أسعار النفط تواصل ضغطها على الأسهم السعودية

«الكهرباء» تكسب ثقة 7 بنوك عالمية

أسعار النفط تواصل ضغطها على الأسهم السعودية
TT

أسعار النفط تواصل ضغطها على الأسهم السعودية

أسعار النفط تواصل ضغطها على الأسهم السعودية

في وقت سجلت فيه أسعار النفط أدنى مستوياتها منذ نحو 11 عامًا، وتحديدًا منذ عام 2004، أقفل مؤشر سوق الأسهم السعودية يوم أمس، على خسائر بنحو 3.3 في المائة، بضغط من أسهم قطاع الصناعات البتروكيماوية الذي تراجع بنحو 4.7 في المائة.
وعلى صعيد ذي صلة، نجحت الشركة السعودية للكهرباء في توقيع اتفاقية تسهيلات دوارة بالدولار الأميركي، مع سبعة بنوك عالمية، أهمها بنك «أوف طوكيو ميتسوبيشي يو إف جي»، وبنك «ميزوهو»، و«ميتسوي سوميتومو المصرفية»، و«إتش إس بي سي»، و«جي بي مورجان»، و«كريدي إغريكول»، و«دوتشه بنك».
وقبل دقائق من إعلان الشركة السعودية للكهرباء عن هذا الحدث، أعلنت هيئة السوق المالية في البلاد عن تعليق تداولات سهم الشركة لمدة ساعة وعشرين دقيقة، في خطوة تعكس مدى ارتفاع معدلات الشفافية، وتوسيع دائرة الإفصاح.
وفي ضوء ذلك، تعكس هذه الاتفاقية التي وقعتها الشركة السعودية للكهرباء، مدى ارتفاع ثقة البنوك العالمية في الاقتصاد السعودي بشكل عام، حيث ترتبط هذه التسهيلات بالسجل الائتماني القوي للشركة السعودية للكهرباء، التي تكتسب قوتها بشكل كبير من خلال التصنيف السيادي للمملكة.
وقد أنهت الأسهم السعودية تعاملات يوم أمس الأربعاء، على تراجعات بنحو 225 نقطة، جاء ذلك على خلفية التراجعات الحادة التي أصابت أسعار النفط، إذ كسر خام برنت حاجز الـ35 دولارًا، للمرة الأولى منذ نحو 11 عامًا.
ومع الخسائر الحادة التي مُنيت بها أسعار النفط يوم أمس، كسر مؤشر سوق الأسهم حاجز الـ6500 نقطة انخفاضا، جاء ذلك قبل أن يتعافى من بعض خسائره، لينهي تعاملاته عند مستويات 6517 نقطة، بانخفاض تبلغ نسبته نحو 3.3 في المائة، وسط سيولة نقدية متداولة يبلغ حجمها 5.2 مليار ريال (1.3 مليار دولار).
من جهة أخرى، وقعت الشركة السعودية للكهرباء يوم أمس الأربعاء، في مدينة لندن، اتفاقية تسهيلات دوارة بالدولار مع سبعة بنوك عالمية كبيرة وبحد أقصى 1.4 مليار دولار، بما يعادل 5.25 مليار ريال، وذلك ضمن خطة أعلنتها في أغسطس (آب) الماضي، تهدف للحصول على تسهيلات ائتمانية احتياطية (تسهيلات دوارة) موزعة على شريحتين إحداهما بالريال والأخرى بالدولار الأميركي، وذلك لتمويل بعض مشروعات الشركة الرأسمالية في إطار برامجها لتعزيز النظام الكهربائي وتلبية الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية.
وأوضح المهندس زياد الشيحة؛ الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء، أن اتفاقية التسهيلات الدوارة بالدولار الأميركي التي ستمتد إلى ثلاثة أعوام، تم ترتيب وإدارة السجل والمشاركة لها في التمويل بواسطة كل من بنك «أوف طوكيو ميتسوبيشي يو إف جي»، بنك «ميزوهو»: «ميتسوي سوميتومو المصرفية»، وبمشاركة كل من: «إتش إس بي سي»، «جي بي مورجان»، «كريدي إغريكول»، «دوتشه بنك». وأضاف الشيحة: «الشركة وقعت أيضًا في وقت سابق اتفاقية للحصول على تسهيلات ائتمانية احتياطية بحد أقصى قدره 2.5 مليار ريال (666.7 مليون دولار) وتمتد لفترة ثلاث سنوات مع كل من البنك الأهلي التجاري ومجموعة سامبا المالية»، مشيرًا إلى أن القيمة الإجمالية للتسهيلات الائتمانية الدوارة للشريحتين قد بلغت بذلك 7.7 مليار ريال (2 مليار دولار).
وأكد المهندس زياد الشيحة أن هذه التسهيلات الائتمانية الدوارة تعتبر عنصرًا مكملاً لبرنامج الشركة التمويلي، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار استراتيجية الشركة بالحصول على تمويل طويل الأجل يتماشى مع طبيعة أصول الشركة ويحقق أقصى مرونة مالية ممكنة.
وأشار الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء إلى أن هذه التسهيلات الدوارة الاحتياطية ستساعد في تجسير النقد القادم من التمويلات طويلة الأجل ومتطلبات الاستثمار المستمرة، مما يساهم في تكوين مزيج متوائم من التمويلات لدعم عمليات الشركة واستثماراتها الرأسمالية، ويحسن إدارة واستغلال النقد ويقلل تكلفة السيولة والتمويل على الشركة، معربًا عن سعادته بالإقفال الناجح لهذه التسهيلات بمشاركة تسعة من كبرى البنوك المحلية والدولية، وهو ما يعكس السجل الائتماني القوي للشركة والمرتبط بالتصنيف السيادي للمملكة.
وأكد الشيحة أن هذا النوع من التمويل، يعكس رغبة الشركة المستمرة في تنويع مصادر التمويل وإيجاد طرق وأساليب مختلفة لتمويل مشروعاتها، وصولاً إلى تلبية الاحتياجات الكبيرة من الطاقة الكهربائية والطلب المتزايد عليها، معتبرًا أن توقيع هاتين الاتفاقيتين يعكس الثقة في الاقتصاد السعودي وفي الشركة السعودية للكهرباء بشكل خاص.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».