سيكون الناخبون في ولاية أيوا الأميركية أول من يصوت اليوم لتحديد مرشح من كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لخوض السباق الرئاسي الأميركي المقرر في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وليست العملية انتخابات تمهيدية بكل معنى الكلمة، إنما «مجالس انتخابية»، أي اجتماعات للحزبين تشهد عملية اقتراع خاصة جدا. وفي أيوا كما في الكثير من الولايات الأخرى، تسجل أسماء الناخبين على اللوائح الانتخابية بصفتهم ديمقراطيين أو جمهوريين أو من دون انتماء حزبي. ومن أصل 3.1 مليون هو عدد السكان، هناك نحو 584 ألف ناخب ديمقراطي و612 ألف ناخب جمهوري و727 ألفا «من دون انتماء حزبي». وبقية عدد السكان هم الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما والأجانب والسجناء.
وحدهم الجمهوريون يمكنهم التصويت في انتخابات الحزب الجمهوري، والأمر نفسه ينطبق على الديمقراطيين. لكن يمكن للناخبين أن يسجلوا أسماءهم على لوائح هذا الحزب أو ذاك حتى عشية موعد التصويت.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات التمهيدية في عام 2012 نحو 20 في المائة للجمهوريين، و39 في المائة للديمقراطيين في 2008 التي كانت سنة استثنائية بسبب التنافس الحاد آنذاك بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشحة عن حزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
ويتصدر المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون استطلاعات الرأي، لكن ليس بالنتائج الكافية لتوقع فوز مؤكد. وأظهر آخر استطلاع للرأي نشر مساء السبت الماضي، أن «كلينتون التي حققت انطلاقة قوية جدا مع بدء حملتها في أبريل (نيسان) المقبل، لم تعد تحظى بتأييد سوى 45 في المائة فقط من ديمقراطيي أيوا الذين يعتزمون المشاركة في أحد «المجالس الناخبة» مساء اليوم، وفقا لمسح أجرته صحيفة (دي موين ريجيستر) المحلية». ويذكر أن هذا الاستطلاع التقليدي لم «يخطئ» إلا مرة واحدة منذ عام 1988، وكانت لدى الجمهوريين عام 2012.
وأعلن مجلس تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» تأييده لهيلاري كلينتون في التنافس على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسة، ووصفها بأنها «واحدة من أكثر مرشحي الرئاسة المؤهلين على نطاق واسع وكبير في التاريخ الحديث».
وتواجه كلينتون منافسة قوية من السيناتور بيرني ساندرز على نيل بطاقة الترشيح عن الحزب الديمقراطي.
ومن جانب آخر، جذب ساندرز الشباب الديمقراطي مع تنديده بـ«طبقة أصحاب المليارات» ودعوته إلى ثورة سياسية. وحل ساندرز في المرتبة الثانية خلف وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، حيث أبدى 42 في المائة، من الناخبين تأييدهم له. ويبلغ هامش الخطأ أربع نقاط.
وقال ديفيد إكسيلرود، الذي كان اليد اليمنى للرئيس الأميركي باراك أوباما: «لا يمكن أن تكون المنافسة أشد مما هي عليه الآن». وإذا ما احتشد اليوم آلاف الطلاب الذين يملأون القاعات لحضور لقاءات بيرني ساندرز، فيمكنهم قلب موازين تقدم هيلاري كلينتون لدى شريحة الناخبين الذين تفوق أعمارهم 45 عاما. ووعد ساندرز طلاب جامعة أيوا مساء السبت الماضي أنه «إذا كانت المشاركة عالية، سنفوز».
من جهتها، ضاعفت كلينتون تحركاتها في الولاية، ثلاثة أيام سبت وثلاثة أيام أحد، بدعم من زوجها بيل وابنتهما تشيلسي. وتحث كلينتون الديمقراطيين على تفضيل الخبرة على الحداثة، وتذكر الناخبين أنه بالإضافة إلى رئيس، سينتخبون «قائدا أعلى» للقوات المسلحة، وهو أسلوب محنك للتذكير بأن بيرني ساندرز لا يملك تجربة تنفيذية غير رئاسة بلدية بورلنغتون.
واعتبرت البرلمانية الديمقراطية السابقة، غابرييل جيفوردز، التي تعرضت لمحاولة اغتيال وأصيبت برصاصة في الرأس عام 2011، أن «هيلاري مقاومة»، وذلك خلال تجمع في حرم جامعة أميس، وأضافت: «في البيت الأبيض، ستقف كلينتون في وجه لوبي الأسلحة».
حتى في حال وصلت الثلوج باكرا مساء اليوم، حث الملياردير دونالد ترامب أنصاره على «المجيء رغم الثلوج، أنتم معتادون على أيوا أليس كذلك؟». وبحسب استطلاع «دي موين ريجيستر» حصل ترامب على 28 في المائة من نيات التصويت. خصمه المعلن هو سيناتور تكساس تيد كروز الذي ينال تأييد 23 في المائة من الناخبين. وعلى مدرج مطار دوبوك في شرق الولاية، انتقد ترامب كروز السبت قائلا: «لقد كان مواطنا كنديا حتى 15 شهرا خلوا»، وأضاف: «إنها مشكلة»، مستشهدا بخبراء دستوريين يؤكدون أن السناتور قد يكون غير مؤهل لخوض السباق وهو ما يرفضه آخرون.
لكن يبدو أن سيناتور تكساس يكتسب دعما أكبر من اليمين الديني، وهو ارتفاع ملحوظ لمرشح لم يقض إلا ثلاث سنوات في مجلس الشيوخ، واعتبر متطرفا قبل أشهر عدة.
ويدعم العشرات من القساوسة الإنجيليين وشخصيات من الحركة المسيحية المحافظة كروز، وهو يؤكد أن لديه الآلاف من المتطوعين.
وسيكون على الكثيرين من سكان أيوا الرد على المكالمات الهاتفية وتلقي زيارات تقوم بها فرق المرشحين الذين يرغبون في التأكد من أنهم سيذهبون للمشاركة اليوم.
في المرتبة الثالثة بين الجمهوريين يحل سيناتور فلوريدا ذو الأصل الكوبي، ماركو روبيو، مع حصوله على 15 في المائة من نيات التصويت. ويحشد روبيو عددا كبيرا من الأشخاص في التجمعات، ولطالما اعتبر خيارا ثانيا من جانب أنصار كروز أكثر من أنصار ترامب. وقال روبيو: «لكم الحق في أن تغضبوا، لكن الغضب ليس برنامجا».
وبعد ولاية أيوا، سينتقل المرشحون إلى نيوهامشير في شمال شرقي البلاد، حيث ستجري الانتخابات التمهيدية هناك في التاسع من فبراير (شباط) الحالي.
اليوم.. انطلاق الانتخابات التمهيدية الأميركية في ولاية آيوا
كلينتون تحظى بتأييد صحيفة «نيويورك تايمز» في السباق إلى البيت الأبيض
اليوم.. انطلاق الانتخابات التمهيدية الأميركية في ولاية آيوا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة