إجلاء 450 مسلحًا ومدنيًا سوريا إلى لبنان وتركيا

تفاوض لاحق بين ضابط إيراني و«أحرار الشام»* منظمات دولية دفعت باتجاه تفعيل اتفاق الزبداني ـ كفريا والفوعة

قافلة من سيارات الإسعاف تحمل مسلحين ومصابين من منطقة الزبداني المحاصرة إلى نقطة المصنع على الحدود اللبنانية السورية (رويترز)
قافلة من سيارات الإسعاف تحمل مسلحين ومصابين من منطقة الزبداني المحاصرة إلى نقطة المصنع على الحدود اللبنانية السورية (رويترز)
TT

إجلاء 450 مسلحًا ومدنيًا سوريا إلى لبنان وتركيا

قافلة من سيارات الإسعاف تحمل مسلحين ومصابين من منطقة الزبداني المحاصرة إلى نقطة المصنع على الحدود اللبنانية السورية (رويترز)
قافلة من سيارات الإسعاف تحمل مسلحين ومصابين من منطقة الزبداني المحاصرة إلى نقطة المصنع على الحدود اللبنانية السورية (رويترز)

نجح مهندسو اتفاق «الزبداني – كفريا والفوعة السورية» بتنفيذ المرحلة الثانية منه، أمس، بعد ثلاثة أشهر من اختبار حُسن النوايا، صمد خلاله اتفاق وقف إطلاق النار، وسط رسائل، نقلتها منظمات دولية للطرفين، بتمسّك طرفي الاتفاق وهما مقاتلو المعارضة السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالاتفاق. وعَبَرت قافلة تقل 126 مقاتلا مصابًا من مدينة الزبداني التي تحاصرها القوات الحكومية السورية وحزب الله اللبناني في ريف دمشق، الحدود السورية اللبنانية متجهة إلى مطار بيروت بغرض نقلهم إلى تركيا، فيما عبرت قافلة أخرى معبر باب الهوى تقل مقاتلين من كفريا والفوعة بغرض نقلهم إلى بيروت.
وانطلق تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق صباح أمس، حيث بدأ بإجلاء أكثر من 450 مسلحا ومدنيا، بينهم جرحى، من مدينة الزبداني بريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، تطبيقا لاتفاق بين فصائل معارضة والنظام. وقضى الاتفاق بخروج 336 جريحًا مع عائلاتهم من كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي.
وأوضح الصليب الأحمر اللبناني أن حافلات تواكبها سيارات إسعاف، نقلت 126 شخصًا من الزبداني. وفي نفس الوقت، نقلت وكالة «رويترز» عن عمال إغاثة ومصادر مطلعة بالاتفاق، توجه نحو 350 شخصا من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في شمال غربي سوريا باتجاه معبر حدودي مع تركيا.
من جهتها، أكدت وكالة «سانا» الرسمية السورية أنه تم بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إخراج نحو 300 أسرة من كفريا والفوعة. وأضافت «سانا» أنه بالتوازي مع إخراج العائلات من الفوعة وكفريا تم إخراج المسلحين المصابين وعائلاتهم من الزبداني وذلك في إطار الجهود المبذولة لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين.
غير أن مصادر سوريا في القلمون الغربي، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الخارجين من الزبداني «هم من الجرحى والمصابين حصرًا»، نافية إخلاء المدينة من المقاتلين. وقالت إن عائلات ومدنيين كانوا قد خرجوا في وقت سابق من الزبداني باتجاه مناطق سيطرة النظام، لكن ثمة مدنيين وعائلات أخرى رفضت الخروج، ولا يزالون في المدينة المحاصرة، إلى جانب عدد من المقاتلين 250 (مقاتلاً معارضًا)، لا يزالون في مدينة الزبداني، ويمثلون تنظيمي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، إضافة إلى الجيش السوري الحر.
على نقطة المصنع الحدودية اللبنانية مع سوريا، عبر 125 جريحًا من أصل 126 كانت مدرجة أسماؤهم على القوائم، بعد اتخاذ أحد الجرحى السوريين قرارًا بالبقاء مع المسلحين في مدينة الزبداني، بحسب ما قال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، وهو ما أدى إلى تأخير الحافلات. وضمت القافلة أيضًا امرأتين وثلاثة أطفال.
ونقل الجرحى في سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري إلى المنطقة الحرة بين لبنان وسوريا، قبل أن تدخل سيارات الصليب الأحمر اللبناني البالغ عددها 20 سيارة، لتنقل الجرحى الذين يعانون من إصابات متوسطة وبليغة، فيما نقل الجرحى المصابون بإصابات طفيفة في أربع حافلات تحمل لوحات سورية، مع حقائبهم.
وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة إلى اتفاق في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي بإشراف الأمم المتحدة يشمل في مرحلته الأولى وقفا لإطلاق النار في الفوعة وكفريا والزبداني ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى هذه المناطق.
وقال القيادي السوري المعارض المقرب من حركة «أحرار الشام» في شمال سوريا محمد الشامي لـ«الشرق الأوسط»، إن إتمام هذه المرحلة «يثبت أن الاتفاق يُنفذ كما خُطط له، ولا تزال شروط الاتفاقية متواصلة». وقال إن المرحلة الأولى من الاتفاق، «وهي وقف إطلاق النار، تعرضت للخرق مرات في الزبداني، ما هدّد الاتفاق ككل». وقال: «إثر الخروقات في ريف دمشق، ضغط الثوار في الشمال حول كفريا والفوعة، وهو ما سرّع بتنفيذ المرحلة الثانية»، موضحًا أن «أطرافًا دولية هي عبارة عن منظمات إغاثية وإنسانية، دفعت باتجاه تفعيل الاتفاق وتنفيذ مرحلته الثانية قبل 10 أيام». وقال إن مراحل أخرى لاستكمال الاتفاق، سيجري التفاوض عليها بين «ضابط إيراني وممثلين عن أحرار الشام»، لكنه استبعد التوصل إلى اتفاق عليها في المدى المنظور.
ونص الاتفاق في مرحلته الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا إلى مناطق تحت سيطرة النظام، مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي الفصائل من الزبداني ومحيطها إلى إدلب، معقل الفصائل المسلحة، على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد لستة أشهر.
وسمح لكل من الخارجين بحمل حقيبة كتف معه، وفق ما أفاد مصدر سوري مطلع على الاتفاق.
وأكد الشامي السماح بإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية أمس إلى بلدتي الفوعة وكفريا بعد إجلاء الجرحى، فيما كان من المنتظر إدخال مساعدات إلى مدينة مضايا المحاصرة في ريف دمشق والمجاورة للزبداني، والتي تؤوي الآلاف من السكان والنازحين، وفق المرصد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.