«الهجرة الدولية»: مليون لاجئ ومهاجر وصلوا إلى أوروبا هذا العام

نصفهم سوريون و20 % أفغان.. و7 % عراقيون

«الهجرة الدولية»: مليون لاجئ ومهاجر وصلوا إلى أوروبا هذا العام
TT

«الهجرة الدولية»: مليون لاجئ ومهاجر وصلوا إلى أوروبا هذا العام

«الهجرة الدولية»: مليون لاجئ ومهاجر وصلوا إلى أوروبا هذا العام

كشفت آخر إحصائيات منظمة الهجرة الدولية والأمم المتحدة، أمس، عن أن نحو مليون مهاجر وصلوا إلى أوروبا، منذ يناير (كانون الثاني)، معظمهم بعد رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط، في أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
وأعلنت منظمة الهجرة والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك، أنه «حتى 21 ديسمبر (كانون الأول)، عبر نحو 972 ألفا البحر المتوسط بحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين. كما تقدر منظمة الهجرة الدولية بأكثر من 34 ألفا عدد الذين وصلوا إلى بلغاريا واليونان بعدما عبروا تركيا».
وأوضحت منظمة الهجرة في مذكرة أخرى موجهة إلى وسائل الإعلام، أن «المجموع يمثل أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية في أوروبا». وعلى سبيل المقارنة، عبر أكثر من 219 ألف مهاجر ولاجئ المتوسط خلال عام 2014.
في المقابل، بلغ عدد الذين قضوا غرقا في البحر أو اعتبروا في عداد المفقودين 3692 شخصا هذه السنة، وفق أرقام منظمة الهجرة الدولية. وبين المهاجرين الذين عبروا المتوسط.. «كان شخص من أصل اثنين هذه السنة، أي نصف مليون سوري فارين من الحرب في بلادهم»، بحسب المنظمة والمفوضية، فيما شكل الأفغان في المائة من الوافدين، والعراقيون 7 في المائة.
وأكد رئيس المفوضية، أنطونيو غوتيريس، أنه «في وقت تتزايد فيه المشاعر المعادية للأجانب في بعض الأماكن، من المهم أن نقر بإسهامات اللاجئين والمهاجرين الإيجابية في المجتمعات التي يعيشون فيها»، داعيًا إلى الدفاع عن «القيم الأوروبية الجوهرية» مثل حقوق الإنسان والتسامح والتنوع.
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية، ويليام ليسي سوينغ: «نعرف أن حركات الهجرة لا يمكن تفاديها، وأنها ضرورية، لا بل مستحبة».
وعبرت الغالبية الكبرى من المهاجرين واللاجئين، أي أكثر من 832 ألفا من خلال اليونان، ووصل 810 آلاف منهم بحرا. وشهد شهر ديسمبر وحده توافد نحو 67700 إلى السواحل اليونانية، بحسب تقديرات منظمة الهجرة الدولية. وبالإجمال وصل نحو 150 ألف مهاجر ولاجئ منذ يناير الماضي إلى إيطاليا، ونحو 30 ألفا إلى بلغاريا، وأكثر من 3800 إلى إسبانيا و269 إلى قبرص و106 إلى مالطا، وفق المنظمة التي تتخذ مقرا لها في جنيف.
في سياق متصل، قضى 11 مهاجرا، بينهم ثلاثة أطفال، أمس، قبالة سواحل تركيا لدى غرق مركبهم في بحر إيجه، فيما كان متوجها إلى الجزر اليونانية، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية. وأوضحت الوكالة القريبة من الحكومة أن خفر السواحل الأتراك أنقذوا سبعة مهاجرين آخرين من المركب الذي كان غادر مدينة كوشداسي التركية (جنوب غرب) الواقعة قبالة جزيرة ساموس اليونانية، من دون أن توضح جنسيات الضحايا والناجين. وفي ظل تدهور أحوال الطقس، ارتفع عدد حوادث الغرق من هذا النوع. وكان 18 مهاجرا قد قضوا غرقا ليل الجمعة إلى السبت قبالة السواحل الغربية التركية في بحر إيجه، جراء غرق مركبهم الذي كان متوجها إلى جزيرة كاليمنوس اليونانية.
بهذا الصدد، دعا غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، إلى إقرار خطة اقتصادية مماثلة «للعقد الجديد»، بهدف مساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل أعباء ملايين اللاجئين المقيمين لديها والحد بذلك من تدفقهم على أوروبا. و«العقد الجديد» (نيو ديل) هو برنامج واسع للاستثمارات أطلقته الولايات المتحدة في ثلاثينات القرن الماضي للخروج من الكساد الكبير.
وقال غوتيريس: «نحن بحاجة إلى عقد جديد بين المجتمع الدولي، ولا سيما أوروبا، وجيران سوريا»، مؤكدا أنه «من دون تأمين تعليم لأطفالهم وفرص عمل لهم أو حماية من الفقر، فإن أعدادًا متزايدة من السوريين لن يكون أمامها من خيار سوى مواصلة طريقها نحو أوروبا». وأشار غوتيريس إلى دراسة أعدتها مفوضيته بالاشتراك مع البنك الدولي، تفيد بأن تسعة من كل عشرة لاجئين سوريين في الأردن ولبنان يعيشون تحت خط الفقر، وأن نصف الأطفال اللاجئين في هذين البلدين لا يذهبون إلى المدرسة. وأضاف: «نحتاج إلى استثمارات ضخمة في لبنان والأردن وتركيا لمنع اللاجئين من التجذر في البؤس ولمساعدة الحكومات على تحمل الأعباء الاقتصادية لاستضافتهم». ولفت المفوض الأعلى إلى أن أوروبا منحت تركيا «الاقتصاد الأكثر صلابة في المنطقة» ثلاثة مليارات دولار في محاولة منها لإبقاء اللاجئين السوريين في هذا البلد ومنع انتقالهم إلى القارة العجوز، لكنه أكد أن «التكلفة الإجمالية ستتجاوز هذا المبلغ بكثير، وستتزايد باستمرار والأمر نفسه ينطبق على تكلفة إعادة إعمار سوريا».



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».