مصر: مشاركتنا تأتي لدعم جهود مكافحة الإرهاب

مسؤولون: يجب التغلب على «الانتقائية» الدولية في مواجهة التنظيمات الإرهابية

مصر: مشاركتنا تأتي لدعم جهود مكافحة الإرهاب
TT

مصر: مشاركتنا تأتي لدعم جهود مكافحة الإرهاب

مصر: مشاركتنا تأتي لدعم جهود مكافحة الإرهاب

أشاد مسؤولون وخبراء عسكريون مصريون بإعلان السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمواجهة الإرهاب. وقالوا لـ«الشرق الأوسط» أمس إن إعلان مصر مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية يأتي في إطار جهودها في القضاء على الإرهاب، مشيرين إلى أن وجود التحالف الجديد هدفه التغلب على العقبات التي تواجه المجتمع الدولي في حربه ضد تنظيم داعش، إضافة إلى محاولة البعض إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين.
وأعلنت السعودية أول من أمس تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب يضم 34 دولة من بينها مصر ويكون مقره العاصمة الرياض. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد إن «مصر جزء من هذا التحالف وتدعمه». وأوضح أبو زيد، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «بلاده تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه سواء كان هذا الجهد إسلاميا أو عربيا».
ونفى المستشار وجود تناقض بين التحالف الجديد ومقترح إنشاء قوة عربية مشتركة الجاري دراسته حاليا في إطار جامعة الدول العربية، قائلاً: «هناك اختلاف بين الطرحين، فالتحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهي تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي النطاق العربي فقط».
من جانبه، قال الدكتور سمير غطاس، عضو مجلس النواب (البرلمان)، إن «المبادرة السعودية جزء من التحالفات المتعددة التي تواجه الجماعات الإرهابية في المنطقة، ومنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وتحارب به تنظيم داعش، وكذلك التحالف السعودي الذي يحارب في اليمن، وأيضًا مساعي روسيا لتشكيل تحالف جديد»، مؤكدا أنه «بشكل عام، الأمر يعد جيدا أن يكون هناك تحالف دولي لمواجهة الإرهاب الذي بات خطرا على جميع الدول».
وطالب غطاس، وهو رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأن يعمل هذا التحالف الجديد على «التغلب على التمييز والانتقائية التي تمارسها بعض الدول الكبرى في حربها ضد التنظيمات المتطرفة في المنطقة»، مشيرا إلى الحالة الليبية نموذجا، حيث رفضت بعض الدول مطالب مصر بالتدخل لدعم الجيش الليبي في مواجهة الجماعات الإرهابية، في حين تقاتل في مناطق أخرى بنفس الدافع وتحرم مصر من هذا الحق.
وشدد غطاس على ضرورة وجود تعاون وتنسيق بين كل هذا التحالفات، قائلاً إن «الإرهاب قضية دولية، ومن دون تعاون دولي شامل لن تتمكن كل مجموعة من مواجهة الإرهاب وسيكون العمل جزئيا وانتقائيا»، داعيا إلى «تشكيل شبكة دولية تضم معظم دول العالم بحيث يحدث تبادل في المعلومات والخبرات والأسلحة الخاصة بمواجهة الإرهاب، حتى يتم التضييق وتجفيف منابع الإرهاب المالية والعينية».
في السياق ذاته، أشار اللواء أركان حرب محمد علي بلال، نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وقائد القوات المصرية في حرب تحرير الكويت، إلى أن أحد أهداف هذا التحالف هو الرد على الهجمة الشرسة التي تواجه المسلمين وتسعى لإلصاق تهمة الإرهاب بهم، بزعم أن من يقوم بالعمليات الإرهابية هم مسلمون». وأوضح بلال أن «التحالف يقول وبشكل عملي إننا نحن كدول إسلامية نواجه التنظيمات المتطرفة عسكريا». لكنه أضاف أن «التحالف الجديد لن يستطيع التدخل عسكريا في أراضي أي دولة لمحاربة الإرهاب ما لم تطلب تلك الدولة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.