نتنياهو يهدد بهدم 50 ألف بيت عربي انتقامًا لعملية تل أبيب

عودة: نرفض استخدام العرب أداة لإرضاء غرائز اليمين الإسرائيلي

نتنياهو يهدد بهدم 50 ألف بيت عربي انتقامًا لعملية تل أبيب
TT

نتنياهو يهدد بهدم 50 ألف بيت عربي انتقامًا لعملية تل أبيب

نتنياهو يهدد بهدم 50 ألف بيت عربي انتقامًا لعملية تل أبيب

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوامره لإجراء بحث عاجل لـ«فرض قانون التنظيم والبناء على البلدات العربية في إسرائيل»، وذلك في إطار حملة انتقامية من فلسطينيي 48، بسبب عملية تل أبيب الأخيرة، التي نفذها نشأت ملحم، وقتل خلالها ثلاثة مواطنين، بينهم عربي ويهوديان.
وقال نتنياهو، خلال جلسة الحكومة التي أصدر فيها تعليماته، إن خطة الاستثمار في الوسط العربي، التي صادقت عليها الحكومة، مؤخرًا، وتقضي برصد مبلغ 15 مليار شيقل (أربعة مليارات دولار) خلال خمس سنوات، لا يمكن تطبيقها ما لم يتم تطبيق قوانين إسرائيل في القطاع العربي.
واعترف نتنياهو بوجود فجوات بين الوسطين اليهودي والعربي، لكنه رفض تحميل الحكومات الإسرائيلية مسؤوليتها. وقال نتنياهو، إن الفجوات بين الوسطين العربي واليهودي تولدت على مدار عشرات السنين، وهناك حاجة إلى جهد قومي مترامي الأطراف من أجل تقليصها. وإلى جانب الخطة الخماسية للتطوير الاقتصادي التي صودق عليها، ستطبق الحكومة خطة شاملة لتطبيق القانون في الوسط العربي. فهاتان الخطتان مترابطتان، وهذا سيصب أولا في مصلحة المواطنين العرب.
وتعني «خطة تطبيق القانون» هدم البيوت التي بنيت بلا ترخيص في البلدات العربية، ويصل عددها إلى خمسين ألف بيت.
ورد رئيس «القائمة المشتركة» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، النائب أيمن عودة، على نتنياهو قائلا: «رئيس الحكومة يواصل التحريض واستخدام شعارات فارغة، من أجل إبعاد الأنظار عن فشله في قيادة الدولة. لقد تذكر فجأة تطبيق القانون في البلدات العربية، بينما نحن نحارب منذ سنوات من أجل جمع الأسلحة من شوارعنا، والمطالبة بإعادة أمننا الذي جرى إهماله من قبل الحكومة». وأضاف عودة: «نتنياهو يحاول استخدام اضطهاد العرب واستمرار سياسة التمييز العنصري ضدهم أداة لإرضاء غرائز اليمين العنصري. ونحن لن نسمح بذلك. وإذا كان يريد حل مشكلة البناء غير المرخص فعلا، وما يسميه تطبيق القانون، عليه أن يضع خطة عاقلة ومدروسة بالاشتراك معنا. فنحن أيضًا لا نريد أن يكون البناء لدينا فوضويا. وقد عرضت عليه منذ أربعة أشهر خطة كهذه، اقترحنا فيها أن يجري تجميد عمليات هدم البناء لمدة سنة. وبالمقابل، نتعهد نحن في القيادة السياسية العربية بأننا لا نؤيد أي مشروع بناء غير مرخص، على أن ننجز خلال السنة دراسة الوضع وإجازة البيوت غير المرخصة، وتخصيص أراضٍ كافية للبناء القانوني في وسطنا العربي. وقد وعدني نتنياهو يومها بدراسة الخطة والرد عليها، وما زلت أنتظر رده».
من جهة ثانية، هاجم النائب باسل غطاس من «القائمة المشتركة»، نتنياهو، وقال إنه، كما يبدو، ينوي التراجع عن خطة تقليص هوة التمييز، واستسلم لإملاءات التحريض والهجوم على الوسط العربي، الذي يقوده هو شخصيًا. وأضاف غطاس: «لقد تعودنا خرق الحكومة وعودها للعرب، ولكن إذا لم تطبق الحكومة هذه الخطة، فسنتوجه إلى المنتدى الاقتصادي العالمي (OECD)، وسنهتم بكشف ذلك للعالم». وقال أيضًا، إنه «إذا لم تطبق الحكومة القانون، ولم تجمع الأسلحة في المجتمع العربي، فإن على نتنياهو أن يسأل نفسه: لماذا هو رئيس حكومة؟ وأين كان حتى اليوم؟».
تجدر الإشارة إلى أن منفذ عملية تل أبيب، نشأت ملحم، قتل يوم الجمعة الماضي برصاص الشرطة الإسرائيلية. ومنذ ذلك اليوم، تتعرض قريته عرعرة لحملات تفتيش وتخريب من رجال الشرطة، بدعوى البحث عن أشخاص قدموا المساعدة إلى ملحم خلال اختبائه. وتترافق هذه الحملة مع تحريض واسع من اليمين المتطرف ضد المواطنين العرب وقيادتهم السياسية، واعتبارهم «طابورًا خامسًا» داخل المجتمع الإسرائيلي. وقد نجحت هذه الحملة في إثارة موجة من العداء للعرب في أوساط واسعة من اليهود، نفذ بعضها، اعتداءات على عمال عرب في الشوارع وفي أماكن العمل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».