المعارضة تستعيد بلدات بريف حلب.. والطيران الروسي يستهدف مركزًا لتوزيع الخبر بإدلب

غارات على محيط «مهين» بريف حمص.. وقصف على ريف اللاذقية

إلياس العماري يتوسط عددا من الصحافيين في حفل إطلاق المجموعة الإعلامية الجديدة (تصوير: مصطفى حبيس)
إلياس العماري يتوسط عددا من الصحافيين في حفل إطلاق المجموعة الإعلامية الجديدة (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

المعارضة تستعيد بلدات بريف حلب.. والطيران الروسي يستهدف مركزًا لتوزيع الخبر بإدلب

إلياس العماري يتوسط عددا من الصحافيين في حفل إطلاق المجموعة الإعلامية الجديدة (تصوير: مصطفى حبيس)
إلياس العماري يتوسط عددا من الصحافيين في حفل إطلاق المجموعة الإعلامية الجديدة (تصوير: مصطفى حبيس)

استمر طيران النظام والروسي في استهداف مناطق عدّة في سوريا، معظمها مواقع بينها مركز لتوزيع الخبر في ريف إدلب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في وقت سجّلت فيه فصائل المعارضة تقدما في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش، وسط قصف عنيف من الطيران الروسي على خطوط التماس.
وذكرت مصادر ميدانية لـموقع «الدرر الشامية» أن المعارضة تمكنت من فرض سيطرتها على قرية الحمزات في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم، فيما ذكر «مكتب أخبار سوريا» أن قوات المعارضة سيطرت على عدد من المزارع بالقرب من بلدة الكفرة الخاضعة لسيطرة «داعش»، في ريف حلب الشمالي.
وأشارت المصادر إلى أن «داعش» شنَّ هجومًا بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري على مواقع فصائل المعارضة في قرية كفرة، أسفر عن مقتل قائدين ميدانيين، من الجبهة الشامية، وجرح آخرين.
وأفاد الناشط الإعلامي أبو العبد الشمالي لـ«مكتب أخبار سوريا» بأنَّ فصائل المعارضة العاملة في غرفة «فتح حلب»، ومن أبرزها الجبهة الشامية ولواء السلطان مراد، سيطرت فجرا، على مزارع الحمزات بعد اشتباكات عنيفة مع قوات التنظيم لأكثر من ساعتين، استعمل فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وِأشار مصدر في المنطقة لـ«الدرر الشامية» إلى أنَّ التنظيم فجّر عربة BMB مفخخة بالقرب من قرية جارز في ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة، بالتزامن مع الاشتباكات، أدت إلى مقتل أكثر من خمسة مقاتلين من «الجبهة الشامية»، من بينهم قائد القوى المركزية، الرائد أبو حسن الحمصي، فيما قُتل عدد من مقاتلي التنظيم في الاشتباكات.
وأكد المصدر أن الطيران الروسي استهدف الخطوط الخلفية لقوات المعارضة في مدينة أعزاز ومحيط تل رفعت في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع الاشتباكات، واقتصرت أضرار القصف على المادية.
وفي غضون ذلك استهدفت الطائرات الروسية، بعدة غارات خطوط الإمداد للفصائل المعارضة على جبهة بلدة كفرة خلال المعارك الدائرة مع التنظيم، كما أغار الطيران الروسي بالصواريخ على مدينتي تل رفعت، وإعزاز، ومنطقة قبر إنجليزي وبلدة دير جمال بالريف الشمالي.
وفي ريف حمص الشمالي، قصفت قوات النظام أماكن في منطقة تل ذهب بمنطقة الحولة، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، كما نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارات على مناطق في محيط بلدة مهين وقرية حوارين بريف حمص الجنوبي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بالتزامن مع قصف لطائرات مروحية على المناطق ذاتها. وأتى ذلك في وقت استمرت فيه الاشتباكات بين تنظيم داعش من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محيط مهين، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية تير معلة بريف حمص الشمالي.
كذلك، نفذت طائرات النظام والطائرات الروسية عشرات الضربات بالبراميل المتفجرة والصواريخ استهدفت خلالها مناطق متفرقة في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وسط استمرار الاشتباكات في محاور عطيرة وغابات الفرلق وجب الأحمر وعدة محاور أخرى من ريف اللاذقية الشمالي، بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سوريا من طرف، والفصائل المعارضة مدعمة بالحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة من طرف آخر، وترافق ذلك، بحسب المرصد، مع قصف مكثف من قبل قوات النظام يستهدف مناطق الاشتباك ومناطق أخرى بالريف الشمالي.
وكان مركز لتوزيع الخبز هدفا كذلك للطيران الروسي في بلدة القصابية بريف إدلب الجنوبي، حيث تم قصفه أثناء تجمهر الأهالي لشراء الخبز، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى كحصيلة أولية بينهم ثلاثة أطفال تحولت أجسادهم لأشلاء وجرح أكثر من عشرين آخرين، وفق ما ذكر «مكتب أخبار سوريا». وأشار إلى أنّ فرق الدفاع المدني عملت بمساندة الأهالي على انتشال القتلى وإسعاف المصابين الذين غصت بهم المستشفيات الميدانية في المنطقة، وسط حالة تخوف من تكرار القصف الروسي على البلدة، لا سيما أنه لم يغادر أجواء المنطقة.
وكان الطيران الحربي الروسي شن غارتين بالصواريخ فجرًا على أطراف تل مرق بالريف الجنوبي في حين استهدفت مدينة معرة النعمان وأطراف إحسم وبلدة الموزرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.