أثبتت الدراسة التي نشرت مؤخرا في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، قدرة الأفيال التمييز بين العرقيات والأجناس وبين الطفل والرجل البالغ من خلال الصوت.
وقام الباحثون في الدراسة بتعريض الأفيال لأصوات مسجلة، وبدت عليها مظاهر الخوف لدى سماعها أصوات رجال قبائل الماساي، الذين يدخلون في بعض الأحيان في صراع مع الأفيال، وهو ما يشير إلى أن هذه الحيوانات اعتادت على سماع هذه الأصوات والابتعاد عنها.
وكانت البروفيسورة كارين مكومب والدكتورة غرامي شانون من جامعة "ساسكس"، اللتين قادتا الدراسة، قد فسرتا هذا السلوك في بحث سابق استخدمتا فيه تجارب مماثلة للكشف عن قدرة الأفيال على معرفة ما إذا صوت الزئير يعود لأنثى أو لذكر أكثر خطورة.
وقد أظهرت دراسات أخرى خوف الأفيال من رائحة أو اللون الأحمر لملابس الماساي.
وقالت ماكومب: "إذا كنت تقل أحد رجال الماساي في سيارتك سترى الأفيال أكثر قلقا، وتحاول الإصغاء بصورة أكبر".
وأرادت ماكوب معرفة ما إذا كانت الحيوانات تستخدم حاسة السمع الحادة لديها في التعرف على التهديدات المحتملة من البشر. فقام العلماء بتسجيل أصوات الرجال والنساء والأطفال من أبناء الماساي، يرددون عبارة "انظر، انظر هناك، مجموعة من الأفيال قادمة". وذلك حسبما نشر موقع شبكة الــــ"بي بي سي" اليوم (الثلاثاء).
وقامت أيضا بتسجيل نفس الجملة لرجال من قبيلة كامبا، الأكثر ميلا لحياة الزراعة ولا يميلون في الأغلب إلى الدخول في صراع عدائي مع الحيوانات.
وعندما قام الفريق بتشغيل الأصوات المسجلة من سماعة مخفية، وجدوا أن مجموعة عائلة الفيلة كانت أكثر خوفا من أصوات رجال الماساي، من أصوات رجال كامبا، حيث تجمعت الفيلة سويا متخذة وضعية الدفاع.
وقد أدى صوت رجال الماساي إلى انطلاق ردود فعل دفاعية أكثر منها من أصوات النساء أو الأطفال.
وكان من بين النتائج الأخرى وغير المتوقعة أنه عندما قام الباحثون بتغيير تردد الأصوات التي جعلت أصوات رجال الماساي أكثر شبها بالنساء، حافظت الفيلة على وضعية الاستعداد الدفاعي، وهو ما يشير إلى استخدامها أدلة مختلفة للتمييز بين الأجناس.
وكتب فرانز فان دير فال، من مركز أبحاث بريمات الوطني في جامعة إيموري، والباحث ومؤلف العديد من الكتب حول سلوك الفيلة، في مقال مصاحب للدراسة، إن هذه النتائج تشير إلى "أن هناك الكثير الذي يمكن تعلمه بشأن عملية اتخاذ القرار لدى الأفيال".
وأضاف في مقابلة مع قناة "بي بي سي نيوز": "معرفة هذه الفوارق الدقيقة بين طبقات أصوات البشر أمر مميز إلى حد بعيد".
وأكدت ماكومب أن البحث أظهر أن الأفيال تحاول التأقلم مع تهديدات الإنسان، لأن البشر هم بلا شك أخطر الحيوانات المفترسة التي تواجه الفيلة هذه الأيام".
وأضاف دي فال: "زيادة معرفتنا بشأن أسلوب إدارة الأفيال بعالميها المادي والاجتماعي والتكيف مع التهديدات المتغيرة، تحسن من قدرتنا على العمل بشكل أكثر فاعلية للحماية في الأدغال".
الأفيال تستطيع تمييز عمر وجنس البشر عبر أصواتهم
الأفيال تستطيع تمييز عمر وجنس البشر عبر أصواتهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة