لوحات فنية مصغرة تعكس وقائع التاريخ، هي ما ضمه المعرض الإقليمي الثالث لطوابع البريد، الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بمرور 150 عاما على صدور أول طابع بريد مصري، ويحتضنه مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية، ونظمته الجمعية المصرية لهواة طوابع البريد برعاية وزارة الثقافة، والآثار والاتصالات والتعليم، وجامعة الدول العربية، والبريد المصري، والاتحاد الأوروبي للبريد.
شارك في المعرض عدد من هواة الطوابع من عدة دول منها: إنجلترا، وإيطاليا، وقبرص، واليونان، والسعودية، والإمارات، والكويت، وسوريا، والعراق، ولبنان، وسلطنة عمان، والبحرين. وقام بافتتاحه عصام الصغير، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية المصرية للبريد، والمهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية.
ضم المعرض مجموعات نادرة من الطوابع من مختلف الدول المشاركة، فضلا عن مجموعة من كروت البوستال والمراسلات الهامة التي تكشف عن محطات تاريخية هامة، تعود لنهايات القرن التاسع عشر والقرن العشرين الحافل بالأحداث، مثل: تتويج الملوك، أو أحداث سياسية فارقة، مثل: معاهدة 1936 الشهيرة بين مصر وإنجلترا، وحفل تتويج الملك فاروق الأول، وإعلان الوحدة بين مصر وسوريا. كما يمكن من خلال التجول بين المعروضات رصد التحولات الثقافية التي مرت بها مصر أثناء فترات الهيمنة الفرنسية على اللغة المستخدمة في كل المؤسسات الرسمية للحكومة المصرية، ثم تحولها إلى اللغة الإنجليزية ثم التحول التام للغة العربية.
وثق المعرض لتاريخ صناعة طوابع البريد المصرية، التي طبعت لأول مرة في «جنوة» بإيطاليا عام 1866 وكانت فئاتها 10 و20 بارة، و1، 2، 5 قروش (البارة عملة مصرية منقرضة تساوي ربع المليم، والجنيه يساوي 100 قرش، والقرش يضم 10 مليمات). وتم تمصير طوابع البريد بعد ذلك في عام 1867، حيث طبعت الطبعة الثانية في مطبعة «برناسون» المجرية بمدينة الإسكندرية، ثم صدرت الطبعة الثالثة في سنة 1872 بالمطبعة الأميرية ببولاق.
عصام الصغير، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد قال: «إن أول مجموعة طوابع عادية صدرت أول يناير 1866 وكانت تضم سبعة طوابع وإن تلك الطوابع كانت تحمل نقوشا عثمانية وكتب عليها «بوستة – تمغاي، بينما صدرت طوابع المناسبات (التذكارية) لأول مرة عام 1925».
وتعود قصة البريد في مصر إلى عهد الفراعنة، حيث قاموا بتنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا، وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم وإيابهم داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش. واستمر البريد في مصر بعد استيلاء الرومان عليها، وحتى الفتح العربي لها. كما اهتم العرب بالبريد واستخدموه في نقل أخبار الدولة والولاة وإلى الخليفة، كما ساروا على النظام نفسه الذي وضعه الفرس والبطالمة من قبل، ويعتبر محمد علي هو أول من فكر في إنشاء البريد لنقل الرسائل الرسمية في العصر الحديث. وكان أول مكتب بريد في مصر قد أنشئ في مدينة الإسكندرية وأسسه الإيطالي كارلو ميراتي في شارع البحرية أمام باب «الكراستة»، لوجود عدد كبير من أفراد الجاليات الأجنبية الذين تجري بينهم وبين مواطنين بلادهم عدد كبير من المراسلات اليومية. وبدأ نقل الرسائل من السفن التي تصل إلى الميناء ويوزعها أو يرسلها إلى المرسل إليهم. وعندما قررت الحكومة الإنجليزية في عام 1835 إرسال البريد من إنجلترا إلى الإسكندرية مرة كل شهر في طريقه إلى الهند كان كارلو ينقله إلى السويس، حيث يسلمه لسفن شركة الهند الشرقية فتحمله إلى الجهات المرسل إليها، وفي عام 1843م قام كارلو بجمع وتوزيع البريد بين القاهرة والإسكندرية، وبعد ذلك امتد إلى المدن الرئيسية بالدلتا، ولما توفي كارلو خلفه في مؤسسته التي عرفت باسم «البريد الأوروبي» أبناء أخته وهم إخوان «تشيني» ثم ضموا إليهم في سنة 1847 «جياكمو موتسي» الذي أصبح مديرًا عامًا «للبوستة» المصرية فيما بعد، لكن ظلت الإسكندرية المنفذ الرئيسي لاستقبال وإرسال البريد المصري.
وفي عام 1864 انتبهت الحكومة إلى أهمية «البوستة» فقامت بشرائها وانتقلت ملكيتها في 2 يناير 1865 الذي أصبح «يوم البريد المصري».
مصر تحتفي بمرور 150 عامًا على أول طابع بريد بمعرض لتاريخ «البوستة»
يضم طوابع نادرة توثق لأحداث وشخصيات تاريخية
مصر تحتفي بمرور 150 عامًا على أول طابع بريد بمعرض لتاريخ «البوستة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة