عباس يتهم نتنياهو بالتهرب من لقائه

خاطب الرأي العام الإسرائيلي: لا أريد سوى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية

عباس يتهم نتنياهو بالتهرب من لقائه
TT

عباس يتهم نتنياهو بالتهرب من لقائه

عباس يتهم نتنياهو بالتهرب من لقائه

اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتهرب من لقائه. وكشف خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين اليهود في مقر الرئاسة في رام الله، أن نتنياهو يخشى من ائتلافه اليميني ويرفض الإيفاء بالتزاماته لتجميد الاستيطان وإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين.
وقال عباس إنه وعلى الرغم عن هذا الجفاء، فإن ديواني الرئاسة في القدس الغربية وفي رام الله، على تواصل يومي والتنسيق الأمني جار على قدم وساق: «لكن أوساطا إقليمية ودولية سعت إلى ترتيب لقاء مباشر بيني وبين نتنياهو قبل نحو الشهرين، بيد أن خوف نتنياهو جعله يتراجع من جديد». وأكد أنه لن يلتقي نتنياهو بأي ثمن ولن يستأنف المفاوضات إلا إذا أوفت إسرائيل بشروطها وأطلقت سراح ما تبقى من الأسرى القدامى (107 أسرى) وجمدت البناء في المستوطنات.
وكان عباس قد حاول مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي مباشرة، في أعقاب انتشار استطلاعات رأي تشير إلى أن الإسرائيليين بغالبيتهم يؤيدون عملية السلام على مبدأ دولتين للشعبين، إلا أنهم لا يثقون بأن القيادة الحالية في السلطة الفلسطينية جادة ومعنية بعملية سلام. وبدا أنه يريد بهذا اللقاء إقناع وتأليب الجمهور الإسرائيلي. وقد خرج الصحافيون الإسرائيليون من اللقاء بشعور من التناقض. فمن جهة كتب ناحوم بانياع في «يديعوت أحرونوت» أن الرئيس الفلسطيني لم يكن واضحا بما يكفي وأجاب على عدة أسئلة قائلا: «اسألوا نتنياهو». ومن جهة ثانية، اعتبروا لقاءه محاولة تقرب من الجمهور في إسرائيل.
ومع ذلك، فقد كتب بارنياع أن أبو مازن لا يبدو محبطا أو متعبا كما يكتب عادة في إسرائيل، بل بدا قويا ومزهوا. واعتبر خطابه أمامهم بمثابة «مظاهرة قوة تدل على أن الرجل لا ينوي الاستقالة أو إعلان انتخابات ولا ينوي التنازل عن السلطة في القريب، رغم الطابور الطويل للمنتظرين أن يحلوا محله، وأنه يقصد بجد ما سبق وقاله في السابق من أنه لا يوجد خطر لانهيار السلطة». وأبرز تحذير عباس بأن الاستمرار في الجمود الحالي في عملية السلام سيؤدي إلى فرض واقع جديد، هو واقع تحويل فلسطين التاريخية برمتها إلى دولة واحدة للشعبين.
وكرر عباس دعوته إلى استئناف المفاوضات مطالبا بأن تحترم إسرائيل تعهداتها وتكف عن البناء الاستيطاني. وحسب مراسل موقع «واللا»، آفي سخاروف، فإن عباس اتهم إسرائيل بخرق معظم بنود اتفاقيات أوسلو. وقال إنه من جهته لا يريد سوى إنهاء الاحتلال في أراضي 1967 وإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام مع إسرائيل والمواطنين الإسرائيليين. ودعا إلى تسوية المسألة من خلال محاور أميركي.
ورد عباس، حسب سخاروف، على الاتهامات للسلطة الفلسطينية بتحريض المواطنين على الخروج لتنفيذ عمليات طعن بالسكين للإسرائيليين، فقال إنه كانت هناك في الماضي لجنة للبحث في التحريض، و«أنا على استعداد في أي وقت لإعادة تشكيل هذه اللجنة، وهي فلسطينية - إسرائيلية - أميركية مشتركة لبحث المسألة»
وردا على سؤال بخصوص رفضه الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، قال: «اعترفنا بدولة إسرائيل عام 1993 فلم يطلبونا يومها بهذا الاعتراف. وأنتم لم تطالبوا مصر والأردن بالاعتراف بكم كدولة يهودية عند إبرام لاتفاقيات سلام كاملة. إذا كنتم تريدون، بإمكان نتنياهو التوجه إلى الأمم المتحدة وستقوم الأمم المتحدة بالاعتراف بأي تعريف يرغب به». وأكد عباس على أن السلطة الفلسطينية ستواصل تنسيقها الأمني مع إسرائيل قائلا: «حتى هذه اللحظة، لم أغير موقفي حول هذه المسألة». من جهته، نفى نتنياهو اتهامات عباس. وقال خلال وجوده في مؤتمر دافوس إنه ما زال ينتظر أن يوافق عباس على لقائه من دون شروط مسبقة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.