تعتبر محمية وادي الحيتان بمحافظة الفيوم (150 كيلومترا جنوب غربي القاهرة) من أهم المحميات في العالم، حيث يرجع عمرها إلى العصر الأيوسيني أي أكثر من 40 مليون سنة. وهي تقع على مساحة 1759 كيلومترا وتعتبر متحفا طبيعيا مفتوحا يضم حفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية، وأسنان سمك القرش وأصداف، وغيرها من الحيوانات البحرية كالسلاحف البحرية، ومجموعة من النباتات النادرة، منها نبات الشورة المتحجر داخل صخور لينة. وتتجسد فيها مراحل تطور الحياة على كوكب الأرض، حيث تحولت تلك المنطقة عبر ملايين السنين من منطقة لعيش الكائنات البحرية إلى صحراء، وتتجسد فيها الأطوار التي مرت بها الحيتان، ويبدو أن الطبيعة المناخية المعتدلة التي تتمتع بها الفيوم ساهمت في الحفاظ على هياكل الحيتان المتحجرة منذ آلاف القرون، لتقدم للباحثين أنواع الحيتان وأساليب حياتها. وكانت منظمة اليونيسكو قد أعلنت عام 2005 محمية «وادي الحيتان» منطقة تراث عالمي لما تحتويه من كنوز طبيعية وأثرية.
وكان خالد فهمي وزير البيئة المصري، قد افتتح يوم الخميس، متحف «الحفريات وتغير المناخ» بمحمية وادي الحيتان، كأول متحف من نوعه في مصر والشرق الأوسط. وحضر الافتتاح الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية، والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، وماريزيو مساري سفير إيطاليا بمصر، وأنتيتا نيرودي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقال وزير البيئة المصري في المؤتمر الصحافي بالمتحف الجديد: «بافتتاح أول متحف في الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ بوادي الحيتان، تنطلق السياحة البيئية في مصر بمفهوم جديد، وتدخل مرحلة جديدة لصون الطبيعة، تتضمن الحماية والاستخدام الاقتصادي لتلك المحميات».
ويهدف المتحف لزيادة الوعي بقضية تغير المناخ وتجنب الآثار السلبية على البيئة والناس، خاصة وأن منطقة وادي الحيتان كانت قبل 40 مليون سنة تقع تحت محيط ضخم للغاية وبسبب التغيرات الجيولوجية انحسر هذا المحيط وترك وراءه عددا كبيرا من الحيوانات البحرية، ومن بينها الحيتان التي لوحظت بدرجات كبيرة. وحيث اكتشفت مئات من الهياكل العظمية المتحجرة لبعض أنواع من الحيتان الأولية وكذلك الكثير من الأصداف وأسماك القرش وغيرها من الحيوانات البحرية. وعموما يمتاز وادي الحيتان بوجود الكثير من هذه الكائنات المتحجرة التي توجد في مواقع عدة من بينها صخور تحوي هياكل للحيوانات البحرية ومناطق بها أعمدة فقارية متحجرة لحيوانات ثديية بحرية وبقايا لنباتات المانجروف المتحجرة داخل الصخور اللينة وغيرها.
وحول سبب اختيار حوت الباسيلورسوروس الذي يصل طوله إلى 18 مترا كقطعة رئيسية بالمتحف، قالت الدكتورة يسرية حامد، مدير مشروع دعم المحميات الطبيعية بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة: «إنه أضخم وأحدث اكتشاف علمي تم الإعلان عنه في يونيو (حزيران) الماضي، وهو إضافة جديدة على المستوى العالمي ليكون تميمة متحف وادي الحيتان للحفريات وتغيير المناخ بالفيوم». وأكدت: «هذا الكشف العلمي سيفتح آفاقا جديدة للبحث العلمي في مجال الحفريات الفقارية ودراسة سلوك الحيتان القديمة وطرق تغذيتها وعلاقتها بالكائنات الحية المجاورة لها، وسيجيب عن تساؤلات طالما حيرت الباحثين عن حياة الحيتان القديمة».
وقد تم تأسيس المتحف بأحدث تقنيات العرض المتحفي العالمية، ليضم هياكل الحيتان والحفريات التي يتم الحصول عليها من تلك المنطقة. وفي إطار تشجيع السياحة البيئية، قدمت الحكومة الإيطالية منحة بقيمة 4 ملايين دولار لتنفيذ المرحلة الثالثة من البرنامج المصري الإيطالي للتعاون البيئي، الذي يشرف على تنفيذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
«وادي الحيتان» بالفيوم.. يضم هياكل كائنات بحرية متحجرة من العصر الأيوسيني
أول متحف من نوعه في الشرق الأوسط.. أبرز مقتنياته حوت «الباسيلورسوروس» عمره 40 مليون سنة
«وادي الحيتان» بالفيوم.. يضم هياكل كائنات بحرية متحجرة من العصر الأيوسيني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة