في مواجهة حروب متزايدة ضد المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، أعلن البنتاغون حاجته إلى مزيد من طائرات «درون» (من دون طيار)، ورصد مكافآت كبيرة لطياري «درون» حتى لا يتركوا وظائفهم. في الوقت نفسه، أكد البنتاغون أخبارا سابقة بأنه أغلق قاعدة «درون» في إثيوبيا كانت تركز على مواجهة منظمة الشباب في الصومال، مع توقع نقلها إلى الكاميرون لتركز على مواجهة منظمة «بوكو حرام». بالإضافة إلى توظيف مزيد من «درون» لمواجهة تنظيم داعش في العراق وسوريا، ولمواجهة طالبان في أفغانستان، و«داعش» و«القاعدة» في اليمن.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس على لسان مسؤولين عسكريين، أن البنتاغون «يعاني بسبب زيادة في الطلب على الطائرات من دون طيار من القادة العسكريين الذين يقاتلون (داعش) وجماعات متشددة أخرى». وأكد المسؤولون خبر وقف تحليق طائرات «درون» من قاعدة عسكرية أميركية صغيرة في أربا مينش، في جنوب إثيوبيا. وكانت القاعدة مركزا رئيسيا، منذ عام 2011، لمواجهة منظمة الشباب في الصومال.
ومن دون تقديم تفاصيل أو أسباب، قال أنتوني فالفو، متحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم): «توصلنا (مع حكومة إثيوبيا) إلى قرار لا يتطلب وجودنا في أربا مينش في هذا الوقت». وقالت كاثرين ديوب، متحدثة باسم السفارة الأميركية في إثيوبيا: «يجب أن نعرف أن وجودنا في أربا مينش لم يكن دائمًا».
لكن، قال مسؤولون إن إغلاق القاعدة كان مفاجأة. وذلك لأنه، قبل أشهر قليلة، وقع البنتاغون عقدا مدته ثلاثة أعوام، وقيمته سبعة ملايين دولار مع شركة إثيوبية لتوفير السكن والمكاتب لنحو مائة وثلاثين شخصا كانوا يديرون القاعدة.
وبينما رفض مسؤولون تحديد مكان نقل الطائرات، نوهوا بأنها ستذهب إلى مناطق مواجهة المنظمات الإرهابية، مع وجود نقص في هذا النوع من الطائرات، وفي طياريها. وقالت «واشنطن بوست» إن البنتاغون بدأ حملة لإغراء هؤلاء الطيارين ألا يتركوا وظائفهم. وتعهد بتقديم إغراءات تصل إلى مائة وخمس وعشرين ألف دولار لكل طيار لا يترك وظيفته. وبدأ البنتاغون، أيضًا، حملة للتعاقد مع شركات خاصة للمساعدة في هذا المجال.
في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال الرئيس باراك أوباما إنه سيرسل 300 جندي أميركي إلى الكاميرون، لإقامة قاعدة لطائرات «درون»، ومساعدة القوات المحلية لمواجهة منظمة «بوكو حرام» التي تنتشر في نيجيريا، المجاورة للكاميرون. وإن ذلك سيكون بالإضافة إلى قاعدتين في أفريقيا: واحدة في النيجر، والثانية في مالي، لمواجهة المتشددين الصحراويين والمحليين. وأيضًا، المتطرفين العنيفين في ليبيا.
في ذلك الوقت نفسه، قال أوباما، بعد أن كان تعهد بتخفيض القوات الأميركية في أفغانستان إلى عشرة آلاف جندي، إنه يدرس إمكانية زيادة العدد، وذلك لمواجهة نمو متزايد لمتشددي طالبان، وظهور متطرفي تنظيم القاعدة مرة أخرى.
وقال مسؤولون إن «البنتاغون بدأ التعويض عن نقص طائرات (درون) بتخفيض عملياتها في الصومال واليمن. وأيضًا، بنقل عمليات الصومال واليمن إلى القاعدة العسكرية الأميركية في جيبوتي».
من جهته، قال بيتر فام، خبير الشؤون الأفريقية في مركز «أتلانتيك كاونسل» (المجلس الأطلسي) في واشنطن أمس، إن قاعدة جيبوتي تقلل من آثار إغلاق قاعدة إثيوبيا. وإن بعض طائرات قاعدة إثيوبيا يتوقع أن تشترك في الحرب ضد «داعش» والمنظمات الإرهابية الأخرى في سوريا والعراق.
وفي الشهر الماضي، قال موقع «توم ديسباتش»، التابع لمعهد «نيشن» في واشنطن، إنه، قبل إغلاق قاعدة إثيوبيا، بدأ البنتاغون استعمال الطائرات هناك لمواجهة الإرهابيين في العراق وسوريا.
في العام الماضي، قال قائد قوات «أفريكوم»، الجنرال ديفيد رودريغويز، لـ«الشرق الأوسط»: «قبل تشكيل (أفريكوم)، كانت توجد ثلاثة قيادات مقاتلة منفصلة تدير العلاقات مع الدول الأفريقية: القيادة الأميركية لأوروبا، والقيادة الأميركية الوسطى، والقيادة الأميركية لمنطقة المحيط الهادي. لكن، بسب تزايد الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لأفريقيا على الساحة الدولية، تأسست (أفريكوم). وأصبحت مسؤولة عن الأنشطة العسكرية الأميركية في جميع أنحاء القارة، عدا مصر التي تقع تحت مسؤولية القيادة الوسطى».
وأضاف: «خلال هذه السنوات، نجحنا في تعميق تعاوننا مع شركاء أفارقة، ومع شركاء أوروبيين. وأيضًا، مع الوكالات الحكومية الأميركية (الاستخباراتية)، وأيضًا، دعمنا استجابات الحكومة الأميركية للأزمات».
نقل «درونات» من إثيوبيا إلى مناطق أخرى
مزيد من الطائرات من دون طيار لمواجهة «داعش» في العراق وسوريا وطالبان في أفغانستان
نقل «درونات» من إثيوبيا إلى مناطق أخرى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة