نجح مهندسو اتفاق «الزبداني – كفريا والفوعة السورية» بتنفيذ المرحلة الثانية منه، أمس، بعد ثلاثة أشهر من اختبار حُسن النوايا، صمد خلاله اتفاق وقف إطلاق النار، وسط رسائل، نقلتها منظمات دولية للطرفين، بتمسّك طرفي الاتفاق وهما مقاتلو المعارضة السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالاتفاق. وعَبَرت قافلة تقل 126 مقاتلا مصابًا من مدينة الزبداني التي تحاصرها القوات الحكومية السورية وحزب الله اللبناني في ريف دمشق، الحدود السورية اللبنانية متجهة إلى مطار بيروت بغرض نقلهم إلى تركيا، فيما عبرت قافلة أخرى معبر باب الهوى تقل مقاتلين من كفريا والفوعة بغرض نقلهم إلى بيروت.
وانطلق تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق صباح أمس، حيث بدأ بإجلاء أكثر من 450 مسلحا ومدنيا، بينهم جرحى، من مدينة الزبداني بريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، تطبيقا لاتفاق بين فصائل معارضة والنظام. وقضى الاتفاق بخروج 336 جريحًا مع عائلاتهم من كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي.
وأوضح الصليب الأحمر اللبناني أن حافلات تواكبها سيارات إسعاف، نقلت 126 شخصًا من الزبداني. وفي نفس الوقت، نقلت وكالة «رويترز» عن عمال إغاثة ومصادر مطلعة بالاتفاق، توجه نحو 350 شخصا من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في شمال غربي سوريا باتجاه معبر حدودي مع تركيا.
من جهتها، أكدت وكالة «سانا» الرسمية السورية أنه تم بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إخراج نحو 300 أسرة من كفريا والفوعة. وأضافت «سانا» أنه بالتوازي مع إخراج العائلات من الفوعة وكفريا تم إخراج المسلحين المصابين وعائلاتهم من الزبداني وذلك في إطار الجهود المبذولة لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين.
غير أن مصادر سوريا في القلمون الغربي، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الخارجين من الزبداني «هم من الجرحى والمصابين حصرًا»، نافية إخلاء المدينة من المقاتلين. وقالت إن عائلات ومدنيين كانوا قد خرجوا في وقت سابق من الزبداني باتجاه مناطق سيطرة النظام، لكن ثمة مدنيين وعائلات أخرى رفضت الخروج، ولا يزالون في المدينة المحاصرة، إلى جانب عدد من المقاتلين 250 (مقاتلاً معارضًا)، لا يزالون في مدينة الزبداني، ويمثلون تنظيمي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، إضافة إلى الجيش السوري الحر.
على نقطة المصنع الحدودية اللبنانية مع سوريا، عبر 125 جريحًا من أصل 126 كانت مدرجة أسماؤهم على القوائم، بعد اتخاذ أحد الجرحى السوريين قرارًا بالبقاء مع المسلحين في مدينة الزبداني، بحسب ما قال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، وهو ما أدى إلى تأخير الحافلات. وضمت القافلة أيضًا امرأتين وثلاثة أطفال.
ونقل الجرحى في سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري إلى المنطقة الحرة بين لبنان وسوريا، قبل أن تدخل سيارات الصليب الأحمر اللبناني البالغ عددها 20 سيارة، لتنقل الجرحى الذين يعانون من إصابات متوسطة وبليغة، فيما نقل الجرحى المصابون بإصابات طفيفة في أربع حافلات تحمل لوحات سورية، مع حقائبهم.
وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة إلى اتفاق في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي بإشراف الأمم المتحدة يشمل في مرحلته الأولى وقفا لإطلاق النار في الفوعة وكفريا والزبداني ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى هذه المناطق.
وقال القيادي السوري المعارض المقرب من حركة «أحرار الشام» في شمال سوريا محمد الشامي لـ«الشرق الأوسط»، إن إتمام هذه المرحلة «يثبت أن الاتفاق يُنفذ كما خُطط له، ولا تزال شروط الاتفاقية متواصلة». وقال إن المرحلة الأولى من الاتفاق، «وهي وقف إطلاق النار، تعرضت للخرق مرات في الزبداني، ما هدّد الاتفاق ككل». وقال: «إثر الخروقات في ريف دمشق، ضغط الثوار في الشمال حول كفريا والفوعة، وهو ما سرّع بتنفيذ المرحلة الثانية»، موضحًا أن «أطرافًا دولية هي عبارة عن منظمات إغاثية وإنسانية، دفعت باتجاه تفعيل الاتفاق وتنفيذ مرحلته الثانية قبل 10 أيام». وقال إن مراحل أخرى لاستكمال الاتفاق، سيجري التفاوض عليها بين «ضابط إيراني وممثلين عن أحرار الشام»، لكنه استبعد التوصل إلى اتفاق عليها في المدى المنظور.
ونص الاتفاق في مرحلته الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا إلى مناطق تحت سيطرة النظام، مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي الفصائل من الزبداني ومحيطها إلى إدلب، معقل الفصائل المسلحة، على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد لستة أشهر.
وسمح لكل من الخارجين بحمل حقيبة كتف معه، وفق ما أفاد مصدر سوري مطلع على الاتفاق.
وأكد الشامي السماح بإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية أمس إلى بلدتي الفوعة وكفريا بعد إجلاء الجرحى، فيما كان من المنتظر إدخال مساعدات إلى مدينة مضايا المحاصرة في ريف دمشق والمجاورة للزبداني، والتي تؤوي الآلاف من السكان والنازحين، وفق المرصد.
إجلاء 450 مسلحًا ومدنيًا سوريا إلى لبنان وتركيا
تفاوض لاحق بين ضابط إيراني و«أحرار الشام»* منظمات دولية دفعت باتجاه تفعيل اتفاق الزبداني ـ كفريا والفوعة
إجلاء 450 مسلحًا ومدنيًا سوريا إلى لبنان وتركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة