شهدت سويسرا أدفأ شهر ديسمبر (كانون الأول) منذ أن بدأت البلاد - التي ابتكرت مواسم السياحة الشتوية - في حفظ سجلات الحرارة قبل 150 عامًا.
وقال خبير في المناخ بالمكتب الاتحادي للأرصاد الجوية والمناخ إنه مع الجو الصحو والسماء الصافية والأمطار الشحيحة سجلت سويسرا - التي تحتضن عادة مسابقات التزلج الشتوية على جبال الألب - ارتفاعا في معدلات درجة الحرارة بمتوسط 3.4 درجة مئوية أعلى من المتوسطات التاريخية خلال شهر ديسمبر.
وقال شتيفان بادر: «ما من شك في ذلك. إنه أدفأ ديسمبر في قياساتنا المسجلة التي ترجع إلى عام 1864 ويظهر ذلك جليا في الارتفاعات الشاهقة».
وأدى الجو الدافئ الجاف والمنحدرات الخالية من الجليد إلى إلحاق الضرر بأصحاب المنتجعات الشتوية وشركات كسح الجليد الذين يواجهون بالفعل عزوفا من جانب السائحين الأجانب بسبب ارتفاع سعر صرف العملة المحلية.
وقال المكتب الاتحادي للأرصاد الجوية والمناخ في سويسرا في وقت سابق من الشهر الحالي إنه يتوقع أن تحطم سويسرا في عام 2015 الرقم القياسي السنوي لارتفاع درجة الحرارة للمرة الثالثة خلال بضع سنوات.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إنه على مستوى العالم تمثل سنة 2015 أدفأ سنة قياسية، وربما كان عام 2016 أيضًا أكثر دفئا بسبب ظاهرة النينيو المناخية.
وحذرت المنظمة من أن التقاعس عن مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ قد يؤدي إلى ارتفاع متوسطات الحرارة بواقع ست درجات مئوية.
وفي مدريد أرسلت الحكومة الإسبانية طائرات الإطفاء لإخماد عشرات من حرائق الغابات التي تشتعل في إسبانيا منذ سبعة أيام بعد نوبة جفاف غير معتاد.
وتجتاح موجة من الحرائق شمال إسبانيا منذ ما يزيد على أسبوع وهي ظاهرة غير معتادة في مناطق تتفادى هيجان البحر في خليج بسكاي وتكون ممطرة في العادة.
وقالت أجهزة الطوارئ أن أكثر من 80 حريقا كانت محتدمة صباح الاثنين في أنحاء منطقة غابات كانتابريا. وفي منطقة أوستريا المجاورة كان 30 حريقا آخر لا يزال مشتعلا تذكيه رياح شديدة، وجرت السيطرة على 19 حريقا آخر.
وقالت الطوارئ أيضًا إن بعض مناطق الغابات في إقليم الباسك المتاخم لفرنسا تعرضت أيضًا لحرائق وتم إجلاء السكان في بلدة واحدة على الأقل الليلة الماضية قبل أن يعودوا صباح الاثنين.
وفي منطقة كانتابريا تقول السلطات المحلية إن الحرائق شبت في نحو 4950 فدانًا خلال الأيام السبعة الماضية ومن ذلك في متنزهات عامة وقال الحاكم الإقليمي ميجيل أنخيل ريفيلا إن معظم الحرائق شبت بسبب «تقصير وإهمال».
ولم تجرِ أي اعتقالات لكن السلطات دعت العامة إلى تقديم أي معلومات ذات صلة.
وكان قائد طائرة هليكوبتر لقي حتفه الأسبوع الماضي في سقوط الطائرة في أستوريا أثناء جهود مكافحة الحرائق وقالت متحدثة باسم أجهزة الطوارئ إن رياحا شديدة تعرقل محاولات استخدام طائرات الإطفاء هناك.
وعلى صعيد آخر ارتفعت حصيلة الفيضانات الاستثنائية التي تجتاح المنطقة الواقعة على الحدود بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي والأوروغواي إلى 12 قتيلا، نصفهم في الباراغواي حيث تم إجلاء عشرات آلاف السكان من منازلهم.
وقالت السلطات في الباراغواي إن حصيلة الفيضانات ارتفعت إلى ستة قتلى بعد مصرع عاملين في شركة الكهرباء العامة صعقا بالتيار أثناء عملهما في منطقتين مختلفتين على إعادة توصيل الكهرباء إليهما.
وأدت الفيضانات إلى إجلاء 160 ألف شخص في الدول الأربع بينهم 140 ألفا في الباراغواي وحدها، الأكثر تضررا بالفيضانات حتى الآن.
وعزت منظمة غرينبيس هذه الفيضانات الخطرة إلى ارتفاع نسبة المتساقطات وفقدان الغطاء الأخضر.
وقالت المنظمة البيئية في بيان إن «ارتفاع منسوب المتساقطات وفقدان الغطاء الحرجي في الأرجنتين والبرازيل والباراغوي، وهي من الدول العشر الأكثر تأثرا في العالم بإزالة الغابات، لم يسمحا بامتصاص المياه بشكل طبيعي».
وفي الأرجنتين وحدها تمت إزالة أكثر من مليوني هكتار من الغابات بين عامي 2007 و2014، بحسب وزارة البيئة في هذا البلد.
والفيضانات الراهنة هي نتيجة ظاهرة «النينيو» المناخية التي تحدث سنويًا في مثل هذا الوقت نتيجة تيار استوائي حار في المحيط الهادي.
وكانت الأمم المتحدة حذرت في نوفمبر (تشرين الثاني) من أن ظاهرة «النينيو» ستكون هذا العام من بين الأقوى منذ خمسينات القرن الماضي وقد تستمر لغاية الفصل الأول من 2016.
وفي بريطانيا من المتوقع أن تجلب عاصفة جديدة متوقعة في العواصف والأمطار إلى المناطق الأسوأ تضررا من الفيضانات التي وقعت أخيرا.
ومن المتوقع أن تمر العاصفة فرانك، وهي سادس عاصفة أطلسية كبيرة تهب خلال أسابيع، من آيرلندا إلى بريطانيا التي تشهد عدة تحذيرات مشددة من الفيضانات، وهو ما يعني أن هناك خطرا على حياة السكان.
وذكرت وكالة «بريس أسوسيشن» البريطانية للأنباء نقلا عن وزير شؤون الفيضانات روري ستيوارت، الذي حذر من «وضع سيئ للغاية» محتمل للسكان المتضررين بالفعل من الفيضانات، إنه من المنتظر أن تتسبب العاصفة في اضطرابات كبيرة في كومبريا وجنوب ووسط اسكوتلندا.
وركز معظم التحذيرات التسعة المشددة من الفيضانات، والتي أصدرتها وكالة البيئة، على مدينة يورك التي يقطنها 200 ألف نسمة وتعد من أسوأ المناطق تضررا بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في فيضان مياه اثنين من أنهارها، (فوس وأووز) على ضفافهما.
وقال ستيوارت لبرنامج «4 ‹s Today»الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية: «لم يحصل السكان على فترة راحة تذكر منذ ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع نظرا لاستمرار (الطقس السيئ) منذ أوائل ديسمبر.. هناك جبهة أخرى قادمة.. ومن ثم فإننا في حاجة حقا لحصول خدمات طوارئ والمجموعات المتطوعة وفرق الإنقاذ الجبلي على قسط من الراحة من أجل الاستعداد لما يمكن أن يكون وضعا سيئا للغاية اليوم الأربعاء وغدًا الخميس».
وأصدرت هيئة الأرصاد الآيرلندية تحذيرات من رياح وأمطار للدول الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي.
وكان أكثر من 500 جندي آخرين من الجيش البريطاني قد شاركوا في مواجهة الفيضانات «غير المسبوقة» في يوركشير ولانكشير شمال إقليم إنجلترا.
وتشهد منطقة شمال إنجلترا معدلات مرتفعة من الفيضانات بسبب الأمطار المستمرة منذ أكثر من أسبوع ما تسبب في غرق آلاف المنازل كما فاضت مياه الأنهار في مدينتي مانشستر وليدز.
ويقف نحو 100 جندي آخرين على أهبة الاستعداد بعد أن تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمساعدة الناس «في ساعة احتياجهم».
وتخلي فرق الإنقاذ المنازل في يورك التي يرتفع منسوب مياه الفيضانات فيها ويعيش آلاف الأشخاص في شمال غربي إنجلترا بلا كهرباء.
وكانت الحكومة قد نشرت منذ أيام عناصر الجيش في مدينة يورك شمال إنجلترا للمساعدة في إجلاء مئات المواطنين المحاصرين بسبب الفيضانات التي تشهدها المنطقة.
وصدرت في إنجلترا وويلز واسكوتلندا عشرات الإنذارات المحذرة من الفيضانات. وأكثر من 25 من هذه الإنذارات تحذر من أن حياة الناس في خطر.
وعقب رئاسته لمؤتمر هاتفي طارئ للجنة الطوارئ الحكومية (كوبرا)، قال كاميرون إن «مستوى المياه في الأنهار إضافة إلى مستوى هطول الأمطار لهما تأثير غير مسبوق وبعض الفيضانات بالغة الخطر»
وقالت إليزابيث ترس وزيرة البيئة، التي أعلنت أوائل الشهر الحالي مراجعة الدفاعات في مواجهة الفيضانات، إن الأولوية «ستظل هي حماية الأرواح، وحماية المنازل، وحماية الأعمال».
وقالت الحكومة البريطانية إن مساعدات مالية طارئة سوف تقدم لأصحاب المنازل والأعمال في يوركشير ولانكشير، كما سوف يتمكن هؤلاء من الاستفادة من برامج دعم أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي للأشخاص المتضررين من العاصفة ديزموند في كامبريا.
وأعلن باتريك ماكلوهلين وزير النقل البريطاني إنه سيتم إصلاح البنية الأساسية التي تضررت بفعل الفيضانات باستخدام 40 مليون جنيه إسترليني من صندوق الطوارئ الحكومي.
وفي شيكاغو عطلت الثلوج والأمطار المواصلات في مناطق واسعة من الولايات المتحدة اليوم الاثنين في فترة من أشد أوقات السفر زحامًا خلال العام بعد مقتل العشرات في عواصف بالبلاد تزامنت مع الطقس السيئ الذي ضرب مناطق في أنحاء العالم خلال عطلات عيد الميلاد.
وقتل أكثر من 40 شخصا في أعاصير وفيضانات خلال موسم العطلات بالولايات المتحدة حيث أصدرت ولاية ألاباما تحذيرات من أعاصير شتوية نادرة. وقال مايكل ليزيني كبير خبراء الأرصاد الجوية لدى مؤسسة «أكيو ويزر» إن من المتوقع أن تتعرض ألاباما ومسيسبي ومضيق فلوريدا لأقوى عواصف.
وقال موقع فلايت أوير لتتبع حركة الطيران إنه بحلول الساعة الثالثة مساء تقريبا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 بتوقيت غرينتش) تم إلغاء أكثر من 1940 رحلة بالولايات المتحدة أول من أمس الاثنين بينما جرى الإبلاغ عن تأخر 2790 رحلة أخرى. وكانت مطارات منطقة شيكاغو الأشد تضررا حيث ألغيت مئات الرحلات مع اجتياح الثلوج والأمطار للمدينة.
ومن المتوقع أن تهطل ثلوج بارتفاع أكثر من قدم (30 سنتيمترا) على جنوب غربي ويسكونسن وجنوب شرقي مينيسوتا وتساقط الثلج بالفعل على أيوا.
وقالت الهيئة الوطنية للأرصاد إن تحذيرا من سيول صدر بالفعل في شرق ميزوري وجنوب ايلينوي. ولقي 13 شخصًا حتفهم في سيول بالولايتين في مطلع الأسبوع.
وحدثت العواصف بالولايات المتحدة في وقت تكافح فيه دول أخرى في مواجهة طقس سيئ وضغوط على البنية التحتية.
وضرب الطقس السيئ أيضًا أجزاء من أستراليا حيث دمر قرابة 100 منزل في حرائق غابات.
ودفع الطقس السيئ بالولايات المتحدة مرشحين اثنين محتملين لانتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهوري، هما حاكم نيوجيرسي كريس كريستي، والسيناتور ماركو روبيو لإلغاء فعاليات انتخابية في أيوا.
وأسقطت العواصف الشتوية المحملة بالثلوج والرياح العاتية خطوطًا للكهرباء في أوكلاهوما حيث قالت شركة أوكلاهوما للغاز والكهرباء إن الكهرباء انقطعت عن 54 ألف عميل اليوم في مدينة أوكلاهوما والمناطق المحيطة بها.
وتم الإبلاغ عن ستة أعاصير يوم الأحد ثلاثة في أركنسو وواحد في تكساس واثنين في مسيسبي.
وبدأت تكساس أعمال التنظيف بعد أعاصير في مطلع الأسبوع قتلت ما لا يقل عن 11 شخصا في منطقة دالاس وألحقت أضرارا بنحو 1600 بناء ومنزل. ورافقت رياح بلغت سرعتها 322 كيلومترا إعصارا ضرب مدينة جارلاند وقتل ثمانية أشخاص بينهم امرأة عمرها 30 عاما وطفلها البالغ من العمر عاما واحدا.
وقال فيل بريانت حاكم مسيسبي في مؤتمر صحافي إنه جرى الإبلاغ عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة 58 في الولاية بسبب عواصف عطلة عيد الميلاد. ولحقت أضرار بمئات المنازل.
وفي جنوب ميسوري الذي غمرته الفيضانات لاذ عشرات البالغين والأطفال الذين اضطروا للفرار من منازلهم بملاجئ للصليب الأحمر.
ولا تزال بعض الطرق مغلقة في نيو مكسيكو حيث ألقت العواصف يوم الأحد بثلوج وصل ارتفاعها إلى 18 بوصة على المناطق الشرقية من الولاية.