تخبط في طهران.. وتبادل الاتهامات حول دوافع الهجوم على السفارة السعودية

دبلوماسيون إيرانيون يحذرون من تكراره مستقبلاً

صورة ضوئية من موقع «شرق» الإيراني يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي  («الشرق الأوسط»)... صورة ضوئية من موقع صحيفة «يا لثارات» الإيرانية يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط») ... صورة ضوئية من موقع «ميزان» الإيراني يدعو
 إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران  السبت الماضي («الشرق الأوسط»)
صورة ضوئية من موقع «شرق» الإيراني يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط»)... صورة ضوئية من موقع صحيفة «يا لثارات» الإيرانية يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط») ... صورة ضوئية من موقع «ميزان» الإيراني يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

تخبط في طهران.. وتبادل الاتهامات حول دوافع الهجوم على السفارة السعودية

صورة ضوئية من موقع «شرق» الإيراني يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي  («الشرق الأوسط»)... صورة ضوئية من موقع صحيفة «يا لثارات» الإيرانية يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط») ... صورة ضوئية من موقع «ميزان» الإيراني يدعو
 إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران  السبت الماضي («الشرق الأوسط»)
صورة ضوئية من موقع «شرق» الإيراني يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط»)... صورة ضوئية من موقع صحيفة «يا لثارات» الإيرانية يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط») ... صورة ضوئية من موقع «ميزان» الإيراني يدعو إلى التجمع أمام السفارة السعودية في طهران السبت الماضي («الشرق الأوسط»)

اتّسع الجدل بين الدوائر الأمنية والتيارات السياسية في طهران بعد الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية وإعلان الرياض ودول عربية أخرى قطع العلاقات مع طهران.
وتساءلت أوساط إيرانية حول هوية المهاجمين والدوافع السياسية في استهداف المراكز الدبلوماسية، التي تتمتع بحصانة دولية تنص عليها المواثيق الدولية، بينما تحول موضوع قطع العلاقات الدبلوماسية إلى زاوية جديدة يزداد منها الضغط على السياسة الخارجية لحكومة الرئيس حسن روحاني.
وكانت صحيفة إيران المقربة من الحكومة قالت أول من أمس إن جهات سياسية معيّنة تحاول «استغلال» الاعتداء على السفارة في المعركة الانتخابية المحتدمة بين الأحزاب الإيرانية. ومن جهتها، اعترفت صحيفة «شرق» في افتتاحية صباح أمس بأن الهجوم حمل إيران ثمنا «سياسيا وإعلاميا وقانونيا»، نتج عن إعلان الدول العربية قطع علاقاتها مع طهران تضامنا مع الرياض. كما سبب إحراجا ومساءلة دولية لطهران بسبب عدم تحملها المسؤولية في حماية السفارة والقنصلية. إلى ذلك، تساءلت الصحيفة إن كان الاعتداء يمثّل «عملا إجراميا» في ظل الضغوط التي تتعرض لها طهران في الساحة الدولية.
من جانبه، رأى الدبلوماسی الإیراني السابق، حسين موسويان، أن تكرار الهجوم على السفارات في بلده بسبب عدم اتخاذ المسؤولين الإجراءات المناسبة عقب أحداث مشابهة في السابق. واعتبر أن الشعب الإيراني «لا يعرف إن كان ذلك عملا ثوريا ومقبولا أم أنه عمل مذموم ومغاير للمصالح القومية»، مشيرا في مقال تناقلته وكالات أنباء ومواقع إخبارية أمس إلى المواثيق الدولية التي تحمي السفارات وتمنع الاعتداء عليها. وأضاف أن بلاده تتحمل مسؤولية تعويض الهجوم على السفارة والقنصلية السعوديتين. وخاطب موسويان «القوات المتهورة»، في إشارة إلى عناصر الباسيج، قائلا إن الهجوم على سفارة أجنبية «يسيء إلى المذهب الشيعي»، وينتهك قوانين البلد والقوانين الدولية ويضر سمعة النظام الإيراني. وطالب الدبلوماسي الإيراني من أبناء شعبه بأن يأخذوا زمام المبادرة، عند التظاهر والاحتجاج أمام المراكز الدبلوماسية، بتشكيل «سلسلة بشرية» لمنع الاعتداء على السفارات.
في سياق متصل، كتب الدبلوماسي الإيراني السابق، فريدون مجلسي، أن القوات «المتهورة» أثارت حملة إعلامية سلبية ضد بلاده وألحقت أضرارا كبيرة بمصالحها القومية، ووضعت إيران في موقف التبرير والتوضيح بسبب تصرف «غير عقلاني». وأضاف: «لا شك أن السعودية سترفع شكوى ضدنا في المجاميع الدولية»، متسائلا: «ما الجهات التي تقف وراء الهجوم؟ ووفق أي تحليل قامت بإثارة الشغب؟». وفي إشارة إلى تكرار هجوم مجموعات مجهولة الهوية على المراكز الدبلوماسية بوصفه «عملا ثوريا»، طالب مجلسي تلك المجموعات بتجنب «الدوافع الشخصية»، ودعم الخارجية الإيرانية حتى لا تكون في موقف المساءلة حول سلوك مواطنيها تجاه سفارة دولة أجنبية، معربا عن أسفه من نظرة «ساذجة» لتيارات سياسية في إيران على القضايا الدولية، ونوّه بأن القضايا الدولية لا تحل بالهجوم على السفارات وإشعال الحريق فيها.
ولم تمض أشهر على تفاؤل السياسة الخارجية الإيرانية بعودة العلاقات مع الدول الغربية وافتتاح سفارة بريطانيا في طهران، حتى أدى الاعتداء على المراكز الدبلوماسية السعودية إلى موجة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والدول العربية. وتنفرد عاصمة إيران منذ انتصار الثورة الخمينية بسجل كبير حتى الآن في الاعتداء على السفارات، أبرزهم الهجوم على السفارة الأميركية عام 1979 والبريطانية في 2011 والدنماركية في 2005 والاعتداء الجديد على السفارة السعودية. وكانت النتيجة واحدة بعد كل اعتداء، وتمثّلت في مزيد من العزلة لنظام الولي الفقيه.
على صعيد متّصل، هاجمت وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري السياسة الخارجية لروحاني، واتهمته على غرار التيارات الأصولية في اليومين الماضيين باتخاذ «سياسة انفعالية» والضعف الدبلوماسي في المنطقة. كما أعربت الوكالة عن غضبها تجاه إعلان الدول العربية سحب سفرائها وقطع العلاقات مع طهران.
من جهته، اعترف قائد فيلق «محمد رسول الله» في الحرس الثوري محسن كاظميني بـ«الخطأ الفادح» في الهجوم على سفارة السعودية في طهران، ونفى أن يكون الحادث «عفويا»، معتبرا ما حدث السبت الماضي «عملا مدبرا وبتخطيط مسبق». وحاول كاظميني في حواره مع وكالة «ميزان» المقربة من السلطة القضائية تبرئة عناصر «الباسيج» التابع للحرس الثوري من الهجوم على السفارة والقنصلية السعوديتين بقذائف حارقة (مولوتوف)، وقال إنه على ثقة من أن قوات حزب الله لم تهاجم السفارة، وأن العمل كان مدبرا، من دون أن يذكر الجهة التي تقف وراء الهجوم.
ويذكر أن مواقع تابعة للحرس الثوري، وحسابا منسوبا إلى شبكة «ضباط الحرب الناعمة»، و«البسيج» الطلابي، وحسابات «تيليغرام» تابعة لشبكة «ضباب الحرب الناعمة»، كانت من أول الجهات التي دعت إلى التجمع مقابل المراكز الدبلوماسية السبت الماضي. وشملت الدعوة عنوان السفارة السعودية ودعوة للتجمع.
أما المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، سعيد منتظر المهدي، فدافع عن الأمن الإيراني وقال إن «الشرطة لم يكن بمقدورها ضرب المهاجمين للسفارة»، في محاولة لتبرير عجز قواته في منع الاعتداء الذي حصل للسفارة السعودية في طهران، مشددا على أن قواته اتخذت التدابير اللازمة.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)