«داعش» أعدم ناشطة في الرقة بتهمة «التخابر مع الصحوات»

تحدت التنظيم وظلت تنشط داخل الرقة

«داعش» أعدم ناشطة في الرقة بتهمة «التخابر مع الصحوات»
TT

«داعش» أعدم ناشطة في الرقة بتهمة «التخابر مع الصحوات»

«داعش» أعدم ناشطة في الرقة بتهمة «التخابر مع الصحوات»

كشفت صفحة (الرقة تذبح بصمت) عن قيام التنظيم بإعدام الناشطة رقية حسن محمد المعروفة بالاسم المستعار نيسان إبراهيم بتهمة «التخابر مع الصحوات».
وحذَّر ناشطون من أهالي الرقة معقل التنظيم في سوريا من أن حساب نيسان إبراهيم على «فيسبوك» يتم «فتحه بين الحين والآخر والتواصل مع بعض الأشخاص والناشطين لمعرفة وتحديد مكان إقامتهم داخل سوريا وخارجها، لذا نرجو أخذ الحيطة والحذر».
ورقية حسن محمد سورية كردية حاصلة على ليسانس فلسفة من جامعة حلب، تتحدر من عائلة من ريف عين العرب وفدت إلى مدينة الرقة منذ سنوات بعيدة، وفيها ولدت رقية عام 1985 وتلاها خمسة أشقاء وشقيقات. تعلمت رقية في مدارس الرقة إعدادية الفارابي وثانوية أبو العلاء المعري وأكملت دراستها الجامعية في حلب. وبعد اندلاع الثورة في سوريا مارس (آذار) 2011 انخرطت في النشاط الثوري العلني حتى احتلال «داعش» للرقة فانتقلت للنشاط السري، إلا أن التنظيم قام بطرد الأكراد من الرقة فعادت رقية مع عائلتها إلى ريف عين عرب (كوباني). إلا أنها عادت إلى الرقة وهناك اعتقلها التنظيم في أغسطس (آب) الماضي، وظل حسابها على موقع «فيسبوك» مفتوحا إلا أن منشوراتها توقفت في 21 يوليو (تموز) الماضي بعد أن نشرت أخبارا تتعلق بمنع تنظيم داعش لمزودات النت في المدينة. وظن أصدقاؤها انقطاعها عن النشر سببه قطع النت من قبل «داعش»، إلى أن أعلن ناشطون يوم أمس، أن رقية تم إعدامها من قبل التنظيم منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتهمة العمالة للصحوات (التسمية التي تطلق على الجيش الحر بحسب تنظيم داعش). ويقول ناشطون من الرقة قام منتسب للتنظيم بإبلاغ أهلها بإعدامها قبل ثلاثة أيام.
نشطت رقية في نشر الأخبار من داخل الرقة متحدية رقابة تنظيم داعش. ومما كتبته على صفحتها منتقدة رجال الرقة الخائفين من «داعش».
وفي شهر يونيو (حزيران) كتبت: «اليوم قام جهاز الحسبة باعتقالات عشوائية بشارع الساقية بمنطقة الرميلة…!! اللهم إني أسألك لأنك الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.. أسألك من فضلك ومن عطائك أن تكفينا شر الظلام وأن تفرج عنا وتجعل كيدهم في نحرهم يا رب».
قبل انقطاعها عن النشر في يوليو الماضي صاغت «نيسان إبراهيم» خبرًا كالآتي: «طيران التحالف الآن في سماء الرقة، وأحلى دعاء: اللهم سلم المدنيين وخذ الباقين».
ولم تشر المعلومات حول إعدامها من قبل التنظيم قبل نحو ثلاثة أشهر إلى أي تفاصيل عن توقيت تنفيذ الإعدام وكيفيته، كما لم يصدر عن التنظيم أي بيان يتبنى الإعدام أو صورا تسجله كما درجت عادته في الإعلان عن الإعدامات التي ينفذها. وقال الإعلامي السوري المعارض فرحان مطر، وهو لاجئ في فرنسا من أبناء مدينة الرقة: «إن ظروف إعدام نيسان إبراهيم ما تزال غامضة». وكتب مطر على صفحته بموقع «فيسبوك»: «شهيدة الرقة: نيسان إبراهيم. ناضلت ضد نظام الديكتاتور قبل (تحرير الرقة)، ولم تغادرها خوفا من بطش داعش المجرم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.