قال مسؤولان أميركيان سابقان إن قراصنة إيرانيين اخترقوا نظام التحكم في سد قريب من مدينة نيويورك عام 2013، مما أثار مخاوف بشأن أمن البنية التحتية في الولايات المتحدة، حسب ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس.
وقال مصدران مطّلعان على حادثة الاختراق للصحيفة إنها حدثت في سد «بومان افينو في ري» بمدينة نيويورك. ويستخدم السد الصغير الذي يبعد نحو 32 كيلومترا عن مدينة نيويورك في التحكم في الفيضانات.
وقالت الصحيفة، نقلا عن تقرير لإدارة الأمن القومي حول الحادث لم يحدد نوع البنية التحتية المخترقة، إن القراصنة نجحوا في اختراق نظام التحكم في السد باستخدام جهاز «مودم» خلوي. ويبلغ ارتفاع السد نحو ستة أمتار ويقع على بعد ثمانية كيلومترات من لونغ ايلاند ساوند. وقال مسؤول مطلع على تفاصيل الحادث للصحيفة إنه «سد صغير للغاية»، موضّحا أن عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي زاروا المدينة في عام 2013 لاستجواب مدير تكنولوجيا المعلومات حول الحادث.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من الصعب كشف اختراق السد، واعتقد المحققون الاتحاديون في البداية أن الهدف كان سدا أكبر بكثير في ولاية «أوريغون». وجاءت واقعة الاختراق بعد هجوم قراصنة لهم صلة بالحكومة الإيرانية على مواقع بنوك أميركية، بعد تدمير جواسيس أميركيين منشأة نووية إيرانية بفيروس «ستاكس نت» الإلكتروني. وألقى هذا الحادث الضوء على مخاوف بشأن كثير من أجهزة الكومبيوتر القديمة المتحكمة في النظم الصناعية، خاصة بعد ما تم تبليغ البيت الأبيض بواقعة الاختراق. ويوجد في الولايات المتحدة أكثر من 57 ألف نظام تحكم صناعي متصل بالإنترنت.
وفيما لم يؤكد المتحدث باسم الأمن القومي نبأ الاختراق، إلا أنه أشار إلى وجود تنسيق بين قسم الأمن الإلكتروني ومشاركة المعلومات في الإدارة، الذي يعمل على مدار الساعة وفرق الطوارئ للتعامل مع أي تهديدات أو نقاط ضعف في منشآت البنية التحتية الهامة.
من جهة أخرى، ومع اقتراب موعد رفع العقوبات الاقتصادية على طهران الشهر المقبل، انتقدت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها تجاهل الغرب لمواصلة إيران طموحاتها «غير الشرعية» على حدّ تعبيرها. ولفتت الصحيفة إلى انتهاكات طهران المتعددة منذ توقيع الاتفاق النووي، والتي شملت إصدار نظام آية الله علي خامنئي حكمًا غير منصف بالسجن بحق جيسون رضائيان مراسل الصحيفة، واعتقال اثنين من رجال الأعمال الذين يحملون الجنسية أو الإقامة الأميركية، فضلا عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وإجراء طهران في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تجربة لإطلاق صاروخ قادر على حمل رأس نووية يبلغ مداه 600 ميل على الأقل. علاوة على ذلك، يبدو من المرجح أن طهران أطلقت صاروخا ثانيًا في الحادي والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خلافا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929.
وأرجعت الصحيفة أسباب «التخاذل» الأميركي في الرد على انتهاكات إيران إلى تردد الرئيس باراك أوباما عن «إخراج الاتفاق النووي عن مساره قبل تنفيذ طهران لالتزاماتها، بما في ذلك تفكيك الآلاف من أجهزة الطرد المركزي وتخفيف أو إزالة أطنان من اليورانيوم المخصب. كما فسّرت غياب رد غربي قوي على تدخلات طهران في سوريا واليمن وأماكن أخرى بنفس المنطق. وقالت الصحيفة إن «إيران تسعى وبكل وضوح إلى اختبار إرادة الولايات المتحدة وحلفائها في تنفيذ هدفها الشامل في الحد من الطموحات النووية للنظام الإيراني. وفي حال لم تصدر ردة فعل جادة، فإن هذا النظام سوف يوسع الحدود في مجالات أخرى»، داعية الإدارة الأميركية إلى اتخاذ إجراءات صارمة إزاء التجارب الصاروخية بدلاً من تجاهلها.
اختراق قراصنة إيرانيين لنظام التحكم في سدّ بنيويورك يهدد أمن البنيات التحتية الأميركية
تلا حادثة اختراق طهران لمواقع بنوك أميركية
اختراق قراصنة إيرانيين لنظام التحكم في سدّ بنيويورك يهدد أمن البنيات التحتية الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة