بعد هزيمتها «سياسيًا».. اقتراح «سعودي ـ إماراتي» يقصم ظهر الرياضة الإيرانية

طلبا من قطر ملعبًا محايدًا لـ«الآسيوية».. وتقرير مركز الأمن الدولي يحسم «القضية»

الفرق السعودية قررت مقاطعة الملاعب الإيرانية بسبب انعدام الأمن فيها («الشرق الأوسط»)
الفرق السعودية قررت مقاطعة الملاعب الإيرانية بسبب انعدام الأمن فيها («الشرق الأوسط»)
TT

بعد هزيمتها «سياسيًا».. اقتراح «سعودي ـ إماراتي» يقصم ظهر الرياضة الإيرانية

الفرق السعودية قررت مقاطعة الملاعب الإيرانية بسبب انعدام الأمن فيها («الشرق الأوسط»)
الفرق السعودية قررت مقاطعة الملاعب الإيرانية بسبب انعدام الأمن فيها («الشرق الأوسط»)

تحسم لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اليوم في اجتماع مهمة بالعاصمة القطرية الدوحة موقفها من الطلبين الرسميين المقدمين من الاتحادين السعودي والإماراتي للعبة بنقل مباريات منتخباتها وأنديتها إلى بلدان محايدة، بدلاً من اللعب في إيران، وذلك بهدف حماية بعثاتها الرياضية، خصوصًا بعد قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران أخيرًا.
وبحسب اجتماع أمس، فإنه سيتم إجراء بحث تفصيلي في الحالة المقدمة من الاتحادات الوطنية الثلاثة الأعضاء، وتوفير الوقت الكافي أمام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لمراجعة الخيارات المتاحة.
وبحثت اللجنة الطلبات المقدمة من الاتحادين السعودي والإماراتي لكرة القدم، حيث طلبا نقل جميع المباريات على مستوى الأندية والمنتخبات، من أجل «ضمان أمن وسلامة الفرق والوفود المرافقة لها». وقد اقترحت السعودية دولة قطر كأرض محايدة.
من جهته قال الاتحاد الإيراني لكرة القدم إنه «يتوقع من الاتحاد الآسيوي للعبة عدم السماح بإقحام السياسة في كرة القدم»، وشدد على أن «إيران من أكثر الدول أمانا في المنطقة».
وأكد الاتحاد الإيراني لكرة القدم التزامه بـ«ضمان توفير الأمن والسلامة لجميع المنتخبات الوطنية والأندية المشاركة في البطولات الدولية المختلفة».
ولاقت هذه الإجابات من الجانب الإيراني استغراب الوفدين السعودي والإماراتي كون الأخيرين يملكان أدلة ومستندات فيها كل وسائل العنف والمضايقات التي تحدث في إيران على مسمع ومرأى الاتحاد الإيراني وأنديته ومنتخباته، ودون أي حراك منهم، وكذلك الحال من الاتحاد الآسيوي لكرة الذي لا يحرك ساكنًا لما يجري منذ سنوات.
ويضغط السعوديون في اتجاه أن الواجب على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عدم مناقشة الموضوع من الناحية الأمنية باعتبار أن ما تعرضت له البعثات الدبلوماسية رغم الاتفاقيات الدولية أكبر دليل على أن من لم ينجح في حماية بعثات دبلوماسية لن يكون بإمكانه أن ينجح في حماية بعثات رياضية وفي ملاعب معرضة للاختراق والتجاوزات والمضايقات كما كان يحدث دائما في السابق.
وسيقوم اتحاد الكرة السعودي والرئاسة العامة لرعاية الشباب، والأخيرة هي الجهة التي تطلب استخراج التأشيرات عادة للأندية والمنتخبات الزائرة، الضغط على رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان آل خليفة الذي يخوض في الوقت ذاته معركة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد 4 منافسين آخرين، وهو ما يعني أن عدم قدرته على تحقيق طلبات الاتحاد السعودي لكرة القدم قد تضطر الأخير إلى عدم منحه الصوت في انتخابات 26 فبراير (شباط) المقبل.
وبالعودة إلى بيان لجنة المسابقات الآسيوية، أمس، فقد أشارت إلى أنه «تقديرًا من الاتحاد الآسيوي لأهمية الموقف، فقد طلب من المركز الدولي للأمن الرياضي ICSS كهيئة مستقلة، تقييم الموقف وإن كانوا يعتبرونه (وضعًا استثنائيًا) وتقديم المشورة الممكنة للجنة المسابقات بالاعتماد على المعلومات المتاحة».
وبحسب مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط» من داخل اجتماع لجنة المسابقات الآسيوية فإن العضوين السعودي والإماراتي أصرّا على طلب نقل المباريات للأندية والمنتخبات على أن تكون قطر هي البلد المحايد بالنسبة لهما وسط تحفظ إيراني في البداية خشية أن تتطور الأمور بالنسبة للإيرانيين لتطالب كل الدول الآسيوية بعدم اللعب في إيران».
وأشارت المصادر ذاته إلى أن اجتماع اليوم الذي سينطلق الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت السعودية في العاصمة القطرية الدوحة، القرار المتوقع فيه هو نقلها إلى بلد محايد فضلا عن أن هناك إجراءات وترتيبات بالنسبة للمركز الدولي للأمن الرياضي ليقوم هو بتقييم حالة الطلبين من خلال القيام بزيارات تفقدية للملاعب الإيرانية التي تعاني من مشكلات تحويلها إلى منابر سياسية وطائفية فضلاً عن حالة العنف التي تجتاح ملاعبها إضافة إلى الشتائم والقذف والإهانات التي يرددها المشجعون الإيرانيون في ملاعبهم وحملهم صور ولافتات فيها إهانة وصور غير لائقة لرموز وقيادات دول الخليج فضلاً عن المضايقات التي لا تنتهي بدءًا بوصول الأندية الخليجية لا سيما السعودية إلى مطارات إيران مرورًا بمقر الإقامة والذهاب والعودة إلى الملاعب قبل مغادرة البلاد.
وفي الوقت الحالي، فإن فريقين من كل من السعودية وإيران يلعبان في المجموعة ذاتها ضمن الدور الأول لدوري أبطال آسيا 2016، وفريق من إيران يلعب في المجموعة ذاتها مع فريق إماراتي، وهناك إمكانية بالاعتماد على نتائج الأدوار التمهيدية أن تحصل مواجهات إضافية بين أندية الدول الثلاث خلال الدور الأول. ويملك الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اتفاقية تم توقيعها في أبريل (نيسان) من عام 2015 الماضي مع المركز الدولي للأمن الرياضي حول الأمن والسلامة في كل المسابقات التي يقيمها الاتحاد القاري، علما بأن هذا المركز سبق أن قدم تقريرًا حاسمًا حول استضافة أربيل العراقية للمباريات، وهو ما اضطر «فيفا» والاتحاد الآسيوي لإصدار قرار بعدم اللعب فيها لأسباب أمنية.
وبحسب إحصائية للإماراتي منصور عبد الله عضو الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم، فإن الأندية الخليجية لعبت 94 مباراة في دوري أبطال آسيا منذ انطلاقه عام 2003 في المدن الإيرانية، وشهدت 65 مباراة من أصل 94 أحداث شغب وفوضى أمنية ومضايقات ضد الأندية، بمعدل 69 في المائة من المباريات التي تقام في إيران. وبحسب الرصد الدقيق للإماراتي منصور عبد الله، فإن الأندية السعودية لعبت 35 مباراة في إيران، وواجهت الكثير من المضايقات خلال 30 مباراة، مفصلاً في نوعية المضايقات التي تواجهها الأندية السعودية في سوء الاستقبال في المطار وسوء الاستقبال في المرافق الرياضية وسوء التنقلات من وإلى المرافق التي توجد فيها الفرق السعودية، فضلا عن الاعتداء اللفظي من قبل الجمهور.
وشدد على أن هناك حضورًا واضحًا للعنصرية ضد العرب والتعدي على الدول الخليجية ورموزها واستخدام الملاعب والفنادق في إظهار التمييز الطائفي، فضلاً عن استخدام العنف من خلال القنابل الصوتية والمفرقعات والتجمهر في المرافق التي لا يفترض أن يوجد فيها المشجعون الإيرانيون.
وبحسب الإحصائي الإماراتي، فإن نادي الهلال هو الأكثر تعرضا للمضايقات في 7 مباريات مقابل 4 للأهلي، و3 للاتحاد، و2 للنصر والوحدة والعين الإماراتيين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».