مقهى «أركانة» بمراكش.. يفتح أبوابه مجددًا

بعد 4 سنوات و8 أشهر على الحادث الإرهابي الذي هز «جامع الفنا»

«مقهى أركانة» بعد إعادة فتحه («الشرق الأوسط»)
«مقهى أركانة» بعد إعادة فتحه («الشرق الأوسط»)
TT

مقهى «أركانة» بمراكش.. يفتح أبوابه مجددًا

«مقهى أركانة» بعد إعادة فتحه («الشرق الأوسط»)
«مقهى أركانة» بعد إعادة فتحه («الشرق الأوسط»)

بعد 4 سنوات وثمانية أشهر على التفجير الإرهابي الذي هز أركانه يوم 28 أبريل (نيسان) 2011، مُتسببا في مقتل 17 شخصا وإصابة 21 آخرين، أغلبهم من السياح الأجانب، فتح مقهى «أركانة»، المحاذي لـ«سوق البهجة»، والمطل على ساحة جامع الفنا الشهيرة، بمراكش، أبوابه مجددًا، وذلك بعد ترميمه وإعادة تأهيله.
وبفتح «أركانة» لأبوابه، تتحول عملية تفجيره إلى مجرد ذكرى أليمة تجد صداها في شجرة الزيتون التي غرست في الذكرى الأولى للحادث الإرهابي، بفضاء «عرصة البيلك»، على بعد أمتار من المقهى؛ وفي النصب التذكاري الذي يتضمن لائحة ضحايا الحادث الإرهابي، الذين يتوزعون على 7 جنسيات: فرنسا (8) والمغرب (2) وسويسرا (2) وكندا (2) والمملكة المتحدة (1) والبرتغال (1) وهولندا (1)، أصغرهم طفلة فرنسية في العاشرة من عمرها.
كل من تابع خبر التفجير الإرهابي، قبل سنوات، يتذكر كيف استطاعت ساحة جامع الفنا أن تستعيد، سريعا، حياتها الطبيعية. وحده التطلع إلى أطلال المقهى ظل يذكر رواد ومرتادي الساحة بما وقع.
اليوم، بعد تجاوز ما حدث، وفتح مقهى «أركانة» أبوابه، مجددا، أمام رواده، يتحول يوم 28 أبريل 2011 من ذكرى ألم وإرهاب وتخريب، إلى لحظة أمل توحد فيها المغاربة حول هويتهم وإيمانهم بمغرب متعدد، متشبع بقيم التعايش والتسامح والاختلاف، في وقت اتفق فيه سياح المغرب والأجانب المقيمون بالمدينة الحمراء على مقولة فرنسية، مضمونها: «اذهب حيث شئت.. مت حيث قدر لك»، وهو ما يعني أن الإرهاب أعمى، لا يميز بين الجنسيات والأعراق أو بين الدول والمدن.
ويعد «أركانة» من بين أشهر المقاهي المحيطة بجامع الفنا، إلى جانب مقاهي «فرنسا» و«كلاسييه» و«العمبرة». ونظرا للإقبال الكثيف على الساحة، التي توصف بقلب مراكش النابض، فإن هذه المقاهي تغص على مدار ساعات النهار، وحتى ساعات متأخرة من الليل، بزبائن يختارون كراسي هذه المقاهي للأكل والشرب والراحة بعد التجول في ساحة جامع الفنا والتبضع من أسواق المدينة القديمة، الشيء الذي يمكنهم من التمتع بمشاهدة كاملة للساحة، من سطوح المقاهي، التي تبدو مثل عيون تطل من فوق.
وفتح مقهى «أركانة» أبوابه، أول مرة، قبل نحو خمس وثلاثين سنة، حيث كان يقصدها الأفراد والعائلات، مغاربة وأجانب، لشرب كؤوس القهوة والشاي أو تناول المشروبات الغازية أو المثلجات، أو للأكل.
ويحيل اسم «أركانة» إلى شجرة «أركان» الشهيرة، التي ترتبط بها معارف ومهارات كثيرة بحمولة ثقافية أدرجتها منظمة اليونيسكو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، كما تعد موروثا مغربيا خالصا؛ إذ إنها تنبت بطريقة طبيعية في المغرب، فقط، في وقت تعمل فيه دول أخرى، مثل إسبانيا وإسرائيل، على استنساخها، عبر زراعتها على أراضيها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.