{هلال} الإمارات يكثف مساعداته في المحافظات المحررة.. ويمد مستشفياتها بتجهيزات طبية

فرق هندسية ومولدات طاقة وإصلاح للشبكة العمومية في محافظات أبين ولحج والضالع

هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال وصول قافلة التجهيزات والأدوية الطبية إلى عدن («الشرق الأوسط»)
هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال وصول قافلة التجهيزات والأدوية الطبية إلى عدن («الشرق الأوسط»)
TT

{هلال} الإمارات يكثف مساعداته في المحافظات المحررة.. ويمد مستشفياتها بتجهيزات طبية

هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال وصول قافلة التجهيزات والأدوية الطبية إلى عدن («الشرق الأوسط»)
هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال وصول قافلة التجهيزات والأدوية الطبية إلى عدن («الشرق الأوسط»)

وصلت إلى عدن، جنوب البلاد، أمس، كميات كبيرة من الأدوية التي وفرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لعلاج الحالات المصابة بالأورام في مستشفيات حكومية في محافظات يمنية مثل لحج وأبين والضالع وتعز، وذلك ضمن جهود الهيئة لتعزيز أوجه الرعاية الصحية في اليمن، ودعم خدمات القطاع الصحي الذي يعتبر أكثر المجالات تأثرا بالأزمة الراهنة.
وأشاد عيدروس الزبيدي محافظ عدن بالدور الكبير الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لتحسين الخدمات الطبية في المحافظات اليمنية المختلفة، مقدما الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا على وقفتها الأصيلة مع الشعب اليمني في ظروفه الراهنة.
وأشار محافظ عدن إلى الكثير من البرامج الإنسانية التي نفذتها هيئة الهلال الأحمر خلال الأشهر الماضية والتي تضمنت توزيع المعونات الغذائية وتقديم الأجهزة والمواد الطبية وسيارات الإسعاف، وتحسين خدمات المياه والكهرباء وغيرها من الأعمال الإنسانية التي ساهمت في تخفيف معاناة سكان المحافظة.
وأكد المحافظ في كلمة له بهذه المناسبة باهتمام الهيئة بالجانب الصحي والذي تجلى بوضوح في تبنيها مشروع تأهيل المستشفيات والمرافق الطبية الرئيسية في اليمن، والتي شهدت خدماتها الصحية ترديا ملحوظا بسبب النقص في المواد الطبية والدمار الذي لحق بها، مؤكدا دور الهيئة الحيوي في استعادة هذا القطاع المهم لنشاطه بعد أن تعثرت خدماته خلال الفترة الماضية بسبب الظروف التي يمر بها اليمن حاليا.
وكان محافظ عدن وممثلي الهلال الإماراتي، قاموا الثلاثاء الماضي بافتتاح مشروع تأهيل مستشفى الجمهورية، المرحلة الأولى، والمنفذ من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أمس (الثلاثاء)، ضمن جهودها المستمرة لتعزيز خدمات القطاع الصحي في اليمن، الذي يعتبر أكثر المجالات تأثرا بالأزمة الراهنة.
وقالت الناشطة اليمنية العاملة ضمن فريق الهلال الإماراتي، غيداء الرشيدي لـ«الشرق الأوسط»، إن الهيئة أولت اهتمامها بالقطاع الصحي، ووضعت في سبيل ذلك خطة طموحة لتأهيل المستشفيات وتجهيزها وتعزيز قدرتها للتغلب على التحديات التي تواجهها في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن تسلم الأدوية وتوزيعها على المستشفيات تم بحضور عدد من المسؤولين اليمنيين وممثلي الهلال الإماراتي.
وكشفت عن أن هيئة الهلال الإماراتي أنجزت المرحلة الأولى من تأهيل مستشفى الجمهورية بتكلفة بلغت مليونا و700 ألف درهم، وشملت توسعة وتأهيل 5 عنابر رئيسة سعة الواحد منها 20 سريرا، إضافة إلى عنبر الطوارئ بسعة 26 سريرا، ومجمع العمليات الذي يضم 6 غرف، إلى جانب غرف التعقيم و6 غرف للمختبر و10 مكاتب إدارية و38 مرفقا صحيا.
وأضافت أن هيئة الهلال أولت اهتمامها بتأهيل وتجهيز 14 مرفقا صحيا منها 5 مستشفيات كبرى و9 عيادات ومراكز صحية.
وأكدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في بيان صحافي بهذه المناسبة، أن تحسين الخدمات الصحية في اليمن في المرحلة الراهنة تعتبر من ضمن أولويات الهيئة لإعادة الحياة إلى طبيعتها وما كانت عليه قبل الأزمة، مشيرة إلى أنها ستبدأ فورا في تنفيذ المرحلة الثانية من عمليات تأهيل مستشفى الجمهورية الذي يمثل رئة الخدمات الصحية في عدن.
وأشارت إلى أن عمليات الصيانة والتأهيل في المؤسسات الصحية الأخرى تسير على قدم وساق، ويجري العمل فيها بوتيرة متسارعة لسد النقص في القطاع الصحي وتعويض العجز الذي تواجهه المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى. وأوضحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن تحسين الخدمات الصحية في اليمن في المرحلة الراهنة تعتبر من ضمن أولويات الهيئة لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وفي محافظتي لحج والضالع، جنوب البلاد، شرعت الفرق الهندسية بإصلاح أبراج وخطوط الكهرباء الواصلة عدن بمديريات ردفان ويافع في محافظة لحج، وكذا مديريات محافظة الضالع، وجميعها تعاني من انقطاع التيار العمومي منذ بداية الحرب نهاية مارس (آذار) الماضي. وزار محافظ الضالع، فضل محمد الجعدي، مواقع إصلاحات الشبكة الكهربائية في منطقة العند، أول من أمس.
وقال المحافظ لـ«الشرق الأوسط»، إن البدء بإصلاحات الشبكة العمومية يمثل أهمية كبيرة للسكان الذين ما زالوا يعيشون في ظلام دامس ومنذ تسعة أشهر كاملة.
وأضاف أن الضالع التي حققت السبق في الانتصار على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ودحرتها لا تزال تعاني الكثير جراء انقطاع التيار الكهربائي عنها، جراء تعرض أبراج نقل الطاقة الكهربائية من عدن إلى ردفان والضالع لتدمير كلي في منطقة العند كما طالها تدمير جزئي في مدينة الضالع والقرى المجاورة لها.
وقال المهندس عبد الله مثنى أحمد، مدير عام كهرباء الضالع لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادة المحافظة بذلت جهودًا حثيثة لإصلاح شبكة الطاقة داخل المحافظة منذ تسلمها دفة المحافظة، وكذا متابعة إعادة التيار إلى الضالع لدى الجهات المعنية. وأشاد مثنى بدعم الهلال الإماراتي لمؤسسة الكهرباء، لافتًا إلى أن الرئيس هادي أعلن مطلع الشهر الحالي عن تزويد الضالع بـ20 ميغاوات من التيار الكهربائي.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.