الميليشيات الانقلابية تصادر 286 شاحنة غذائية

اختارت نقطتي توزيع فقط لـ2500 سلة غذائية بغرض إحداث فوضى والظهور أنها تنوي فك الحصار

الميليشيات الانقلابية تصادر 286 شاحنة غذائية
TT

الميليشيات الانقلابية تصادر 286 شاحنة غذائية

الميليشيات الانقلابية تصادر 286 شاحنة غذائية

أكدت منظمات الإغاثة أن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح صادرت 286 شاحنة محملة بالمواد الغذائية كانت من المفترض أن تدخل محافظة تعز، نافية دخول مواد غذائية دخلت إلى وسط المدينة على الإطلاق، وأنها ما زالت محتجزة ومصادرة خارج المدينة من قبل الميليشيات الانقلابية التي تسيطر على جميع منافذ المدينة منذ تسعة أشهر، وأن كل المحاولات التي بُذلت من أجل التخفيف عن كاهل المواطنين داخل المدينة قد باءت بالفشل.
وقال ائتلاف الإغاثة الإنسانية ولجنة الإغاثة المحلية في بيان توضحي لهما، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «لا يزال مسلسل مصادرة ما يقرب من 286 شاحنة مستمرًا وهو إجمالي مخصص الشهر الماضي ديسمبر (كانون الأول) 2015م لمحافظة تعز من المواد الغذائية، بحسب ما صرح به ممثل برنامج الغذاء العالمي، علما بأن ما وصل إلى منافذ المدينة 102 شاحنة محملة بمواد الإغاثة المرسلة من قبل البرنامج إلى سكان مدينة تعز المحاصرين في مديرياتها الثلاث القاهرة وصالة والمظفر، وكذلك مديريات مشرعة وحدنان والتعزية وصبر الموادم».
وطالب ائتلاف الإغاثة الإنسانية ولجنة الإغاثة المحلية بمدينة تعز بنزول «فريق ميداني يتبع برنامج الغذاء العالمي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإغاثية للاطلاع ميدانيًا على من يقوم بالاحتجاز، وأن تعد التقارير ميدانيًا من الواقع».
ومن جهته، قال أحمد الصهيبي، مسؤول إعلامي في ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «قيام ميليشيات الانقلاب باختيار نقطتي توزيع فقط لـ2500 سلة من كل نقطة هو لغرض إحداث فوضى، وذلك جراء ما هو متوقع من تدافع عشرات الآلاف من المواطنين الجوعى المحاصرين منذ 9 أشهر للتقاتل على 2500 سلة غذائية وإظهار المقاومة والسلطة المحلية بمظهر العاجز عن تنفيذ وإدارة أعمال الإغاثة في المدينة، وبالتالي عدم أهلية السلطة المحلية ولجنة الإغاثة للاستمرار في ذلك».
وتابع القول إن «ميليشيات الحوثي وصالح تهدف من خلال اقتصار التوزيع على نقطتين هما مدرسة الشعب الثانوية في حوض الأشرف وثانوية تعز الكبرى في حي الجمهوري، الظهور أمام الوفد الأممي القادم إلى تعز أنه قد فك الحصار عن تعز لينعكس في تقرير الوفد أنه شاهد بأم العين مواطنين يتلقون الإغاثة وبالتأكيد أنه لن يوضح متى دخلت هذه الإغاثة وكمياتها، ونتيجتها أنها ستظهر من وراء ذلك مكاسب لجولة المشاورات القادمة».
في المقابل، دشنت في مدينة التربة، عاصمة قضاء الحجرية، أولى الفعاليات التي دعت لها مبادرة شبابية لكسر الحصار عن مدينة تعز، حيث بدأ القائمون عليها بتنفيذ حملة التحشيد والتوعية الرامية إلى حشد جهود كل أبناء المنطقة للتبرع من أجل تسيير قافلة لسكان المدينة المحاصرة.
وعلى الصعيد الميداني، تواصل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح قصفها العنيف والهستيري على أحياء مدينة تعز السكنية من مواقع تمركزها بصواريخ الكاتيوشا والهاون والهاوزر، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.