60 قتيلاً في أول اختراق من «داعش» للتدابير الأمنية في السيدة زينب قرب دمشق

انتحاريان وسيارة مفخخة في المنطقة الخاضعة لحزب الله بجنوب العاصمة

قوات النظام وسكان محليون تجمعوا حول موقع التفجيرين الانتحاريين في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق (أ.ف.ب)
قوات النظام وسكان محليون تجمعوا حول موقع التفجيرين الانتحاريين في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق (أ.ف.ب)
TT

60 قتيلاً في أول اختراق من «داعش» للتدابير الأمنية في السيدة زينب قرب دمشق

قوات النظام وسكان محليون تجمعوا حول موقع التفجيرين الانتحاريين في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق (أ.ف.ب)
قوات النظام وسكان محليون تجمعوا حول موقع التفجيرين الانتحاريين في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق (أ.ف.ب)

اخترق تنظيم «داعش»، أمس، الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها القوات الحكومية السورية ومقاتلون من الطائفة الشيعية في منطقة السيدة زينب في جنوب دمشق، حيث نفذ ثلاثة تفجيرات، استهدفت موقف حافلات لنقل الركاب، أسفرت عن مقتل أكثر من60 شخصًا، وإصابة 110 آخرين بجروح، في خرق أمني يُعدّ الأول في تلك المنطقة منذ مطلع عام 2013.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» استهداف المنطقة بثلاثة تفجيرات، الأول بسيارة مفخخة، فيما تولى انتحاريان آخران تفجير نفسيهما في موقع التفجير الأول، بينما تبنى تنظيم داعش التفجيرات، وفق بيان تداولته مواقع وحسابات تابعة للمتشددين.
ويعد هذا الخرق الأمني، الأول منذ ثلاث سنوات، والأكبر من نوعه، كما أنه أولى العمليات التي ينفذها التنظيم ضد موقع للشيعة في جنوب سوريا، منذ بداية الحرب السورية. وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن التفجير «استهدف رأس الشارع المؤدي إلى السيدة زينب عند منطقة البحدلية وهي منطقة تقع على الطريق الرئيسي الذي يسبق المقام الذي يرتاده زوار لبنانيون وعراقيون وإيرانيون وسوريون من الشيعة».
وقال الداراني إن السيارة التي انفجرت «كان عليها المرور عبر عدة حواجز أمنية خاضعة لقوات النظام وميليشيات سوريا وعراقية قبل الوصول إلى الموقع المستهدف»، مشيرًا إلى أن الصفحات الموالية للنظام «تناقلت أخبار عن أن السيارة المفخخة كانت مركونة في موقع التفجير منذ ليل السبت – الأحد، وكان عليها المرور في عدة حواجز أمنية، وهو ما يدعو للاستغراب كيف استطاعت الوصول إلى المنطقة».
ويأتي هذا التفجير بعد نحو عام على وقوع تفجير آخر استهدف نقطة تفتيش تقع على أوتوستراد السيدة زينب - مطار دمشق الدولي، وأسفرت عن وقوع 5 قتلى في صفوف القوات الحكومية وقوات الدفاع الوطني.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بارتفاع القتلى في التفجيرات إلى 60 قتيلاً، بينهم مواطنون مدنيون، إضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجراح، لافتًا إلى مقتل 16 مسلحًا على الأقل من ضمن القتلى وهم من الموالين للنظام من الطائفة الشيعية، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية.
وبحسب المرصد، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من نقطة أمنية، تلاها إقدام انتحاري واحد على الأقل على تفجير نفسه بحزام ناسف بعد تجمع المارة والمقاتلين.
لكن التلفزيون السوري الرسمي أفاد بأن التفجيرات وقعت قرب مبنى سكني وتزامن الأول مع مرور حافلة ركاب.
ويتشابه التفجير، بحسب «المرصد السوري»، مع التفجير المزدوج، الأسبوع الماضي، الذي استهدف شارع الستين بحي الزهراء في مدينة حمص، والذي يقطنه غالبية من الطائفة العلوية، وتبناه تنظيم داعش، وأسفر عن مقتل 15 مدنيا، ومقتل 15 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وعقيد في قوات النظام وهو رئيس قسم شرطة باب السباع في مدينة حمص.
وتعد منطقة السيدة زينب، خاضعة من يناير (كانون الثاني) 2013 لسيطرة القوات الموالية للنظام السوري، حيث تنتشر الحواجز الأمنية التابعة لقوات النظام على مداخلها، فيما تنتشر حواجز تابعة للميليشيات العراقية وقوات الدفاع الوطني ومعظمهم من الشيعة السوريين في الداخل. ويقول الداراني إن حزب الله اللبناني «يشرف على العسكريين الموالين في الداخل، ومعظمهم من الميليشيات العراقية»، لافتًا إلى أن المشاركة المباشرة بالحراسة لحزب الله «قليلة، لأنه يتولى الإشراف عليها». كما يشير إلى وجود مكاتب تابعة لقوات عراقية «هي بمثابة مكاتب تجنيد للمقاتلين موجودة في محيط مرقد السيدة زينب».
وسيطر حزب الله اللبناني على منطقة الذيابية والحسنية في جنوب دمشق في يناير 2013، قبل أن يتولى حماية مرقد السيدة زينب، وهو مزار شيعي يرتاده الشيعة من لبنان وسوريا والعراق وإيران في المناسبات والاحتفالات الدينية. وبحسب لبنانيين زاروا المرقد في أوقات سابقة، كان آخرها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن المكان «يشهد إجراءات أمنية مكثفة، ويمر الداخلون إليه عبر عدة نقاط تفتيش، تناهز السبعة، قبل الوصول إلى المقام»، مشيرين إلى أن المرقد «يحرسه عراقيون وسوريون من الشيعة».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».