أغضب مايكل إيمينالو المدير الإداري لنادي تشيلسي جماهير فريقه بعدما أشار إلى المدير الفني جوزيه مورينهو، الذي يعد أنجح مدربي الفريق على الإطلاق، في مقابلة تلفزيونية بكلمة هذا «الإنسان»، في الوقت الذي رفض فيه توجيه أي انتقادات للاعبين.
جوزيه مورينهو إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولذلك كان إيمينالو على حق تماما في الإشارة له باستخدام المعنى الحرفي للكلمة في بداية المقابلة النارية التي جرت بمنزله الخميس الماضي بعد ساعات من الإطاحة بالمدرب.
بالطبع تسببت الفوارق اللغوية الدقيقة عند الإشارة إلى مورينهو باستخدام تلك الكلمة في إضفاء جو من الغموض وعدم الارتياح بين جماهير النادي على الطريقة التي أقيل بها المدرب، وهل إيمينالو الذي كان دائما في علاقة متوترة مع مورينهو لعب دورا في ذلك. «نعم نمت عاطفة كبيرة تجاه هذا الإنسان الذي قدم الكثير للنادي لكن في الحقيقة، فإن نادي تشيلسي في ورطة الآن»، وفق إيمينالو الذي ألقى بعدها مباشرة بقنبلة عندما قال: إن فصل هذا الإنسان عن عمله جاء بسبب «الخلاف الواضح» بينه وبين اللاعبين.
وفي المقطع المصور الذي استمر لثلاث دقائق ونصف، لم يذكر إيمينالو اسم مورينهو مطلقا. وإذا كان ذلك يعكس حالة التوتر خلف الكواليس داخل النادي، ناهيك عن الحرج الذي شعر به إيمينالو عندما وجد نفسه فجأة في مواجهة الكاميرا، فإن ذلك يعكس أيضا رد فعل سلبيا بين قطاع من جماهير النادي المستاء من طريقة الحديث عن المدرب.
وربما لم يهضم إيمينالو حتى الآن مطالب مورينهو استبعاده من الإدارة الرياضية عام 2013 بمجرد التعاقد مع تشيلسي قادما من ريال مدريد الإسباني. ففي ذلك الوقت كان هناك اجتماع بين مورينهو وإيمينالو انتهى بأزمة، لأن المدرب البرتغالي لم يكن راضيا عن طريقة عمل النيجيري صاحب القرار في سوق الانتقالات. واستمر النيجيري مايكل إيمينالو الذي على علاقة قوية بالملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك الفريق اللندني في عمله.
أما الفصل الأخير من قصة إقالة مورينهو «الثانية» فقد بدأت عندما نشر موقع النادي، الذي يجتذب ربع مليون متابع، تغريدة تقول: «لم يذكر إيمينالو اسم مورينهو في المقطع ولو لمرة واحدة، حيث اكتفى بالإشارة له بقوله هذا الإنسان، لكن هو في الحقيقة أعظم مدرب في تاريخنا، وأنت (يا إيمينالو) لا شيء».
وكان إيمينالو حضر للنادي عام 2007 بصفته مكتشفا للمواهب الجديدة ومدربا. وباستثناء المقابلة الشخصية التي أجرتها معه صحيفة «ديلي تلغراف» في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، من الصعب تذكر إنجاز لإيمينالو الذي رأيناه فجأة يتحدث باسم قلعة ستامفورد بريدج، ويتحدث مباشرة مع جماهير النادي عن سبب التغييرات الإدارية التي جرت.
لم تكن حالة الغضب التي انتابت الجماهير بسبب ما تفوه به إيمينالو من تصريحات خرقاء فحسب بل ترجع لأسباب أبعد من ذلك. فقد بدا مقدم البرامج بقناة تشيلسي عاجزا عن الكلام وعن هضم عبارة «الخلاف الواضح» بين مورينهو واللاعبين، ومن المؤكد أن هذا التصريح سوف يكون له صدى على مدار أيام وشهور. بعدها حاول مقدم البرنامج استجماع تركيزه ليوجه السؤال التالي قائلا: الجماهير تتساءل: ما هو دور اللاعبين في الإطاحة بالمدرب؟
لم تترك إجابة إيمينالو مساحة للمزيد من الغموض وألقت ضوءا ساطعا عن كيف يمكن أن يتحول نادي تشيلسي إلى معترك سياسي، فحسب إيمينالو : «من السهل جدا التدخل بهذا الشكل، لكن تشيلسي لا يقبل بهذا». تناول إيمينالو الأسلوب والشجاعة التي تحلى بها نفس اللاعبين الموسم الماضي عندما فازوا ببطولة الدوري الممتاز وكأس المحترفين، وأكد على أنهم «التزموا بالتعليمات حرفيا، ونفذوا كل ما طلبه المدرب بدقة». علم مورينهو لاعبيه «طريقة اللعب الدفاعية» داخل منطقة الجزاء حتى اعتادوا عليها إلى أن وقع المدرب نفسه ضحية لهذه الطريقة.
وفي عام 2007. وصف مورينهو قرار إقالته من تدريب فريق تشيلسي للمرة الأولى بأنه تم بموافقة الطرفين، وهذه المرة كرر تشيلسي استخدام نفس التعبير، لكن تم ذلك لأسباب قانونية، فلم يكن هناك ما يوحي بموافقة من جانب مورينهو على الرحيل.
فعندما أجرى إيمينالو مقابله شخصية مع صحيفة «تلغراف»، كان دافعه لذلك أن هناك شعورا سائدا داخل النادي بأن مورينهو يخوض عدة معارك منفردا. وتحدث إيمينالو عن أن مورينهو حظي بثقة رئيس النادي، وأنه رفض النغمة التي تقول: إن مورينهو ربما فقد «غرفة خلع الملابس».
وقال إيمينالو: «لا أعرف ماذا تعني كلمة فقد غرفة خلع الملابس، حقيقة لا أعرف»، مضيفا: «أنا كلاعب، لم أجرب لعبة التفكير من قبل للانقلاب على المدرب، لا يجب أن يحدث هذا مع مثل هذا المدرب». إيمينالو علم بما يجري بعد ذلك بأربعة أسابيع، وكان من الصعب عدم رؤية ذلك الضوء المسلط، خاصة في ظل الخطة البديلة. فهناك بعض الناس بفريق تشيلسي ممن يعتقدون أنه من حق مورينهو انتقاد لاعبيه علانية في ضوء تقصير الكثيرين منهم هذا الموسم، وخاصة في ظل التحذير من خطورة لعبة البحث عن لاعبي كرة مدللين في القرن الواحد والعشرين.
الآن رحل مورينهو ومن الممكن البحث عن كبش فداء، غير أن اللاعبين قد جرى إعفاؤهم من الذنب لكن يتحتم عليهم التحرر من الأغلال والنهوض لخوض المعركة مجددا في ملعبهم وهو أمر نجحوا فيه أمام فريق سندرلاند. وشأن أي فرد في النادي، يأمل إيمينالو في أن يؤدي الإفراج عن مورينهو إلى الإفراج عن اللاعبين في المقابل. فبماذا تجدي الشكوى من سوء أداء اللاعبين طوال الموسم الحالي؟
قد يكون إيمينالو مدركا لأهمية أن تكون متحفظا في ستامفورد بريدج، فمنذ ترقيته ليشغل منصب المدير الإداري عام 2011. تولى إيمينالو الإشراف على استراتيجية التعاقد بالنادي، وعليه فقد قام بالتوقيع مع الكثير من لاعبي الفريق الأول الحاليين بالنادي.
وكان مورينهو استهل الموسم الكئيب الحالي بشكوى من سرعة عملية التعاقد، وفي الحقيقة كانت شكوى من طريقة عمل إيمينالو نفسه. وفي الصيف الماضي، جرت أبرز التعاقدات مع ديغو كوستا، وسيسك فابريغاس، وثيبات كورتوا وكلها تمت مبكرا، وهو ما لم يحدث هذا العام.
وحسب تصريح مورينهو في 14 أغسطس (آب) الماضي: «تستطيع القول: لماذا لا ننجز ما علينا قبل فترة الإعداد التي تسبق الموسم مثلما فعلنا الموسم الماضي؟ السبب هو ليس لأننا لا نريد أن نفعل ذلك، لكن لأن ذلك غير ممكن»، مضيفا: «ولذلك، وفي هذه اللحظة، قدراتنا تعتبر محدودة إلى حد ما، لكنني لا أشك في أن إدارة النادي سوف تمدنا ببعض اللاعبين الجدد».
وبعد حالة الإرهاق التي أنهى بها اللاعبون الموسم الماضي، أدرك مورينهو أن فريقه في حاجه إلى دفعة قوية. ومن المقرر وصول بيدرو من برشلونة، وأسمير بيجوفتيش سوف يكون صفقة رابحة، لكن ماذا عن رداميل فالكاو، وبيبي دجيلبودي، وبابا رحمن؟.. لقد برز اللاعب كيندي، في حين جرى إعارة مايكل هكتور، ودانيلو بانتيك، وناثان. كذلك جرت محاولات للتعاقد مع لاعبين مثل جون ستون من فريق إيفرتون لكنها باءت بالفشل. هل كان مورينهو يتوقع المزيد؟
سوف يكون مثيرا لاهتمام متابعة المناخ العام في ستامفورد بريدج في المراحل المقبلة، لكن سوف تكون مفاجأة لو لم نسمع أغاني من الجماهير دعما لمورينهو. ففي خلال الشهور الفائتة المضطربة استمر الجمهور في دعمه، وكانت مساندتهم رائعة، واعترف مورينهو أنه شعر بالخجل أمامهم. ربما لم يسمع إيمينالو عن ذلك ولا يعرف أنه لم يكن هناك خلاف مه جمهور تشيلسي، بل الخلاف حوله هو نفسه والدور الذي لعبة وظهر ذلك واضحا في اللافتات التي رفعت في مباراة سندرلاند.
إيمينالو والدور الغامض في الإطاحة بمورينهو
المدير الإداري لتشيلسي يعتلي خشبة المسرح ويبرئ ساحة اللاعبين
إيمينالو والدور الغامض في الإطاحة بمورينهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة