فيما يعتقد أنها أكبر عاصفة جليدية تتعرض لها واشنطن ونيويورك والولايات المجاورة منذ بداية تسجيل تغييرات الطقس في القرن التاسع عشر، توقفت الحياة ثلاثة أيام في المدينتين، وفي غيرهما. ولأول مرة، منذ أن دخل البيت الأبيض، لم يلق الرئيس باراك أوباما خطابه الأسبوعي، يوم السبت، للشعب الأميركي. ولأول مرة منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. فتح الكونغرس الميدان المحيط به ليتزحلق الأطفال على الجليد، وكان ذلك منع خوفا من هجمات إرهابية على مبنى الكونغرس.
وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» في صدر صفحتها الأولى، بحروف عملاقة: «عاصفة تحكيها الأجيال». وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز»: «عاصفة حلزونية تغطي شرق البلاد بالأبيض». وصحيفة «بولتيمور صن»: «تجمدنا». وصحيفة «فلادلفيا انكوايارار»: «الجليد غمرنا».
حتى صباح أمس، قالت وكالة «رويترز» بأن 19 شخصا قتلوا في حوادث لها صلة بالعاصفة. ويتوقع أن يزيد العدد، خاصة بسبب سقوط أشجار محملة بالجليد، وتزحلق سيارات فوق الجليد، وانهيار سطوح منازل تراكم عليها الجليد، ثم، عندما يذوب الجليد، ويفيض.
في واشنطن العاصمة، وفي بولتيمور (ولاية ماريلاند) سجلت كمية الجليد أرقاما قياسية. وفي نيويورك، سجلت ثاني أكبر كمية في تاريخها.
وكان أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك، أعلن حالة الطوارئ يوم السبت. وفعل ذلك حكام عشر ولايات أخرى. وكان كومو أعلن حظر السفر على طرق نيويورك، والمناطق المجاورة، باستثناء سيارات الطوارئ، وإغلاق الأنفاق التي تربط نيويورك بولاية نيوجيرسي. وكان مطار كيندي الدولي، واحدا من أهم المطارات الدولية في العالم، أغلق بداية من ليلة الجمعة.
وتأثر شارع المسارح ودور السينما شارع برودواي ولأول مرة منذ عشرة أعوام، عم الظلام هذه المسارح. وخيم الهدوء على نيويورك الصاخبة: «المدينة التي لا تنام»، وهي أكبر مدينة أميركية سكانا (تسعة ملايين شخص).
وفي واشنطن، عقدت موريل باوزر، عمدة المدينة، سلسلة مؤتمرات صحافية خلال يومي السبت والأحد لمتابعة الوضع. وهي، أيضا، منعت السيارات من شوارع رئيسية في واشنطن. وكان «مترو واشنطن» (قطار تحت الأرض) أغلق تماما ليلة الجمعة، ولأول مرة منذ أن شيد، قبل خمسين عاما تقريبا.
وقال موقع «فلايت أوير» الذي يتتبع حركة الطيران داخل الولايات المتحدة، بأن 5100 رحلة جوية تقريبا أُلغيت ما بين ليلة الجمعة وليلة السبت. بالإضافة إلى 3300 رحلة أخرى تقريبا ألغيت أمس الأحد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية من ولاية نورث كارولينا، معاناة 120 ألف شخص تقريبا في الولاية، بسبب توقف التيار الكهربائي. وفي ولاية نيوجيرسي، حرم 90 ألف شخص تقريبا من التيار الكهربائي، حسب تصريحات الحاكم كريس كريستي.
ويتوقع أن يتأثر 85 مليون شخص تقريبا بالعاصفة، ويساوي هذا العدد ربع سكان الولايات المتحدة.
لأول مرة يفتح الكونغرس ميادينه ليتزحلق الأطفال على الجليد
أوباما يلغي خطابه الأسبوعي.. وشارع برودواي للمسارح في نيويورك يعمه الظلام
لأول مرة يفتح الكونغرس ميادينه ليتزحلق الأطفال على الجليد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة