اسرائيل لا تستبعد صداما مع أبو مازن وحماس في عام 2016

استراتيجية الدولة العبرية للسنة المقبلة اعتبرت إيران أكبر خطر من {داعش} على أمنها

إيرانيتان بملابسهما التقليدية (الشادور) أثناء عملهما كعنصري أمن في مجمع بوشهر النووي (إ.ب.أ)
إيرانيتان بملابسهما التقليدية (الشادور) أثناء عملهما كعنصري أمن في مجمع بوشهر النووي (إ.ب.أ)
TT

اسرائيل لا تستبعد صداما مع أبو مازن وحماس في عام 2016

إيرانيتان بملابسهما التقليدية (الشادور) أثناء عملهما كعنصري أمن في مجمع بوشهر النووي (إ.ب.أ)
إيرانيتان بملابسهما التقليدية (الشادور) أثناء عملهما كعنصري أمن في مجمع بوشهر النووي (إ.ب.أ)

في تقييم للتحديات الإسرائيلية الاستراتيجية في السنة المقبلة أعلن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس جلعاد، التهديدات الإيرانية على إسرائيل «التحدي والتهديد الأكبرين»، يليها تنظيم داعش. وقال إن إسرائيل تستعد لمواجهة سياسية وأمنية أيضًا مع الفلسطينيين، وتحديدًا مع السلطة الفلسطينية.
وقال جلعاد في مقابلات مع ثلاث صحف يمينية في إسرائيل، هي «معاريف»، و«يسرائيل ديفنس»، و«ماكور ريشون»، نشرت أمس (الجمعة)، إن «إيران ما زالت تشكل التهديد الأكبر على إسرائيل، وإن التحدي الأول الماثل أمامنا هو الاستمرار بمراقبة التهديد الإيراني. فأولا إمكانية تحقيق تهديد نووي ما زالت قائمة، حيث أصبحت قوة على شفا التحول إلى دولة نووية وتشعر أنها تحظى بذلك باعتراف دولي جراء الاتفاق النووي معها، وهو الاتفاق الذي تعتبره خطوة تكتيكية، وثانيًا هي تطور صواريخ متطورة جدًا تهدد بها إسرائيل وكل دول المنطقة، وثالثًا ما زالت إيران تتمسك بالمخطط الاستراتيجي لتتحول إلى إمبراطورية فارسية تهيمن على دول المنطقة بأسرها».
وقال: «ليس صدفة أن إيران تعمل في سوريا واليمن والعراق ولبنان. صحيح أن رجالهم يعملون بشكل محدود، وهم يفضلون أن يحارب باسمهم رجال حزب الله والحوثيون وغيرهم، إلا أنهم يوفرون كل دعم ممكن لهذه القوى، وهم موجودون في أميركا اللاتينية وفي أفغانستان وأفريقيا، وفي غيرها».
وادعى جلعاد أن «الجهد الذي تبذله إيران في سوريا والعراق ولبنان يصب في خدمة هذه الاستراتيجية. ولو كان بيدها، لكانت جعلت من الجولان السوري جبهة مشتعلة ضد إسرائيل، ولكن يقظة إسرائيل وعملياتها المتلاحقة تقطع عليها الطريق لذلك، وهي تحشد كمية هائلة من الصواريخ لدى حزب الله في لبنان، قوامها أكثر من 100 ألف صاروخ، وهذا عدا عن صاروخ (ياخونت) البحري ويواصلون تحديث وتطوير هذه الترسانة». وقال إنه «لم يحدث أبدا أنه كان هناك أكثر من 100 ألف صاروخ موجه إلى إسرائيل مثلما هو الوضع اليوم». واعتبر أن «حزب الله لا يهاجم إسرائيل حاليًا فقط بسبب الردع الذي فرض عليه في الحرب الأخيرة سنة 2006، وبسبب تورطه في الحرب الدموية الدائرة في سوريا».
وفي هذا السياق، استبعد جلعاد أن يكون 2016 العام الأخير للحرب في سوريا، مشيرًا إلى أنها لم تعد دولة متكاملة وأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يسيطر على ربع الدولة فقط، وهو متعلق بالكامل بإيران وحزب الله.
واعتبر جلعاد الذي يعتبر أهم من يتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن «(التهديد) الثاني على إسرائيل هو من جهة (داعش)، فهو كيان اقتصادي وعسكري يتطلع إلى السيطرة على العالم كله». وقال جلعاد إن بحوزة «(داعش)، مثل النظام السوري، سلاحا كيماويًا. وعلى الرغم من عدم وجود عمق عسكري له على الأرض، فإنه منتشر في الشبكات الاجتماعية وتمكن من مد نفوذه إلى أوروبا ومختلف دول العالم الأخرى، وهو متوحش. حتى (القاعدة) التي انبثق عنها (داعش)، تبدو أمامه معتدلة. رجاله متعلمون ومدربون جيدًا على السلاح وتمكن من جذب عشرات الآلاف الأوروبيين ليخدموا في صفوفه في سوريا والعراق ويتطوعوا لخدمة أفكاره وعقائده في جميع أنحاء العالم».
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى خطر وصول «داعش» إلى الأردن. وقال: «إن المملكة الأردنية تحت قيادة الملك عبد الله مستقرة وثابتة ونجحت في مكافحة التطرف، وأبدت روحا قيادية عظيمة عندما تم إسقاط الطائرة وقتل الطيار الأردني الذي كان محتجزًا لدى (داعش). ولكن علينا ألا نتجاهل حقائق أخرى. ففي شمال الأردن كانت دولة مستقرة هي سوريا ولم تعد قائمة اليوم ولـ(داعش) نفوذ كبير فيها. وفي الشرق يوجد العراق وهو أيضًا تحت سيطرة غير قليلة لـ(داعش). وهذا التنظيم لا يخفي أهدافه ويسعى طول الوقت للتسلل إلى الأردن. لهذا فإن هناك قلقًا في الأردن وكذلك في إسرائيل».
وأشار جلعاد إلى العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وقال إن «العلاقات الاقتصادية بين البلدين معقولة»، بينما العلاقات الأمنية بين الدولتين الحليفتين السابقتين تم «محوها». وحول العلاقات بين إسرائيل وروسيا، قال جلعاد: «لسنا مرتاحين طبعًا من أن الروس يزودون إيران وسوريا بأسلحة متطورة، وتصل إلى حزب الله، لكن توجد بيننا محادثات غير محدودة وفي كل المجالات، والحوار مع الروس صادق جدا».
وتطرق جلعاد إلى الموضوع الفلسطيني، فقال إن مزاج الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، هو مزاج تحدٍ «وربما هو يفكر بالاعتزال، ومن شأن ذلك أن يترجم إلى أمور تؤثر على الأمن. وإذا حللت كل تصريحات وتصرفات أبو مازن، فإنه يبدو أنه يميل إلى الانجراف نحو مواجهة معنا في عام 2016، في المجالين السياسي والأمني. يوجد احتمال كهذا، ونحن نتعامل مع هذا الاحتمال بجدية بالغة».
وتكلم جلعاد عن احتمال المواجهة أيضا مع حماس، مؤكدًا أن القيادات العسكرية لحماس في القطاع تستعد بشكل كبير لهذه المواجهة. فتصنع الصواريخ وتقيم تعاونا قويا مع داعش في سيناء مع أنها تحارب قوات «داعش» في القطاع نفسه. ويحاولون بكل قوتهم تنفيذ عمليات انتحارية كبيرة داخل إسرائيل، وما يمنعهم هو القدرات الاستخبارية الإسرائيلية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.