السيسي: انحراف ثورة 25 يناير لم يكن من أبنائها.. والشعب صوّب المسار

دعوات تظاهر «محدودة» يقابلها تشديد أمني

السيسي: انحراف ثورة 25 يناير لم يكن من أبنائها.. والشعب صوّب المسار
TT

السيسي: انحراف ثورة 25 يناير لم يكن من أبنائها.. والشعب صوّب المسار

السيسي: انحراف ثورة 25 يناير لم يكن من أبنائها.. والشعب صوّب المسار

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إن «انحراف ثورة 25 يناير لم يكن من أبنائها وإنما ممن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم، ويستغلوها لتحقيق مصالح ضيقة»، في إشارة إلى جماعة الإخوان، التي صعدت للحكم عام 2012، قبل أن يتم إسقاطها عقب ثورة 30 يونيو 2013.
وقال السيسي: «إننا نحتفل اليوم معا بالذكرى الخامسة لثورة 25 من يناير التي ضحى فيها أبناء الوطن بأرواحهم لإحياء قيمة نبيلة افتقدناها لسنوات طويلة ونؤسس لمصر الجديدة في ظل عدالة اجتماعية».
وأضاف: «إن أي عمل إنساني يخضع للتقييم، وما اعترى تلك الثورة من انحراف عن المسار الذي أراده لها الشعب لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء وإنما جاء نتاجا خالصا لمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة وأن يستغلوا الزخم الذي أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة تنفي عن وطننا اعتداله المعهود، لكن الشعب الذي ثار من أجل حريته وكرامته صوب المسار وصحح المسيرة فجاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتستعيد إرادة الشعب الحرة وتواصل تحقيق آماله المشروعة».
وعدد الرئيس المصري إنجازات تحققت في عهده، الذي يقترب من عامه الثاني، مشيرا إلى «إتمام الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل بانتخاب مجلس النواب الجديد». داعيا النواب إلى تحمل مسؤوليتهم، مؤكدا دعمه ومساندته لهم في ممارسة مهامهم في الرقابة والتشريع في إطار من الاحترام الكامل للدستور، وما نص عليه من فصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وتابع: «إن تقييما منصفا وموضوعيا لما حققته مصر خلال أقل من عامين على كل الأصعدة الداخلية والخارجية يوضح أن بلادنا تحولت من وطن لجماعة إلى وطن للجميع، ومن حكم يعادي الشعب وكافة قطاعات الدولة إلى حكم يحترم خيارات الشعب ويسعى جاهدا لتحقيق آماله ويضمن وجود مناخ إيجابي لعمل قطاعات ومؤسسات الدولة».
وأضاف: «نتحرك على كل الاتجاهات الداخلية والخارجية.. ندشن وننفذ مشروعات تنموية وإنتاجية.. ومشروعات صغيرة ومتوسطة تراعي احتياجات الشباب.. ونتصدى بفاعلية للكثير من المشكلات وفي مقدمتها توفير الطاقة والكهرباء.. ونتفانى في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام.. لدينا إعلام حر وقضاء مستقل وسياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على العالم».
وشدد على أن «مصر اليوم ليست مصر الأمس»، وأنه يسعى إلى إقامة «دولة مدنية حديثة متطورة تعلي قيم الديمقراطية والحرية وتواصل مسيرتها التنموية وبناءها الاقتصادي». وقال: «ستبقى الدولة المصرية تبذل كل الجهود اللازمة لمحاربة الفساد والقضاء عليه إداريا كان أو ماليا وإعلاء قيم المساءلة والمحاسبة والحفاظ على المال العام».
ووجه السيسي رسالة إلى الشباب قائلا: «إذا كان الشعب هو سلاح الوطن لمواجهة التحديات فأنتم ذخيرته ووقوده وكل ما نحرص على تحقيقه هو لكم ولأبنائكم في المستقبل.. لن ينهض هذا البلد سوى بجهودكم.. إن صدق النيات يجب أن يقترن بحسن العمل».
وبدت دعوات التظاهر خافتة ومحدودة، في ظل رغبة كثير من القوى السياسية النأي بنفسها عن جماعة الإخوان، التي دعت أنصارها صراحة للحشد اليوم، إضافة إلى صفحات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت طالبت بالنزول للاعتراض على الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة وعدم تحقيق أهداف ثورة يناير حتى الآن.
ورفضت حركة شباب 6 أبريل، الشريك الأساسي في ثورة عام 2011، إعلان موقفها صراحة من النزول في ظل وجود معظم قياداتها في السجن. وقالت الحركة على صفحتها في «فيسبوك» إن «الثورة غير محدودة بوقت أو مكان.. طالما استمر الظلم والقمع والقتل فكل الميادين ميدان التحرير وكل الأيام 25 يناير».
في المقابل، اتفقت الأحزاب الممثلة في البرلمان حاليا، على عدم المشاركة في دعوات التظاهر. وقال حزب المؤتمر إن «الحزب يستنكر دعوات التظاهر التي يروج لها البعض والتي لا تلقى قبولا لدى الشعب المصري لأنها دعوات مغرضة وخبيثة وتستهدف تخريب الوطن والحزب يرفضها ويُقاطعها».
في حين أكد بيان لحزب التجمع أن «الشعب المصري لن يستجيب للدعاوى الإخوانية التي تُحرض على التظاهر في 25 يناير.. الشعب سيظل متشبثًا بحقوقه وأحقيته بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية».
ومن جهتها، رفعت الأجهزة الأمنية استعداداتها، وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية قيام الوزارة برفع درجات الاستعداد للحالة «ج»، موضحا أن وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار عقد اجتماعا مع عدد من مساعديه لمراجعة خطة التأمين والتأكيد على رفع درجات الاستعدادات الأمنية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.