انتفاضة في البرلمان الأردني ضد الحكومة بسبب رفع أسعار الغاز

النواب يرفضون السماح لوزير المالية بإلقاء خطاب الموازنة إلا بعد التراجع عن القرار

انتفاضة في البرلمان الأردني ضد الحكومة بسبب رفع أسعار الغاز
TT

انتفاضة في البرلمان الأردني ضد الحكومة بسبب رفع أسعار الغاز

انتفاضة في البرلمان الأردني ضد الحكومة بسبب رفع أسعار الغاز

تواجه الحكومة الأردنية انتفاضة نيابية داخل مجلس النواب احتجاجا على قرارها رفع سعر أسطوانة الغاز (نصف دينار) وزيادة رسوم الترخيص على السيارات. وطالب نواب من الحكومة التراجع عن قرار رفع أسعار أسطوانة الغاز المنزلي قبل جلسة مجلس النواب المقررة اليوم الأحد للاستماع إلى خطاب الموازنة العامة للدولة الذي يلقيه وزير المالية.
وأكد النواب أن مجلس النواب لن يسمح لوزير المالية بإلقاء خطاب الموازنة إذا لم تتراجع الحكومة عن قرار رفع أسعار الغاز والترخيص. وقال رئيس الائتلاف النيابي (82 نائبا) النائب خالد البكار (لن تعقد جلسة مجلس النواب يوم الأحد إذا بقيت الحكومة مصرة على قرارها برفع أسعار الغاز).
وأكد في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أن جلسة الأحد المخصصة للاستماع إلى خطاب الموازنة العامة للدولة لن تعقد إلا إذا تراجعت الحكومة عن قرارها برفع أسعار الغاز والترخيص.
وقال: إننا سنبدأ بإجراءات حجب الثقة عن الحكومة إذا لم تتراجع عن قرارها، مشددا أن القرارات برفع الأسعار غير مبررة وأن هناك معارضة نيابية لهذه القرارات.
وبدأ أعضاء مجلس النواب سلسلة اتصالات داخلية بين الكتل والنواب من أجل التحشيد لموقف ضد الحكومة، وأعلن ما يقارب 73 نائبا عن عزمهم حجب الثقة بالحكومة إذا لم تتراجع عن قرارها.
وبحسب الدستور الأردني فإن إسقاط الحكومة يتطلب أن يحجب الثقة عنها نصف أعضاء مجلس النواب زائد واحد أي 76 نائبا.
وقال النائب علي السنيد إنه ليس أمام مجلس النواب خيار إلا أن ينحاز إلى الشعب الأردني الذي يرفض سياسات الحكومة الاقتصادية المبنية على أساس رفع الأسعار.
وأكد أن مجلس النواب يجب أن يجبر الحكومة على التراجع عن هذه السياسة الاقتصادية وأن تلغي قرارها برفع أسعار الغاز ورفع رسوم الترخيص على السيارات.
وطالب السنيد بإسقاط الحكومة تحت قبة البرلمان بحجب الثقة عنها في حال لم تتراجع عن قرارها.
النائب ثامر بينو وصف قرار الحكومة بأنه غير مدروس ولا يشكل حلا للأزمة الاقتصادية وإنما يهدف إلى جلب مزيد من الضرائب على المواطنين.
وطالب بينو الحكومة بالتراجع عن قرار رفع الغاز والترخيص قبل أن نبدأ بطرح الثقة عنها.
وقال: «أنا مع حجب الثقة عن الحكومة إذا لم تتراجع عن القرار».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.