إيمينالو والدور الغامض في الإطاحة بمورينهو

المدير الإداري لتشيلسي يعتلي خشبة المسرح ويبرئ ساحة اللاعبين

جماهير تشيلسي رفعت لافتات تطالب بإبعاد إيمينالو عن النادي (رويترز)، مورينهو وعلاقة متوترة مع إيمينالو مدير تشيلسي («الشرق الأوسط»)
جماهير تشيلسي رفعت لافتات تطالب بإبعاد إيمينالو عن النادي (رويترز)، مورينهو وعلاقة متوترة مع إيمينالو مدير تشيلسي («الشرق الأوسط»)
TT

إيمينالو والدور الغامض في الإطاحة بمورينهو

جماهير تشيلسي رفعت لافتات تطالب بإبعاد إيمينالو عن النادي (رويترز)، مورينهو وعلاقة متوترة مع إيمينالو مدير تشيلسي («الشرق الأوسط»)
جماهير تشيلسي رفعت لافتات تطالب بإبعاد إيمينالو عن النادي (رويترز)، مورينهو وعلاقة متوترة مع إيمينالو مدير تشيلسي («الشرق الأوسط»)

أغضب مايكل إيمينالو المدير الإداري لنادي تشيلسي جماهير فريقه بعدما أشار إلى المدير الفني جوزيه مورينهو، الذي يعد أنجح مدربي الفريق على الإطلاق، في مقابلة تلفزيونية بكلمة هذا «الإنسان»، في الوقت الذي رفض فيه توجيه أي انتقادات للاعبين.
جوزيه مورينهو إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولذلك كان إيمينالو على حق تماما في الإشارة له باستخدام المعنى الحرفي للكلمة في بداية المقابلة النارية التي جرت بمنزله الخميس الماضي بعد ساعات من الإطاحة بالمدرب.
بالطبع تسببت الفوارق اللغوية الدقيقة عند الإشارة إلى مورينهو باستخدام تلك الكلمة في إضفاء جو من الغموض وعدم الارتياح بين جماهير النادي على الطريقة التي أقيل بها المدرب، وهل إيمينالو الذي كان دائما في علاقة متوترة مع مورينهو لعب دورا في ذلك. «نعم نمت عاطفة كبيرة تجاه هذا الإنسان الذي قدم الكثير للنادي لكن في الحقيقة، فإن نادي تشيلسي في ورطة الآن»، وفق إيمينالو الذي ألقى بعدها مباشرة بقنبلة عندما قال: إن فصل هذا الإنسان عن عمله جاء بسبب «الخلاف الواضح» بينه وبين اللاعبين.
وفي المقطع المصور الذي استمر لثلاث دقائق ونصف، لم يذكر إيمينالو اسم مورينهو مطلقا. وإذا كان ذلك يعكس حالة التوتر خلف الكواليس داخل النادي، ناهيك عن الحرج الذي شعر به إيمينالو عندما وجد نفسه فجأة في مواجهة الكاميرا، فإن ذلك يعكس أيضا رد فعل سلبيا بين قطاع من جماهير النادي المستاء من طريقة الحديث عن المدرب.
وربما لم يهضم إيمينالو حتى الآن مطالب مورينهو استبعاده من الإدارة الرياضية عام 2013 بمجرد التعاقد مع تشيلسي قادما من ريال مدريد الإسباني. ففي ذلك الوقت كان هناك اجتماع بين مورينهو وإيمينالو انتهى بأزمة، لأن المدرب البرتغالي لم يكن راضيا عن طريقة عمل النيجيري صاحب القرار في سوق الانتقالات. واستمر النيجيري مايكل إيمينالو الذي على علاقة قوية بالملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك الفريق اللندني في عمله.
أما الفصل الأخير من قصة إقالة مورينهو «الثانية» فقد بدأت عندما نشر موقع النادي، الذي يجتذب ربع مليون متابع، تغريدة تقول: «لم يذكر إيمينالو اسم مورينهو في المقطع ولو لمرة واحدة، حيث اكتفى بالإشارة له بقوله هذا الإنسان، لكن هو في الحقيقة أعظم مدرب في تاريخنا، وأنت (يا إيمينالو) لا شيء».
وكان إيمينالو حضر للنادي عام 2007 بصفته مكتشفا للمواهب الجديدة ومدربا. وباستثناء المقابلة الشخصية التي أجرتها معه صحيفة «ديلي تلغراف» في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، من الصعب تذكر إنجاز لإيمينالو الذي رأيناه فجأة يتحدث باسم قلعة ستامفورد بريدج، ويتحدث مباشرة مع جماهير النادي عن سبب التغييرات الإدارية التي جرت.
لم تكن حالة الغضب التي انتابت الجماهير بسبب ما تفوه به إيمينالو من تصريحات خرقاء فحسب بل ترجع لأسباب أبعد من ذلك. فقد بدا مقدم البرامج بقناة تشيلسي عاجزا عن الكلام وعن هضم عبارة «الخلاف الواضح» بين مورينهو واللاعبين، ومن المؤكد أن هذا التصريح سوف يكون له صدى على مدار أيام وشهور. بعدها حاول مقدم البرنامج استجماع تركيزه ليوجه السؤال التالي قائلا: الجماهير تتساءل: ما هو دور اللاعبين في الإطاحة بالمدرب؟
لم تترك إجابة إيمينالو مساحة للمزيد من الغموض وألقت ضوءا ساطعا عن كيف يمكن أن يتحول نادي تشيلسي إلى معترك سياسي، فحسب إيمينالو : «من السهل جدا التدخل بهذا الشكل، لكن تشيلسي لا يقبل بهذا». تناول إيمينالو الأسلوب والشجاعة التي تحلى بها نفس اللاعبين الموسم الماضي عندما فازوا ببطولة الدوري الممتاز وكأس المحترفين، وأكد على أنهم «التزموا بالتعليمات حرفيا، ونفذوا كل ما طلبه المدرب بدقة». علم مورينهو لاعبيه «طريقة اللعب الدفاعية» داخل منطقة الجزاء حتى اعتادوا عليها إلى أن وقع المدرب نفسه ضحية لهذه الطريقة.
وفي عام 2007. وصف مورينهو قرار إقالته من تدريب فريق تشيلسي للمرة الأولى بأنه تم بموافقة الطرفين، وهذه المرة كرر تشيلسي استخدام نفس التعبير، لكن تم ذلك لأسباب قانونية، فلم يكن هناك ما يوحي بموافقة من جانب مورينهو على الرحيل.
فعندما أجرى إيمينالو مقابله شخصية مع صحيفة «تلغراف»، كان دافعه لذلك أن هناك شعورا سائدا داخل النادي بأن مورينهو يخوض عدة معارك منفردا. وتحدث إيمينالو عن أن مورينهو حظي بثقة رئيس النادي، وأنه رفض النغمة التي تقول: إن مورينهو ربما فقد «غرفة خلع الملابس».
وقال إيمينالو: «لا أعرف ماذا تعني كلمة فقد غرفة خلع الملابس، حقيقة لا أعرف»، مضيفا: «أنا كلاعب، لم أجرب لعبة التفكير من قبل للانقلاب على المدرب، لا يجب أن يحدث هذا مع مثل هذا المدرب». إيمينالو علم بما يجري بعد ذلك بأربعة أسابيع، وكان من الصعب عدم رؤية ذلك الضوء المسلط، خاصة في ظل الخطة البديلة. فهناك بعض الناس بفريق تشيلسي ممن يعتقدون أنه من حق مورينهو انتقاد لاعبيه علانية في ضوء تقصير الكثيرين منهم هذا الموسم، وخاصة في ظل التحذير من خطورة لعبة البحث عن لاعبي كرة مدللين في القرن الواحد والعشرين.
الآن رحل مورينهو ومن الممكن البحث عن كبش فداء، غير أن اللاعبين قد جرى إعفاؤهم من الذنب لكن يتحتم عليهم التحرر من الأغلال والنهوض لخوض المعركة مجددا في ملعبهم وهو أمر نجحوا فيه أمام فريق سندرلاند. وشأن أي فرد في النادي، يأمل إيمينالو في أن يؤدي الإفراج عن مورينهو إلى الإفراج عن اللاعبين في المقابل. فبماذا تجدي الشكوى من سوء أداء اللاعبين طوال الموسم الحالي؟
قد يكون إيمينالو مدركا لأهمية أن تكون متحفظا في ستامفورد بريدج، فمنذ ترقيته ليشغل منصب المدير الإداري عام 2011. تولى إيمينالو الإشراف على استراتيجية التعاقد بالنادي، وعليه فقد قام بالتوقيع مع الكثير من لاعبي الفريق الأول الحاليين بالنادي.
وكان مورينهو استهل الموسم الكئيب الحالي بشكوى من سرعة عملية التعاقد، وفي الحقيقة كانت شكوى من طريقة عمل إيمينالو نفسه. وفي الصيف الماضي، جرت أبرز التعاقدات مع ديغو كوستا، وسيسك فابريغاس، وثيبات كورتوا وكلها تمت مبكرا، وهو ما لم يحدث هذا العام.
وحسب تصريح مورينهو في 14 أغسطس (آب) الماضي: «تستطيع القول: لماذا لا ننجز ما علينا قبل فترة الإعداد التي تسبق الموسم مثلما فعلنا الموسم الماضي؟ السبب هو ليس لأننا لا نريد أن نفعل ذلك، لكن لأن ذلك غير ممكن»، مضيفا: «ولذلك، وفي هذه اللحظة، قدراتنا تعتبر محدودة إلى حد ما، لكنني لا أشك في أن إدارة النادي سوف تمدنا ببعض اللاعبين الجدد».
وبعد حالة الإرهاق التي أنهى بها اللاعبون الموسم الماضي، أدرك مورينهو أن فريقه في حاجه إلى دفعة قوية. ومن المقرر وصول بيدرو من برشلونة، وأسمير بيجوفتيش سوف يكون صفقة رابحة، لكن ماذا عن رداميل فالكاو، وبيبي دجيلبودي، وبابا رحمن؟.. لقد برز اللاعب كيندي، في حين جرى إعارة مايكل هكتور، ودانيلو بانتيك، وناثان. كذلك جرت محاولات للتعاقد مع لاعبين مثل جون ستون من فريق إيفرتون لكنها باءت بالفشل. هل كان مورينهو يتوقع المزيد؟
سوف يكون مثيرا لاهتمام متابعة المناخ العام في ستامفورد بريدج في المراحل المقبلة، لكن سوف تكون مفاجأة لو لم نسمع أغاني من الجماهير دعما لمورينهو. ففي خلال الشهور الفائتة المضطربة استمر الجمهور في دعمه، وكانت مساندتهم رائعة، واعترف مورينهو أنه شعر بالخجل أمامهم. ربما لم يسمع إيمينالو عن ذلك ولا يعرف أنه لم يكن هناك خلاف مه جمهور تشيلسي، بل الخلاف حوله هو نفسه والدور الذي لعبة وظهر ذلك واضحا في اللافتات التي رفعت في مباراة سندرلاند.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».