الاحتجاجات تتواصل في تونس للمطالبة بالتنمية والتشغيل

الداخلية تكشف عن مخطط لضرب مقرات أمنية في القيروان

الاحتجاجات تتواصل في تونس للمطالبة بالتنمية والتشغيل
TT

الاحتجاجات تتواصل في تونس للمطالبة بالتنمية والتشغيل

الاحتجاجات تتواصل في تونس للمطالبة بالتنمية والتشغيل

بدعوة من اتحاد المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا (منظمة حقوقية مستقلة)، واصلت عدة مدن تونسية موجة الاحتجاجات والاعتصامات أمام مقرات الولايات (المحافظات) والمعتمديات (السلط المحلية) للمطالبة بالتشغيل والتنمية، والاحتجاج على التعاطي الأمني مع المظاهرات التي شهدتها تونس منذ نحو أسبوع، وأيضًا كتعبير عن رفض خطاب الحكومة الداعي إلى التروي في البحث عن حلول لبطالة الشباب.
وشملت الاحتجاجات التي نظمت أمس مدينة القصرين، وسيدي بوزيد، وقفصة والقيروان، وقفصة وتوزر، وجاءت لإبلاغ رسالة إلى المسؤولين مفادها عدم اقتناع العاطلين بتعاطي الحكومة الحالي مع ملف البطالة. وبخصوص هذه الوقفات الاحتجاجية قال سالم العياري، رئيس اتحاد المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا لـ«الشرق الأوسط» إن هؤلاء المعطلين نظموا اعتصامات يوم أمس داخل عدد كبير من الولايات، بعد اقتناعهم بعدم نجاعة ما صرح به رئيس الحكومة الحبيب الصيد بخصوص إحداث تغيير مهم، وإجراء إصلاحات اقتصادية كبرى ترمي إلى إدماج الشباب، مضيفًا أن سياسة الحكومة تتطلب سنوات طويلة من الانتظار، في حين أن الشباب انتظر بما فيه الكفاية ونفد صبره، حسب تعبيره.
وبخصوص الحل الأمثل لعلاج معضلة البطالة، قال العياري إن اتحاد المعطلين عن العمل تقدم إلى الحكومة بتصور متكامل، يتطلب مجهودًا جماعيًا لإدماج العاطلين، وينطلق من العائلات التي ستسهم في تمويله عبر اقتطاع جزء قليل من الأجور، وتحويله إلى ميزانية مستقلة مخصصة لتشغيل العاطلين عن العمل، ويتضافر هذا المجهود مع ميزانية ترصدها الحكومة لهذا الملف، مع إعطائه الأولوية في برامج التنمية، لكن لم تتم دراسة هذه المقترحات، وغضت الحكومة عنها الطرف، على حد قوله.
وعلى صعيد متصل بتداعيات الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة، استدعى القضاء مجموعة من نشطاء المجتمع المدني في مدينة القصرين (وسط غربي تونس)، إذ انطلقت شرارة الاحتجاجات الأخيرة، وذلك بعد أن أكدت الأدلة، وفق تصريحاتهم، تورط السلطات البلدية في شبهة فساد. وعبر نشطاء المجتمع المدني بالقصرين عن تأييدهم للتحركات الاحتجاجية المطالبة بالتشغيل والتنمية، واتهموا الحكومة بمعاقبة القصرين وحماية الفاسدين. وفي المقابل، اتهمت البلدية هؤلاء المتهمين بالادعاء بالباطل، وتلفيق تهم باطلة ضدهم. على صعيد آخر، قالت وزارة الداخلية أمس إنها أحبطت مخططا كان يستهدف مقرات أمنية، ودوريات للأمن إثر اعتقالها لمتشددين دينيا.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس أن الأمن قام بعملية استباقية بجهة القيروان وسط تونس، تمكن خلالها من الكشف عن مخطط يستهدف إطارات ومقرات ودوريات أمنية، والقبض على ثلاثة متشددين دينيًا، وأوقف المتشددين بتهمة الانضمام إلى تنظيم بهدف الاعتداء على أمن الدولة الداخلي والخارجي، والتخطيط للاعتداء على إطارات ومقرات ودوريات أمنية.
وتعرضت تونس لثلاث هجمات كبرى وغير مسبوقة في 2015، أوقعت 60 قتيلا من السياح و13 عنصرا أمنيا أغلبهم من نخبة الأمن الرئاسي، وأعلنت الرئاسة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الطوارئ في البلاد، لكن الوضع الأمني لا يزال هشا. بينما أعلنت الداخلية منذ ذلك التاريخ عن تفكيك العشرات من الخلايا وسط المدن. في حين يلاحق الجيش متشددين في الجبال والمرتفعات موالين لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وتنظيم داعش.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».