رئيس برلمان الجزائر يهاجم المشككين في شرعية بوتفليقة

ولد خليفة: الرئيس يتمتع بكامل قدراته وهو من يسير البلاد

عبد العزيز بوتفليقة
عبد العزيز بوتفليقة
TT

رئيس برلمان الجزائر يهاجم المشككين في شرعية بوتفليقة

عبد العزيز بوتفليقة
عبد العزيز بوتفليقة

هاجم محمد العربي ولد خليفة، رئيس البرلمان الجزائري، شخصيات سياسية ووزراء سابقين ألقوا شكوكا حول قدرات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستمرار في الحكم، بحجة أنه مريض، ونفى وجود خطة اقتصادية لـ«شد الحزام» بسبب انخفاض أسعار النفط، قائلا إن «الأمر لا يعدو أن يكون ترشيد نفقات».
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية أمس عن ولد خليفة قوله إن «أولئك الذين يشككون في شرعية مؤسسات الدولة، لا يحق لهم التحدث بهذه الطريقة. فقد فاز رئيس الجمهورية بالأغلبية ولا يمكن التشكيك في شرعيته»، مؤكدا أنه «يسير البلاد ويشرف عليها ويتمتع بكامل قدراته»، في إشارة إلى ما يعرف بـ«مجموعة الـ19»، التي تضم وزيرة الثقافة سابقا خليدة تومي، ووزيرة الإصلاح المصرفي سابقا فتيحة منتوري، ووزير الصحة سابقا عبد الحميد بركان، وهو حاليا رئيس بلدية تقع بشرق البلاد. بالإضافة إلى «مجاهدين» شاركوا في ثورة الاستقلال، وآخرين يعدون من أصدقاء للرئيس مثل السيدة زهرة بيطاط ظريف، عضو «الثلث الرئاسي» بمجلس الأمة (الغرفة البرلمانية الثانية).
وكانت المجموعة المذكورة قد طلبت الشهر الماضي من الرئيس استقبال أفرادها للتأكد منه شخصيا، إن كان هو صاحب قرارات سياسية، أبرزها تغييرات وقعت في المؤسسة العسكرية، أفضت إلى عزل مدير المخابرات الجنرال محمد مدين، وقرارات اقتصادية تضمنها قانون الموازنة 2016. ومنها رفع أسعار البنزين والكهرباء، وفرض رسوم وضرائب جديدة. ولم تتلق المجموعة ردا على طلبها، فيما هاجمتها الأحزاب الموالية للرئيس، وعدت مسعاها «ضربا لمؤسسات الدولة وتشكيكا في شرعية الرئيس».
وقال ولد خليفة، الذي يشغل منصب رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، ملمحا إلى المجموعة إن «الكل له الحق في تقديم مبادرات في ظل الحرية التي تطبع العمل السياسي في الجزائر، شريطة أن يكون الحوار بأسلوب ديمقراطي، وفي إطار احترام الرأي والرأي المخالف»، مضيفا: «نحن نقرأ حسن النية في البداية، لكن نسمع أحيانا تصريحات لبعض وجوه المعارضة نشك في أنها في خدمة الوطن.. والهجوم على الدولة والتقليل من شأنها، ليس في صالح الطبقة السياسية ولا في صالح الجزائر». ومعروف أن الرئيس منسحب من المشهد منذ إصابته بجلطة في الدماغ عام 2013. ولا يظهر بوتفليقة إلا نادرا، ويكون ذلك في الغالب لاستقبال وفود أجنبية تزور الجزائر، كما يخاطب الرئيس الجزائريين عن طريق رسائل في المناسبات الهامة فقط.
وبشأن قانون الموازنة، الذي انتقدته المعارضة بشدة، وطالبت بتدخل الرئيس لإلغائه، قال ولد خليفة، الذي ينتمي لحزب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني» إنه «ليس للمعارضة الحق في التوجه إلى رئيس الجمهورية، الذي لديه حكومة يزودها بالتوجيهات، فالنص الذي ينتقدونه هو الذي سيكون قانونا للمالية لسنة 2016، بما أن الأغلبية صوتت عليه».
ودافع ولد خليفة، الذي نادرا ما يتحدث للصحافة، عن القانون الذي أعدته الحكومة، بقوله إنه «جاء بالنظر إلى المرحلة التي تمر بها البلاد جراء تراجع أسعار النفط في السوق الدولية. فالجزائر التي ليست سببا في هذا التراجع، اتخذت احتياطاتها، خلافا لما يقوله البعض»، مضيفا أن «الأزمة الاقتصادية تكتسي طابعا عالميا ولا تخص الجزائر لوحدها، ورئيس الجمهورية بادر بإجراءات احتياطية حكيمة جدا، من بينها تخليص الجزائر من المديونية (التسديد المبكر للدين الخارجي عام 2005) والاستثمار الكبير في الهياكل القاعدية».
وتستورد الجزائر كل حاجياتها من الغذاء والمواد المصنعة ونصف المصنعة من الخارج، وبلغت قيمة الواردات 65 مليار دولار عام 2014. بينما وصلت الصادرات إلى 55 مليار دولار. وتعتمد الجزائر بشكل كامل على بيع النفط والغاز، فيما تقول الحكومة إن المداخيل انخفضت إلى النصف خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.