، لكنها تحدثت عن صعوبة الاختيار، وكتبت: «نلاحظ أن غضب الناخبين الأميركيين حقيقي. لكن، البديل لرئيس غير مناسب ليس اختيار رئيس غير مناسب»، وعن كاستش، قالت: «يبدو أحسن من غيره. يبدو واقعيا، على طريقة الرئيس السابق رونالد ريغان، والذي يقول بأنه كان أستاذه. ثم إن عمله حاكما لولاية أوهايو أعطاه خبرة كبيرة، بالمقارنة مع زملائه الأعضاء في الكونغرس».
«بوسطن هيرالد» اختارت، بدورها، كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي، وقالت إنه، ربما مثل كاستش، يتمتع بتجارب الحكم الحقيقية.
في جانب الديمقراطيين، اختارت «بوسطن غلوب» كلينتون، وانتقدت منافسها ساندرز بأنه «قليل التجارب العملية»، مذكرة بأن كلينتون عملت وزيرة للخارجية، وقبل ذلك، كانت، مثل ساندرز، عضوا في الكونغرس. وقالت الصحيفة: «هذا وقت هيلاري كلينتون».
واختارت صحيفة «دي موين ريجستار» التي تصدر في دي موين (ولاية آيوا)، ماركو روبيو باسم الحزب الجمهوري، وغضت النظر عن اتهامات لروبيو بأنه يغير آراءه، خاصة في موضوع المهاجرين غير الشرعيين. وقالت إنه «نوع جديد»، ربما إشارة إلى خلفيته الكوبية، وتأييد، أو احتمال تأييد، عدد غير قليل من المكسيكيين واللاتينيين له.
في الجانب الديمقراطي، أيدت الصحيفة كلينتون، وقالت إنها كانت تقدر على الفوز بترشيح حزبها في عام 2008.
ومثل «نيويورك تايمز» و«بوسطن غلوب»، اختارت صحيفة «كونكورد مونيتور» (في ولاية نيوهامبشير) كاستش. ورغم أن هذه صحيفة صغيرة، وتصدر في مدينة صغيرة، يوضع لها اعتبار لأن الانتخابات التمهيدية القادمة، بعد انتخابات ولاية آيوا، ستكون في ولاية نيوهامبشير. وخلال عقود، ظل المراقبون يتطلعون إلى المرشحين الذين تؤيدهم هذه الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن كاستش «يتمتع بتجارب حكم حقيقية. ويميل نحو التوافق والتعايش مع بقية الآراء سواء في اليمين أو في اليسار. ليس مناكفا، وليس مهرجا».
في جانب الحزب الديمقراطي، اختارت الصحيفة كلينتون، وكتبت: «إذا ترشح كاستش وكلينتون، واشتركا في مناظرات تلفزيونية، ستكون من النوع الراقي، والذي لم نشاهده في كثير من المناظرات التلفزيونية في الآونة الأخيرة».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.