نجاح أكبر صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الجنوبية والميليشيات في منطقة الحد بيافع

تمت بعيدًا عن «جنيف2» برعاية شيوخ قبليين

نجاح أكبر صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الجنوبية والميليشيات في منطقة الحد بيافع
TT

نجاح أكبر صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الجنوبية والميليشيات في منطقة الحد بيافع

نجاح أكبر صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الجنوبية والميليشيات في منطقة الحد بيافع

تمكن شيوخ قبليون أمس الأربعاء في منطقة يافع الحد الحدودية بين محافظة البيضاء ولحج استكمال إجراءات أكبر صفقة لتبادل أسرى بين المقاومة الجنوبية وميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح بعيدا عن أي منظمات دولية أو محلية.
وأكد الشيخ ياسر الحدي اليافعي راعي صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الجنوبية وميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن صفقة تبادل الأسرى تمت بوساطة قبلية قادها بنفسه شخصيا منذ أشهر حتى تمت أمس الأربعاء في منطقة الحد بيافع على الشريط الحدودي السابق بين الشمال والجنوب.
وأوضح الشيخ الحدي أن عملية التبادل تمت بعد فشل مفاوضات قادتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة سام الدولية ومنظمة الفيصل ووساطات أخرى لم يكتب لها النجاح حتى تمكن هو من النجاح في تلك العملية التي وصفها بأنها أكبر صفقة تبادل أسرى في الشرق الأوسط.
وقال الشيخ القبلي ياسر الحدي لـ«الشرق الأوسط» إنه لا علاقة لعملية تبادل الأسرى بين المقاومة الجنوبية وميليشيا الحوثيين وصالح بمفاوضات «جنيف2» التي ترعاها الأمم المتحدة وبدأت جلساتها أول من أمس في سويسرا.
بدوره أوضح ناصر بن حدور أحد منسقي تبادل الأسرى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين شملت 265 أسيرا من المقاومة الجنوبية مقابل 340 أسيرا من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وأن من بين الأسرى الجنوبيين القائد أبو همام اليافعي، مؤكدًا أن الصفقة تمت بجهود شيوخ قبليين ولا علاقة لمفاوضات «جنيف2» بذلك.
ومضى ناصر بن حدور قائلاً إن الصفقة تمت بالتنسيق مع قوات التحالف العربي وخلال فترة ما يقارب الشهرين، ونجحت الأربعاء بعد تعثرها مرات كثيرة نتيجة ما وصفها ببعض اللوجيستيات، مضيفًا أن الصفقة تمت بجهود قبلية ولا وجود لأي منظمات دولية أو محلية.
وتأتي هذه الصفقة في تبادل الأسرى بعد جهود كبيرة بذلها شيوخ قبليون برعاية الشيخ ياسر الحدي أحد الوسطاء الذين قاموا بالتواصل مع الجانبين، ويعد الحدي من وجهاء قبائل الحد بيافع، وقد سبق وكان له وعدد من الوسطاء دور في إطلاق سراح كثير من الأسرى في صفقات تبادل سابقة تمت في منطقة الحد الحدودية بين الشمال والجنوب قبل وحدة الدولتين في عام 1990 م.
وذكرت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن موكب منسقي التبادل والأسرى الحوثيين انطلق صبيحة الأربعاء من العاصمة عدن يرافقه حراسة أمنية مشددة بما فيها طيران الهيلوكبتر تحسبا لأي اختراق أمني من قبل القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.