وزير مغربي: الصحة والأمن والعدل أكثر المجالات عرضة للفساد

المعارضة عدت خطة الحكومة لمحاربته مزايدات سياسية

وزير مغربي: الصحة والأمن والعدل أكثر المجالات عرضة للفساد
TT

وزير مغربي: الصحة والأمن والعدل أكثر المجالات عرضة للفساد

وزير مغربي: الصحة والأمن والعدل أكثر المجالات عرضة للفساد

كشف وزير مغربي امس ان قطاعات الصحة والامن والعدل والجماعات الترابية ( البلديات ) هي من اكثر القطاعات عرضة للفساد ، وقال ان الحكومة ستعطي الاولوية لهذه المجالات خلال البدء في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد التي صادقت عليها اخيرا.
وكان تقرير صادر عن مجلس اروربا قد انتقد انتشار الرشوة في قطاعات عدة في المغرب بينها القضاء والشرطة، مؤكدا انه على الرغم من اقرار اجراءات لمحاربة الفساد على المستويين التشريعي والمؤسساتي إلا ان الرشوة ظاهرة مقلقة في المجتمع ، وتمثل تهديدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد. كما انتقد التقرير ضعف التنسيق بين المؤسسات في مجال محاربة الرشوة ، الامر الذي يفسر ضعف عدد المحاكمين بتهم الفساد.
واقر محمد مبديع الوزير المكلف الوظيفة العمومية وتحديث الادارة الذي كان يتحدث امس خلال الجلسة الاسبوعية للاسئلة بمجلس النواب (الغرفة الاولى في البرلمان) انه على الرغم من المبادرات والاجراءات التي اتخذت في السابق فانها لم تحقق الاهداف المنشودة، موضحا ان اعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ساهمت فيها لجنة تضم قطاعات وزارية وهيئات المجتمع المدني ممثلة في شبكة برلمانيين ضد الفساد وجمعية ترانسبرانسي المغرب والهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ، وعد الاستراتيجة الاولى من نوعها في المغرب ، وقال انها "تهدف الى الحد من الفساد بشكل ملموس وتحقيق هدفين رئيسيين هما اعادة ثقة المواطنين والمجتمع الدولي في تحسين صورة المغرب".
واضاف مبديع انه سيجري احداث لجنة وطنية لمحاربة الفساد برئاسة عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة، ستقوم بتنفيذ الاستراتيجية من خلال توفير الموارد البشرية والمالية واعتماد مخطط للتواصل حول هذا المشروع والانفتاح على التعاون الدولي. ولضمان ديمومة الاستراتيجية وفعاليتها سينشآ صندوقا سيمول من غرامات الاحكام المرتبة عن قضايا الفساد .
وقال الوزير المغربي ان الاستراتيجية ستعتمد آليات للقياس هي مؤشر ادراك الرشوة والمنتدى الاقتصادي الدولي ومؤشر مناخ الاعمال. ووصف الاستراتيجة بانها "مشروع مجتمعي ، مفصلي سيضع حدا لمرحلة التطبيع مع الفساد في البلاد".
واقر مبديع المنتمي لحزب الحركة الشعبية انه" لايمكن القضاء على الفساد بشكل نهائي وانما تقليصه والقضاء على التطبيع معه من خلال القضاء على مسببات الفساد والاهتمام بجانب التوعية والانتقال من التنديد الى التبليغ وتطبيق القانون".
من جهتها ، انتقدت احزاب في المعارضة تأخر الحكومة في اعداد هذه الاستراتيجية ، والاعلان عنها على بعد اشهر فقط من انتهاء ولايتها.
وقالت ميلودة حازب رئيسة الفريق النيابي لحزب الاصالة والمعاصرة المعارض ان اعتماد الحكومة لاستراتيجة لمحاربة الفساد "استخفاف بذكاء المواطنين ومزايدة سياسية"، لانه كان المفروض من وجهة نظرها ، مناقشة حصيلة الحكومة في مجال محاربة الفساد ، منتقدة "الاجرءات المتناثرة التي اقرتها الحكومة والتي لم يكن لها أي تأثير".
وكانت وزارة العدل والحريات قد اطلقت رقما هاتفيا لتمكين المواطنين المغاربة من التبيلغ عن حالات الابتزاز والرشوة التي يتعرضون لها. كما اطلقت تطبيقا للخدمات القضائية الالكترونية على الهواتف الذكية، من اجل رفع مستوى فعالية وشفافية الخدمات القضائية وتحسين جودتها ، وهي اجراءات تهدف الى الحد من الفساد.
ويتلقى المكالمات الهاتفية الواردة من قبل المبلغين عن الرشوة ، ثلاثة قضاة لديهم تجربة وصلاحيات إحالة بلاغات المواطنين مباشرة على النيابة العامة التي ستتحرك لضبط المرتشين في حالة تلبس. ولاقت هذه المبادرة استحسانا من لدن المواطنين، الذين كان يحجم اغلبهم عن التبليغ عن الرشوة.
وكان مجلس النواب قد صادق في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي على مشروع قانون يتعلق بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، التي ستحل محل "الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة"؛ وذلك تفعيلا لمقتضيات الفصل 36 من الدستور، الذي ينص على إحداث هذه الهيئة، وتمكينها من صلاحيات الوقاية ومكافحة الفساد، مع توسيع مجال تدخلها ليشمل مجموع حالات الفساد.
وستكون الهيئة مطالبة باعداد تقرير سنوي بشأن عملها يقدم الى الملك ويناقش ايضا أمام البرلمان.
وستوكل اليها مهمة إعداد قاعدة معطيات وطنية حول مظاهر الفساد في القطاعين العام والخاص، وتتبع السياسات العمومية، ودراسة مختلف مظاهر الفساد ومحاربته، عن طريق إحداث مرصد خاص لدى الهيئة، بالإضافة إلى تمكينها من تلقي شكاوى المواطنين ضد الأشخاص أو الجهات التي تتهمها بالارتشاء، واستغلال النفوذ ونهب المال العام، والقيام بإجراءات البحث والتحري بشأنها. وذلك بعد ان ظلت الهيئة بشكلها الحالي مجرد هيئة استشارية لا تملك أية صلاحيات للتدخل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.