الإفتاء المصرية: دعوات الإخوان للتظاهر في ذكرى «25 يناير».. مُحرمة

الحكومة تحرك قوافل لمناطق المتشددين.. وتتحفظ على شركة صرافة

الإفتاء المصرية: دعوات الإخوان للتظاهر في ذكرى «25 يناير».. مُحرمة
TT

الإفتاء المصرية: دعوات الإخوان للتظاهر في ذكرى «25 يناير».. مُحرمة

الإفتاء المصرية: دعوات الإخوان للتظاهر في ذكرى «25 يناير».. مُحرمة

أعلنت السلطات المصرية حالة الاستنفار في البلاد للتصدي لدعوات جماعة الإخوان للتحريض على العنف والشغب في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وأفتت دار الإفتاء المصرية أمس، بأن دعوات الإخوان للتظاهر في الذكرى الخامسة للثورة «مُحرمة»، محذرة في الوقت ذاته المصريين عامة والشباب خاصة من التورط في اقتتال واحتراب لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيه.
وبينما قررت لجنة حصر ومصادرة أموال جماعة الإخوان المسلمين، التحفظ على شركة صرافة وعدد من المستشفيات التي يمتلكها عناصر من الإخوان فضلا عن توقيف العشرات، قال مصدر قضائي إن تلك المؤسسات «تمول عمليات للجماعة المصنفة كتنظيم إرهابي محظور».
وحركت الحكومة ممثلة في وزارة الأوقاف قوافل دعوية للتصدي للأفكار الدينية المتشددة وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الأفكار التكفيرية التي تروج لها بعض الجماعات والتيارات المتشددة قبل الذكرى الخامسة في محافظات مصر وشمال سيناء التي تشهد انتشارا ملحوظا لتنظيمات مسلحة من بينها الإخوان، تستهدف عناصر الشرطة والجيش، كان آخرها مقتل 5 أشخاص من أسرة واحدة، إثر سقوط قذيفة مجهولة على منزلهم بمدينة رفح، قبل يومين.
وتزايدت في مصر أعمال العنف والتفجيرات، التي عادة ما تستهدف رجال الأمن، منذ عزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي في يوليو (تموز) عام 2013. وتسعى جماعة الإخوان التي أعلنتها مصر تنظيما إرهابيا، إلى حشد أنصارها، وربما بعض المتعاطفين معها سواء كانوا جماعات أو أفرادا، للخروج والتظاهر في ذكرى 25 يناير المقبلة، بدعوى عودة الشرعية – على حد تعبير أعضائها.
وأصدر نحو 30 من قيادات جماعة الإخوان بيانا تحريضيا الليلة قبل الماضية، من خارج مصر أكدوا فيه أن الجماعة ستستخدم كل الوسائل الرامية ضد السلطة المصرية لتحقيق أهدافها في الذكرى الخامسة للثورة. وأضاف البيان أن الجماعة استعدت بقوة للمشاركة في المظاهرات المطالبة بعودة المعزول للحكم بالتعاون مع القوى الثورية.
وقالت دار الإفتاء في معرض ردها على بيان الإخوان التحريضي أمس، إن دعوة جماعة الإخوان للتظاهر واستخدام كافة الوسائل المتاحة خلال تلك المظاهرات، جريمة متكاملة الأركان تُسقط عن وجه الجماعة قناع السلمية الذي توارت خلفه خلال السنوات الماضية، وتثبت أن عنف الجماعة وصدامها مع المجتمع جزء لا يتجزأ من عقيدتها التي تؤمن بها، وتؤكد يقينا أن الجماعة فقدت الجزء الأكبر من حلفائها من التيارين الإسلامي والمدني الهاربين بالخارج، وتبين أن الصراع الداخلي في الجماعة بين التيارات المتصارعة في طريقه لوضع المسمار الأخير في نعش الجماعة وخروجها نهائيا من المشهد بعد أن اتضح لمنتسبي الجماعة ومؤيديها فشلها الذريع.
وأضافت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع للدار، أن سعي الجماعة لإحداث قلاقل في ذكرى يناير ليس الهدف من ورائه مصلحة الشعب ولا الدولة إنما الهدف منه زعزعة الأمن والاستقرار، بعد أن فقدت الجماعة تأثيرها داخليا وخارجيا، وأصبحت تعاني من كثرة الانشقاقات داخل التنظيم، وفقدت ما يسمى بعنصر الاستقواء بالخارج خصوصا بعد التصنيف البريطاني الأخير الذي وصفها بالعنف، وتخلي الكثير من حلفائها بالخارج عنها، كما أن دعوتها تلك تخالف ما جاءت به النصوص الدينية، التي قررت أن الوطن قرين للروح، وأن حب الوطن يقتضي العمل من أجله وبذل الجهود من أجل رفعته.
وأوضح تقرير الإفتاء المصرية، أن ذكرى يناير تمثل للجماعة الرهان الأخير للبقاء في دائرة الاهتمام بعد رحيل جزء كبير من المؤيدين لها من خارج الجماعة من قيادات الجماعة الإسلامية وأعضاء التيار المدني الهاربين بالخارج.
وتابع التقرير: إن الانتقادات الموجهة من عاصم عبد الماجد (أحد الموالين للجماعة وهارب خارج البلاد) علاوة على اعترافه بأن الجماهير لم تعد تستجيب لدعوة الإخوان والحركات الإسلامية، كانت بمثابة الغصة في حلوقهم، إذ إنها تأتي من أحد أهم الداعمين لـ«الإخوان»، والمطلع الرئيسي عما يدور في الغرف المغلقة، والراسمين لسياساتها بالخارج.
وتابع التقرير: بالتالي رأيه بفشل الجماعة في إدارة أمورها وانفضاض الناس عنهم يؤكد عدم أهليتهم وأن الزعم الواهم بأن الجماهير الغفيرة ستخرج في يناير كالطوفان ما هو إلا دعوة لخلق حالة بما يشبه الحمل الكاذب، وأن أعراض هذه الأشياء التي يروجون لها اختفت تماما من الشارع، وهو الرأي الذي حاول الإخوان تبريره على مدار عامين، وساقوا من أجله التبريرات ونشر الشائعات والأباطيل، موضحا أن الجماعة سحبت خلافها مع الدولة إلى كون القضية دينية وليست سياسية، وساقت الآيات والأحاديث التي تدعم موقفها على خلاف الواقع، وتناسوا أن استخدام الفتاوى الدينية وتسخيرها في تعميق الخلاف والشقاق بين المسلمين وأبناء الوطن الواحد وإلصاق التهم بالناس من غير وجه حق والقدح في دينهم لمجرد خلاف سياسي أمر ممقوت ومحرم شرعًا.
في غضون ذلك، قالت مصادر مسؤولة في الأوقاف، إن القوافل الدعوية تأتي في وقتها قبل الدعوات التي أطلقتها بعض الجماعات المتشددة بالتظاهر في ذكرى ثورة «25 يناير»، وأن القوافل سوف تخترق تجمعات الجماعات المتشددة في القرى التي تقع في أطراف سيناء وتشتهر بوجود الفكر المتطرف، لإرشاد المواطنين إلى القيم الإسلامية الصحيحة، والتركيز على نبذ الإسلام للعنف وترويع الآمنين وأهمية الاستقرار ودعم جهود التنمية التي تقوم بها السلطات في مصر.
من جانبه، قال المستشار الدكتور محمد ياسر أبو الفتوح، أمين عام لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان الإرهابية، في بيان له أمس، إن اللجنة برئاسة المستشار عزت خميس أغلقت شركة للصرافة، وتحفظت على جمعية ابن النفيس بطنطا، ومستشفى طيبة التخصصي بطنطا، ومستشفى الشروق للجراحات الدقيقة، والشركة العربية للخدمات الطبية، ودار الشروق للخدمات الطبية بطنطا، ومستشفى قصر المروة، ومستشفى مدينة الشفاء، ومستشفى النور التخصصي وغيرها من المستشفيات، فضلا عن توقيف 45 من العناصر المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.