زيارة اللواء الأحمر للمعسكرات الميدانية تشيع التفاؤل بين اليمنيين

العميد الحاج يدعو العسكريين إلى الانضمام للجيش الوطني

مقاتل موال للشرعية في مأرب أمس، وفي الإطار اللواء علي الأحمر (رويترز)
مقاتل موال للشرعية في مأرب أمس، وفي الإطار اللواء علي الأحمر (رويترز)
TT

زيارة اللواء الأحمر للمعسكرات الميدانية تشيع التفاؤل بين اليمنيين

مقاتل موال للشرعية في مأرب أمس، وفي الإطار اللواء علي الأحمر (رويترز)
مقاتل موال للشرعية في مأرب أمس، وفي الإطار اللواء علي الأحمر (رويترز)

أكد العميد ركن سمير الحاج، الناطق العسكري باسم وزارة الدفاع اليمنية، أن وجود اللواء علي محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن في أي مكان يتعلق بالأمن والدفاع، هو أمر طبيعي، نظرا لما يمتلكه من خبرات عسكرية وأمنية كبيرة، ودعا من تبقى من الضباط والجنود الموالين للحوثيين والمخلوع صالح للانسحاب من صفوف الميليشيات والعودة إلى الجيش الوطني.
ويأتي تعليق الحاج بعد زيارة اللواء الأحمر لمعسكر الجيش الوطني بحرض المنفذ الحدودي مع السعودية، حيث تفقّد قوات الشرعية هناك، واطلع على سير المعارك التي تمكّن خلالها الجيش من اختراق دفاعات الانقلابيين والتقدم نحو محافظة حجة وصعدة.
وذكر الحاج أن اللواء الأحمر موجود في معركة الشرعية ضد الانقلابيين، ودائما يستشار في الأمور العسكرية التي تتطلبها المرحلة الحالية، ولفت إلى أن وجوده في حرض أو غيرها يندرج ضمن مهامه كمستشار لرئيس الجمهورية في شؤون الدفاع والأمن، وهي بتوجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي، موضحا أن اللواء الأحمر صاحب خبرة كبيرة بالمناطق الشمالية التي كانت تعرف باسم المنطقة العسكرية الشمالية الغربية.
وحول سير المعارك في جبهة حرض الحدودية، قال ناطق وزارة الدفاع إن الجيش الوطني والمقاومة سيطرا على مناطق عدة في ميناء ميدي، والمناطق المحيطة بمنفذ حرض، خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن مناطق عبس والملاحيظ أصبحت على مرمى نيران القوات الشرعية.
وأضاف أن قوات الشرعية تتقدم بأكثر من 10 كيلومترات باتجاه حجة والحديدة، وأن جبهة حرض لا تختلف كثيرا عن جبهات تعز ومأرب والبيضاء والجوف، من حيث الأهمية الاستراتيجية، فكلها تجري وفق الخطط العسكرية التي وضعت من قبل القيادة المشتركة بدعم وإسناد من التحالف العربي.
وأرجع الحاج التقدم البطيء في حرض إلى حقول الألغام التي زرعت بالمنطقة، وبين منازل السكان، وهو ما أبطأ من حركة الجيش الوطني والمقاومة، لكنه أكد رغم ذلك، أن القوات تسير إلى الأمام بعد تحرير الطريق إلى حجة والحديدة.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد أجرى - أخيرا - تغييرات في المناطق العسكرية الشمالية والألوية التابعة لها، حيث عيّن العميد عادل القميري قائدًا للمنطقة العسكرية الخامسة التي تتمركز قواتها في كل من حجة والحديدة، وأصدر أمس ثلاثة قرارات بتعيين كل من العقيد الركن ناصر حسين الشجني قائدًا للواء 25 ميكا، ويرقى إلى رتبة عميد، وتعيين العقيد الركن منصور علي الزافني قائدًا للواء الثاني حرس حدود، ويرقى إلى رتبة عميد، وتعيين العقيد الركن يحيى حسين صلاح قائدًا للواء 105 مشاة، ويرقى إلى رتبة عميد، وتتركز هذه القوات في كل من الحديدة وحجة، حيث تقع في اختصاصات المنطقة العسكرية الخامسة.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع أن هذه القرارات تأتي في سياق تعزيز دور الجيش وإعادة تنظيمه وترتيب أوضاع القوات المسلحة، بناء على أسس وطنية بعيدة عن الولاءات والعصبيات.
ودعا العميد الحاج كل العسكريين من ضباط وجنود، ممن لا يزالون في صفوف الميليشيات أو في منازلهم إلى الانضمام للجيش الوطني، وقال لا يزال الوقت متسعا، ويمكنهم العودة إلى جادة الصواب والتكفير عن خيانتهم للقسم العسكري بانضمامهم للعصابات الانقلابية، مشيرا إلى أن الباب مفتوح للضباط والعسكريين للمشاركة في معركة استعادة الدولة من يد المتمردين، وبسط الأمن والاستقرار في محافظات الجمهورية، وقوات الشرعية ترحب بكل من يرغب في ذلك لأن المعركة هي معركة كل اليمنيين من أجل بلادهم التي حوّلها الانقلابيون إلى دمار وفوضى.
وأكدت مصادر عسكرية في مدينة حرض الحدودية مع السعودية، زيارة اللواء علي محسن المستشار الرئاسي لشؤون الأمني والعسكري، الذي ظهر في أحد معسكرات الجيش لأول مرة، ونشر ناشطون مقطع فيديو للأحمر مرتديا زيا مدنيا، ويحيط به مجندون من الجيش الوطني، تسابقوا لمصافحته والسلام عليه.
ويعد اللواء الأحمر من أهم القيادات العسكرية المخضرمة التي رافقت النظام السابق لأكثر من ثلاثة عقود، وانشق عن المخلوع صالح في مارس (آذار) 2011، ليعلن مساندته بعدها للانتفاضة الشبابية ضده، وكان يعرف بالرجل الثاني في الدولة، بما يمتلكه من علاقات واسعة بالقيادات العسكرية وزعماء القبائل والشخصيات الاجتماعية في معظم المحافظات.
وكان الأحمر قائدا لقوات الفرقة الأولى مدرعات، والمنطقة العسكرية الشمالية الغربية، التي تضم المحافظات الشمالية الممتدة من صنعاء إلى صعدة والحديدة وحجة وعمران، كما قاد المعارك الست ضد الحوثيين من عام 2004 إلى 2010، وبعد إزاحة صالح من الحكم عُين مستشارا للرئيس هادي لشؤون الأمن والدفاع، وبعد اقتحام الحوثيين والمخلوع لصنعاء تمكّن من مغادرتها إلى الرياض.
ويرى مراقبون أن وجود اللواء الأحمر سيقلب موازين القوة على الأرض، خصوصا أن كثيرا من القيادات العسكرية التي تقود المعارك ضد الحوثيين وصالح، هم ممن كانوا تحت إمرته في السابق، كما يمتلك الأحمر - كما يقول مقربون منه خبرة واسعة في مناطق القتال في كل من صعدة والحديدة وحجة، إضافة إلى استغلاله لنفوذه السابق في التأثير على المحيط القبلي في هذه المحافظات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.