تخليد الذكرى الثلاثين لإعلان مراكش تراثًا عالميًا من قبل اليونيسكو

تحت شعار «وكل الناس لهم إليها محبة واشتياق»

ساحة جامع الفنا.. قلب مراكش النابض («الشرق الأوسط»)
ساحة جامع الفنا.. قلب مراكش النابض («الشرق الأوسط»)
TT

تخليد الذكرى الثلاثين لإعلان مراكش تراثًا عالميًا من قبل اليونيسكو

ساحة جامع الفنا.. قلب مراكش النابض («الشرق الأوسط»)
ساحة جامع الفنا.. قلب مراكش النابض («الشرق الأوسط»)

ينظم المجلس البلدي لمدينة مراكش، غدا (الجمعة)، تظاهرة ثقافية، علمية وفنية، تخليدا للذكرى الثلاثين لإعلان المدينة الحمراء تراثا إنسانيا، من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).
ويهدف المنظمون أن تشكل هذه الاحتفالية، التي ترفع شعار «وكل الناس لهم إليها محبة واشتياق»، ملتقى «لتقييم المنجزات التي حققها مختلف المتدخلين، سواء من القطاع العام أو الخاص، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وإبراز التدابير والإجراءات التي تم اتخاذها، والتي ترنو إلى تأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة وحدائقها ومعالمها التاريخية من مساجد وزوايا ومدارس عتيقة ورياضات وفنادق وأسواق عتيقة، كما سينصب الاهتمام على التراث الشفوي اللا مادي لساحة جامع الفنا»، وأن تشكل «محطة لإرساء أسس وقواعد مخطط تأهيل شامل وبعيد المدى لإدماج وتوحيد كل التدخلات من أجل إحياء النسيج العمراني للمدينة العتيقة وترميمه وصيانته من الأضرار التي تتسبب فيها عوامل بشرية وبيئية».
وستقام، على هامش التظاهرة، التي تنظم بشراكة مع مجلس وولاية جهة مراكش آسفي، ووزارات الثقافة والأوقاف والشؤون الإسلامية والسياحة، وولاية جهة مراكش آسفي، ومجلس عمالة (محافظة) مراكش، ومنسقية الجمعيات التي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي لمراكش، ورشات عمل وندوات ولقاءات وحفلات تراثية، ينشطها أساتذة وخبراء مغاربة وأجانب من بين المختصين في علم التراث المادي والتراث الشفوي اللامادي، يتقدمهم الكاتب الإسباني المقيم بمراكش خوان غويتصولو. كما سيقام معرض لتقديم حصيلة مختلف التدخلات لترميم وتأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة وإطلاع الجمهور على نماذج من أعمال الترميم المنجزة.
ويتضمن برنامج التظاهرة مداخلات ولقاءات، تتناول «رهانات المحافظة على تراث مدينة مراكش»، و«جمالية التراث المراكشي»، و«حصيلة تدخلات وزارة الثقافة في مجال المحافظة على التراث بمراكش»، و«أعمال الترميم للمعالم الدينية بمراكش»، و«حصيلة أعمال المحافظة على التراث بمراكش»، و«ساحة جامع الفنا: الحصيلة وإعادة الاعتبار»، و«تأملات في مآل التراث الشفوي»، و«التراث الشفوي اللامادي - وثائق الذاكرة»، و«دور الكتاب والمخطوط في المحافظة على التراث»، و«من الترميم إلى الوظائف الجديدة»، و«الماضي - التراث - التقليد». كما يتضمن لقاء خاصا بالتراث الشفوي اللامادي، تحت شعار «التراث اللامادي في قلب التدبير الحضري»، وآخر تحت شعار «صيانة العمران وذاكرة التعايش»، وورشة مخصصة للشباب، تحت شعار «الشباب والتراث، أي دور؟»، فضلا عن «ليلة الحلقة»، و«رواق الملاحم»، ومباراة في «الرسم حول التراث»، وعرض حول «المعاني الروحية لمدينة مراكش». فضلا عن فقرة «مراسيم الدقة المراكشية»، ونقاش حول «إحداث شبكة المدن المغربية المصنفة تراثا عالميا»، يختتم بقراءة وتوقيع اتفاقية مراكش من طرف عمداء المدن المغربية المصنفة تراثا عالميا. كما ينتظر أن يتم الإعلان عن إحداث خزانة للتراث بمراكش، على أن تختتم التظاهرة الأحد المقبل بقراءة التوصيات والإعلان عن إحداث «أيام التراث لمدينة مراكش». وصنفت مراكش تراثا عالميا من طرف اليونيسكو، سنة 1985، كما تميزت بـ«ساحة جامع الفنا»، التي صنفت تراثا لا ماديا إنسانيا من طرف المنظمة نفسها، سنة 2001.
ويعود تأسيس مراكش إلى زمن حكم المرابطين (1056 _ 1147)، ويقترن الحديث عن زمن تأسيسها بالأمير يوسف بن تاشفين (1009 _ 1106). وغالبا ما يثار اسم يوسف بن تاشفين حين يتم الحديث عن زمن التأسيس وتاريخ مراكش، هذا القائد المرابطي الذي كان له فضل وضع الأساس لأول بناء في هذا المكان الذي صارت تؤمه أفواج السياح من كل فج عميق، والذي تنقل كتب التاريخ أنه كان عبارة عن «موضع صحراء رحب الساحة، واسع الفناء.. خلاء لا أنيس به إلا الغزلان والنعام، ولا ينبت إلا السدر والحنظل». كانت هذه خريطة وجغرافية مراكش قبل أن يحفر يوسف بن تاشفين الآبار ويجلب المياه، لتتحول المدينة، اليوم إلى «وردة بين النخيل».
وفضلا عن تاريخها العريق، تصنف مراكش، اليوم، ضمن أفضل الوجهات السياحية العالمية. وهي تدين، في شهرتها وجاذبيتها، لتراث مادي ولا مادي غني، فضلا عن طقس دافئ وموقع جغرافي متميز، يجعلها تجمع طبيعة فصول السنة في حيز جغرافي ضيق، يستمتع خلاله الزائر بمتعة ساحات وشوارع وحدائق ونخيل وبنايات المدينة، وزرقة شواطئ الصويرة وآسفي، وثلوج أوكايمدن، وجبال الأطلس، وخضرة هضبة أوريكا، التي توصف بـ«الحديقة الخلفية» لمراكش.
ونقرأ في الموقع الإلكتروني لليونيسكو، في تقديم مراكش: «أنشأها المرابطون (1056 _ 1147) بين 1070 و1072، وبقيت مراكش لفترة طويلة المركز السياسي والاقتصادي والثقافي الأهم في بلدان الغرب الإسلامية المسيطرة على أفريقيا الشمالية والأندلس. وتعود النصب العظيمة إلى تلك الحقبة: مسجد الكتبية والقصبة والأسوار والبوابات الأثرية والحدائق. ثم استضافت هذه المدينة فيما بعد روائع أخرى كقصر الباهية ومدرسة بن يوسف وضريح السعديين والبيوت الكبيرة. كما أن ساحة جامع الفنا التي تشكل مسرحا رائعا في الهواء الطلق تدهش دائما زائريه، بحيث أدرجت على قائمة التراث غير المادي للإنسانية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.