مؤسسة النقد السعودي تبحث إجراءات جديدة للتعامل مع «هوية المقيم»

مخاوف من عمليات غسل الأموال بين الوافدين

مؤسسة النقد السعودي تبحث إجراءات جديدة للتعامل مع «هوية المقيم»
TT

مؤسسة النقد السعودي تبحث إجراءات جديدة للتعامل مع «هوية المقيم»

مؤسسة النقد السعودي تبحث إجراءات جديدة للتعامل مع «هوية المقيم»

تتجه مؤسسة النقد العربي السعودي إلى وضع إجراءات جديدة لتعامل البنوك مع «هوية المقيم» التي أقرتها السعودية - أخيرا - بدلا عن «رخصة الإقامة»، حيث كشف مصدر مطلع داخل المؤسسة، لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجري خلال هذه الأيام دراسة هذا الشأن، معتبرا ذلك أمرا مهما جدا، وعلى ضوئه ستوضع إجراءات جديدة حول آلية التعامل المصرفي مع هوية المقيم، تجنبا لأي إشكاليات قد تحدث مستقبلا في حسابات العملاء المقيمين من غير السعوديين.
وتابع المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه: «هوية المقيم تاريخ صلاحيتها هو 5 سنوات، وفي حقيقة الأمر فإن هذا لا يعطي مؤشرا إن كانت هويته سارية المفعول أم لا، لأن عملية التجديد تحدث في سنة أو سنتين، ولكن وضعوها إلكترونيا حتى يتقلص حضور العميل إلى البنوك، على اعتبار أن البنك بإمكانه الدخول مباشرة إلكترونيا، وبمجرد إشعار العميل له بقوله (أنا جددت هويتي)، للتحقق من عملية السداد، دون الحاجة لحضور العميل».
ويضيف «إلا أننا نرى أن هناك حالات تستوجب حضور العميل للضرورة، لأنه إذا كانت هناك تغيرات في سلوكيات العميل أو في أوضاعه المالية فيجب استدعاء العميل، كي يتحقق موظف البنك مباشرة من أي أمر مثار اشتباه، ولا يجعل العملية تحدث بشكل إلكتروني فقط»، مشيرا إلى أن الخطورة تكمن في المبالغ الكبيرة التي قد تأتي من غسل الأموال، مما يتطلب التحقق من العميل بصورة مباشرة.
مع الإشارة إلى كون موظفي البنوك السعودية يتأكدون من هوية العملاء عن طريق خدمة «يقين» الإلكترونية، وهي خدمة تساعد المنشآت في عملية التحقق من بيانات أي شخص يرتبط معها بعلاقة عمل مثل «العملاء، المراجعين، الموظفين، طالبي العمل»، وهي خدمة مباشرة ودقيقة وسريعة لنقل البيانات وحفظها، وذلك بالارتباط الإلكتروني مع بيانات الجهات الرسمية، حيث تتاح هذه الخدمة عن طريق شركة «عِلم»، التي تعد شركة حكومية مساهمة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة.
ويأتي حديث المصدر المطلع بالنظر إلى التشديدات الصارمة التي تتخذها مؤسسة النقد العربي السعودي تجاه الحسابات المشبوهة أو المتورطة بعمليات غسل الأموال، مؤكدا أن الاشتباه لا يعني الاتهام إنما هو يعود ضمن مهام التحقق من تدفقات الحسابات، وكشف المصدر أن اللائحة الجديدة المتعلقة بمكافحة غسل الأموال سوف تحدد جرائم المصدر بصورة واضحة.
وتندرج جرائم غسل الأموال على المخدرات بأنواعها المختلفة وأنشطة البغاء والدعارة، وأنشطة التهريب الجمركي عبر الحدود للسلع والمنتجات المستوردة، ومزاولة الأعمال المصرفية بطرق غير نظامية، والرشوة والفساد الإداري، والتربح من الوظائف العامة، والسرقات أو الاختلاسات من الأموال العامة، وتهريب الأسلحة والذخائر والمتفجرات أو تصنيعها والاتجار بها، وجرائم التزوير، والنصب والاحتيال، والسلب أو السطو المسلح. وهنا يقول المصدر: «أكثر المشكلات التي تواجهها البنوك تأتي من العمالة الوافدة».
وكانت المديرية العامة للجوازات السعودية قد دشنت قبل نحو شهر ونصف الشهر (هوية المقيم)، وهي بطاقة تحتوي على معلومات المقيم، تشمل الصورة والمهنة والجنسية وتاريخ إصدارها إلا أنها من دون تاريخ نهاية، وتسمح للمقيم باستخدامها لمدة خمس سنوات دون الحاجة إلى إعادة طباعتها مرة أخرى، مع ضرورة تجديدها إلكترونيًا سنويًا، وفقًا لتعليمات نظامي الإقامة والعمل.
وأعلنت إدارة الجوازات أنه لتغيير الإقامة السابقة والحصول على «هوية مقيم» يجب استخدام الخدمات الإلكترونية.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.