رويلي التعاون.. من «مغمور» إلى نجم لا يشق له غبار

سجل نفسه رقمًا صعبًا في انتصارات الأصفر

عبد المجيد الرويلي («الشرق الأوسط»)
عبد المجيد الرويلي («الشرق الأوسط»)
TT

رويلي التعاون.. من «مغمور» إلى نجم لا يشق له غبار

عبد المجيد الرويلي («الشرق الأوسط»)
عبد المجيد الرويلي («الشرق الأوسط»)

في ملاعب كرة القدم السعودية، يفتقد كثير من اللاعبين ميزة الإصرار والعزيمة ورغبة الوصول إلى مراحل متقدمة من حياتهم الرياضية، ومع تزايد رقعة الضوء والشهرة والمكافآت المالية السخية، يسود اعتقاد لدى كثير منهم بأنهم حصلوا على أقصى ما يتمناه المرء، لذا ليس عليهم بذل مجهود أكبر في هذا الشأن.
لكن على النقيض هناك من يحفل مشواره بالكثير من الصعاب والعوائق، ورغم ذلك ينجح في تحقيق أهدافه، ويتخطى الموقف تلو الآخر ليمنح دروسا مجانية للمواهب الصاعدة من خلفه، ومن أولئك نجم فريق التعاون الحالي عبد المجيد الرويلي.
وكان الرويلي تكبد الصعاب، وتحمّل المشاق في سبيل إثبات وجوده، وكسب التحدي بين كثير من اللاعبين، خاصة عندما يلعب في مركز الوسط الذي يعج بالمواهب الكروية.
ومع انطلاق فترة الانتقالات الصيفية الماضية، أعلنت إدارة نادي التعاون برئاسة محمد القاسم التعاقد مع عبد المجيد الرويلي لاعب فريق الشباب، في صفوف فريقها بعقد يمتد لعامين مقبلين، بتوصية من البرتغالي جوزيه غوميز مدرب الفريق القصيمي.
صاحب الـ29 ربيعًا حزم حقائبه نحو الكثير من الأندية السعودية خلال 10 سنوات مضت حتى استقر أخيرًا بفريق التعاون، وكسب الرهان كأحد أبرز وأهم لاعبي الوسط في السعودية وخصوصا خلف الكرات الثابتة.
وبعدما كان الرويلي أحد العناصر المهمة في قائمة الشباب أثناء وجود البلجيكي برودوم وفيريرا وعمار السويح، وجد اللاعب الدولي السابق نفسه خارج حسابات مدربي الشباب الأربعة الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الموسم الماضي، إذ لم يلعب سوى 65 دقيقة فقط. وبدأ الرويلي مشواره مع نادي العروبة في العقد الماضي، قبل انتقاله إلى الرائد، ومنه إلى الشباب، ثم استقر هذا الموسم في التعاون.
ابن مدينة سكاكا بدا مسيرته الكروية مع نادي العروبة عام 2005، وفيها مثّل فئة الشباب والأولمبي، واستطاع أن يحجز مقعده في تشكيلة الفريق الأول ليبرز بشكل لافت، لينتقل على أثرها إلى نادي الرائد إبان ترأس فهد المطوع بنظام الانتقال عام 2011 لمدة أربع سنوات برفقة المهاجم موسى الشمري لاعب الشباب حاليًا، ومع نهايته ودّع الرائد متوجها نحو الرياض لتمثيل الشباب بداية من موسم 2011 - 2012. ومع نهاية الموسم انتهى ارتباط الرويلي بالشباب ليوقع مع التعاون.
وفي التعاون، صقل موهبته كما يجب، ونجح في اختبار صعب فشل فيه الكثير من العناصر التي تنتقل من نادي ينافس على المراكز المتقدمة إلى نادي أقل منه على الرغم من هبوط مستوى فريقه بعد استقالة الرئيس خالد البلطان.
خبرة الرويلي مع الرائد والشباب قبل موسمين وتلك المستويات المميزة جذبت أنظار التعاونيين نحوه، ليخطفه النادي القصيمي بعقد يمتد إلى موسمين بدأت من مطلع الموسم الكروي الحالي.
الرويلي كسب ثقة الطموح من البرتغالي مانويل جوزيه غوميز ومن خلفه جماهير نادي التعاون، واستطاع أن ينسي التعاونيين اللاعب المنتقل إلى الأهلي فهد حمد، حتى بات أحد أبرز نجوم خط الوسط في الملاعب السعودية، إذ شارك في جميع اللقاءات الحادي عشر واستطاع تسجيل 5 أهداف، ثلاثة منها من كرات ثابتة، ويعتبر أكثر موسم سجل به الرويلي منذ مشاركته في دوري المحترفين السعودي، وما زالت الفرصة سانحة له لزيادة غلته التهديفية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».