عبّر مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية، في بيان أصدره أمس بالرياض، عن استيائهم من موقف حكومة بلادهم الذي وصفوه بالمتخاذل، تجاه الاعتداءات الإيرانية على سفارة الرياض لدى طهران والقنصلية في مشهد، مطالبين حكومة بيروت بمعالجة هذا الموقف فورًا وتصحيحه، تماشيا مع ميثاق الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأوضح ربيع الأمين أمين سرّ مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي من بيروت أن «الجالية اللبنانية وقطاع الأعمال اللبناني في الخليج عامة وفي السعودية خاصة، تستنكر بشدة موقف حكومة سلّام من الاعتداءات الإيرانية على سفارة السعودية في طهران».
وأضاف أن الموقف اللبناني الرسمي مخزٍ جدا، ولا يعبّر عن رأي الشعب اللبناني المنتشر في الخليج وفي العالم، مبينا أن بلاده متأذية جدا من السلوك الإيراني في المنطقة، مسببة الاضطراب وعدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، مشيرا إلى أن طهران تخدم أجندة خاصة لا علاقة لها بالإسلام ولا بالعروبة.
ويعتبر الأمين أن هذا الموقف الرسمي لحكومة سلّام، مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه يوحي - برأيه - بأن بيروت تقف إلى جانب طهران ضد الرياض، مبينا أن في ذلك تنكّرا غير مبرر لفضل السعودية على بلاده وعلى اللبنانيين، فضلا عن أنه مخالفة صريحة لميثاق الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ناهيك بمخالفته لقانون فيينا 1961، الذي يطالب إيران بالالتزام بحماية البعثات الدبلوماسية. وقال أمين سرّ مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية: «إن حكومة سلّام بهذا الموقف أحرجت كل اللبنانيين المقيمين في الخليج عامة وفي السعودية خاصة، وربما الانقياد الأعمى لإيران بهذه الطريقة، ستسبب ضررا بليغا لاقتصاد لبنان، سواء على صعيد العلاقات الاقتصادية التجارية الاستثمارية أو على الصعيد السياسي».
وقال: «هناك نصف مليون لبناني يعملون اليوم في دول مجلس التعاون الخليجي، منهم 300 ألف في السعودية ودولة الإمارات»، مبينا أنهم وجدوا تسهيلات كبيرة من الهيئة العامة للاستثمار، لتعزيز أوضاعهم المالية والاقتصادية، حيث فازت شركاتهم في مشروعاتهم كبرى كالمطارات والمباني الحكومية والطرق والبنى التحتية، وأخيرًا في مشروع «المترو»، الذي تتولى تشييده شركة لبنانية معروفة مع شركات أخرى.
ولفت إلى أن التحويلات السنوية من الجالية اللبنانية في الخليج، تناهز الستة مليارات دولار من أصل ثمانية مليارات يحولها المقيمون في الخارج ككل، حيث تأتي الإمارات والكويت في المرتبتين الثانية والثالثة لجهة احتضان اللبنانيين، تليهما قطر والبحرين وعمان، حيث تلمع أسماء لبنانية في قطاع المقاولات والدعاية والإعلان والفنادق والخدمات. ووفق الأمين، يناهز حجم التبادل التجاري بين بيروت والرياض 800 مليون دولار، منها 300 مليون دولار تدخل ضمن صادرات لبنان إلى السعودية في مقابل استيراد بقيمة 450 مليون دولار، حيث تلي السوق السعودية من حيث الأهمية الاقتصادية، كل من أسواق الإمارات فالكويت وقطر، إضافة إلى البحرين ثم عمان، في حين يبلغ حجم أعمال الشركات اللبنانية في الخليج مجتمعة، ما يفوق 50 مليار دولار سنويا.
يشار إلى أن مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية، أصدر بيانًا أمس في الرياض، تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، وجّه فيه عتابًا مباشرًا للحكومة اللبنانية ورئيسها، أدان فيه موقف حكومة سلّام وطالبها بمراجعة موقفها على الفور، على خلفية موقفها من الاعتداءات الإيرانية على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.
وقال البيان: «نتوجّه باسم 500 ألف لبناني مقيم في منطقة الخليج العربي، وباسم التضامن العربي، وباسم الدستور اللبناني، نناشد ونطالب، وبشكل عاجل، الحكومة اللبنانية مجتمعةً؛ ممثلة في رئيسها دولة الرئيس تمام سلام، ووزارة الخارجية والمغتربين، بمعالجة موقف الحكومة من الاعتداءات الإيرانية على السفارة السعودية، والتزام الإجماع العربي».
مجلس العمل اللبناني: موقف بيروت من الاعتداءات الإيرانية على السعودية مخزٍ ومتخاذل
الأمين لـ {الشرق الأوسط} : نصف مليون لبناني يعملون في الخليج.. وحوالاتهم تتجاوز 6 مليارات دولار سنويًا
مجلس العمل اللبناني: موقف بيروت من الاعتداءات الإيرانية على السعودية مخزٍ ومتخاذل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة