ليبيا: مجلس النواب يستعد للتصويت على حكومة السراج وسط توقعات برفضها

حفتر يأمر باعتقال أحد مساعديه في الجيش ويحتوي تمردًا إعلاميًا

ليبيا: مجلس النواب يستعد للتصويت على حكومة السراج وسط توقعات برفضها
TT

ليبيا: مجلس النواب يستعد للتصويت على حكومة السراج وسط توقعات برفضها

ليبيا: مجلس النواب يستعد للتصويت على حكومة السراج وسط توقعات برفضها

بينما سعى الفريق خليفة حفتر قائد الجيش الليبي لاحتواء تمرد إعلامي من بعض مساعديه السابقين، يستعد مجلس النواب إلى عقد جلسة حاسمة بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي للتصويت على حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن التطورات الأمنية والسياسية التي تشهدها تونس حاليا، دفعت السلطات هناك إلى أن تطلب من الوفود السياسية الليبية مغادرة أراضيها، إلى حين هدوء الأوضاع الداخلية، بما في ذلك أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج.
ودعا رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح أعضاء المجلس إلى عقد جلسة يوم غد الاثنين للتصويت على منح الثقة للحكومة، وشدد على ضرورة حضورهم، علمًا بأن المجلس أخفق على مدى شهور في استكمال النصاب القانوني اللازم لعقد اجتماعاته بمقره في طبرق.
وقال المكتب الإعلامي للسراج إن بعض أعضاء مجلس النواب بدأوا بالتوافد على طبرق وسط اتجاه لتشجيع باقي الأعضاء على الحضور للوصول إلى النصاب القانوني لعقد الجلسة يوم الاثنين.
ويشمل التصويت المتوقع إجراؤه خلال هذه الجلسة، ما وصفه المكتب بـ«حزمة متكاملة» بما في ذلك الموافقة على الاتفاق السياسي الذي رعته بعثة الأمم المتحدة في منتجع الصخيرات بالمغرب العام الماضي، بالإضافة إلى الموافقة على تعديل الإعلان الدستوري ليتماشى مع هذا الاتفاق.
وكشف النقاب عن إمكانية رفض تشكيلة حكومة الوفاق التي أعلنها المجلس الرئاسي، ومطالبته في المقابل بتشكيل حكومة أزمة مصغرة شريطة الكفاءة وعدم الحزبية.
إلى ذلك، أصدر الفريق حفتر قرارًا باعتقال محمد حجازي، الناطق الرسمي السابق باسم عملية الكرامة التي يشنها الجيش ضد المتطرفين في شرق ليبيا، والتحقيق معه على خلفية تصريحات إعلامية مثيرة للجدل حيال الجيش الليبي وقائده.
وقال مسؤول إعلامي في مكتب حفتر إنه تم تشكيل لجنة من ثلاثة ضباط من ذوي الخبرة والكفاءة، وبما يقتضيه القانون العسكري للتحقيق في الدوافع التي تسببت في إدلاء حجازي بما وصفوه بـ«المغالطات».
ونقل عن الفريق حفتر ارتياحه الشديد من الشارع الليبي وشباب المناطق وقادة محاور القتال وكل منتسبي الجيش الذين ردوا بقوة على هذه الادعاءات، وأكدوا على وحدة الصف والالتفاف حول القيادة العامة في معركتها ضد الإرهاب.
كما حث رئيس مجلس النواب بصفته القائد الأعلى للجيش على ضرورة الالتزام بالضبط والربط العسكريين حفاظًا على وحدة القيادة والأقدمية والتراتبية العسكرية.
وكان حجازي الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات الجيش الليبي، قد أعلن انقلابه إعلاميا على قائد الجيش معلنًا انشقاقه عليه في تطور مفاجئ قبل يومين.
واتهم ضابطان على الأقل في الجيش الليبي أحدهما حجازي، قائده الفريق حفتر بارتكاب عدة أخطاء وطالبا بتصحيح مسار عملية لكرامة العسكرية.
وشن حجازي هجوما عنيفا وحادا وغير مسبوق على الرجل الأول في الجيش الموالي للسلطات الشرعية في ليبيا واتهمه باستغلال منصبه العسكري.
في المقابل، نفى العميد صقر الجروشي رئيس أركان القوات الجوية، ما أشيع بشأن تورط أبناء حفتر في أعمال مشبوهة، مشيرًا إلى أنهما يساعدان والدهما في عمله الرسمي.
وكشف النقاب عن إرسال أبناء حفتر في مهمات تتعلق بشراء أسلحة من الخارج.
وقال الجروشي: «كان أجدر بحجازي أن يقدم تقريرا عما يراه من مخالفات لقائد الجيش للتحقيق بشأنها»، لافتًا إلى أن حفتر يقود عمليات الجيش كالمعتاد ضد المتطرفين.
من جهة أخرى، أعربت وزارة الخارجية الليبية عن انزعاجها الشديد من قيام منظمي مؤتمر للشباب العربي الأفريقي لمكافحة الإرهاب في القاهرة، ومؤسسة تدعى منظمة الوحدة العربية الأفريقية، بنزع علم الدولة الليبية من قاعة المؤتمر.
وقالت وزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا، في بيان بثته وكالة الأنباء الليبية الرسمية، إنها تعبر عن صدمتها إزاء هذا الفعل «الذي يشكل إهانة بالغة لرمز استقلال الدولة الليبية منذ الخمسينات، والدولة الليبية الحديثة التي استعادتها ثورة 17 فبراير (شباط) من النظام الديكتاتوري بعد أكثر من أربعين عاما من تغييب هذه الراية».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.