المعارضة السورية تتهم النظام بـ«التضخيم الإعلامي» لإنجازات التدخل الروسي

قيادي في {الجيش الحر}: حررنا مناطق جغرافية أكبر بكثير من كل المناطق التي استعادها الروس وحلفاؤهم

المعارضة السورية تتهم النظام بـ«التضخيم الإعلامي» لإنجازات التدخل الروسي
TT

المعارضة السورية تتهم النظام بـ«التضخيم الإعلامي» لإنجازات التدخل الروسي

المعارضة السورية تتهم النظام بـ«التضخيم الإعلامي» لإنجازات التدخل الروسي

تؤكد مصادر المعارضة السورية أن الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش الروسي منذ دخوله الحرب في سوريا «تكاد تكون شبه معدومة، إذا ما جرى قياسها على الأسلحة الاستراتيجية التي استخدمها في هذه الحرب، والزج بالجيل الجديد من ترسانة الأسلحة المتطورة والصواريخ العابرة للقارات في المعركة». وأكدت مواقع تابعة للمعارضة أن «الخسائر التي تكبدها النظام في مناطق العمليات العسكرية التي تشارك فيها القوات الروسية هي: 1280 قتيلاً بينهم 37 ضابطًا و154 دبابة و284 آلية و9 طائرات استطلاع و6 طائرات هليكوبتر وطائرة حربية واحدة».
العميد أحمد رحال، القيادي في «الجيش السوري الحر» في شمال سوريا قال معلقًا إن «إعلام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وإعلام (نظام بشار) الأسد وكل إعلام ما يسمى محور المقاومة والممانعة، هو بوق واحد، يحاول الترويج بأن الروس أحدثوا فارقًا على الأرض». واعتبر رحال «أن المخطط الذي وضعه (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني والنظام السوري، قام على إغداق الوعود للروس وأنهم إذا حصلوا على الدعم الجوي، فإنهم قادرون على إحداث خرق على الجبهات، ويمكن حينها لروسيا أن تأتي إلى المجتمع الدولي وتفرض الحل السياسي الذي يتلاءم ومصالحها». ثم أضاف: «عندما دخل الروس الحرب، فتح هذا المحور خمس جبهات دفعة واحدة هي: ريف حماه وسهل الغاب وريف حمص الشمالي ويف حلب الجنوبي وجبهة الساحل، وفي هذه الجبهات الخمس لم يحقق أي تقدم جوهري، وكل ما أنجزه أنه سيطر على قريتين في ريف اللاذقية هما زويك وغمام، وقريتين في ريف حلب هما الحاضر وتلة العيس».
وأوضح رحال أن هذه القرى الصغيرة «لو سيطر حزب الله عليها وحده لكان بإمكانه أن يتحدث عن إنجاز، أما أن تأتي ثاني دولة عظمى في العالم (روسيا) ومعها إيران والنظام السوري وحزب الله والميليشيات العراقية والأفغانية والمرتزقة الأفريقيون، ويحتفلون بتحرير ضيعتين وتلتين فهذه وفق العلم العسكري تعدّ هزيمة»، وتابع أن «العملية العسكرية التي قامت بها المعارضة في ريف حماه حررت مناطق جغرافية أكبر بكثير من كل المناطق التي استعادها الروس وحلفاؤهم».
أيضًا رأى رحال، أن «البديل عن الإخفاق العسكري الروسي - الإيراني - السوري، كان اللجوء إلى التضخيم الإعلامي، ولعلّ الاحتفالات التي نقلها التلفزيون الرسمي الروسي بالسيطرة على بلدة الحاضر، كانت أكبر من الاحتفالات الروسية بهزيمة (الزعيم النازي أدولف) هتلر في الحرب العالمية الثانية، وهذا يدل على أنهم يغطون عجزهم بالدعايات». ثم تساءل «ما هو المبرّر لقصف مناطق سيطرة المعارضة بالأسلحة الاستراتيجية والصواريخ العابرة للقارات التي أطلقت من بحر قزوين؟ علمًا أن الأهداف التي ضربتها بإمكان حوامة عسكرية أن تقوم بهذه المهمة».
وشدد رحال على أن «الروس والنظام والإيرانيين لم يحققوا أي إنجاز عسكري في الشمال، ولذلك يركزون الآن معركتهم على الساحل لسببين، الأول حماية الدولة العلوية المفترضة إذا ما حان وقت تقسيم سوريا وفق أحلامهم، والثاني إبعاد مدافع وصواريخ المعارضة عن مطار حميميم في محافظة اللاذقية الذي يتخذ منه الروس قاعدة جوية لهم، خصوصًا بعد قصفه أخيرًا بمدافع 130 ملم وتحقيق إصابات مباشرة بالدفاعات الجوية الروسية».
في المقابل، قال مصدر عسكري في المعارضة «إن المعارك التي تشهدها مناطق جبل الزاهية (في شمال غربي سوريا) ويزعم فيها النظام تقدمه ميدانيًا، ليست إلا جولات كرّ وفرّ، فيوم يتقدم النظام ويوم آخر تتقدم المعارضة». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار نجحوا في جرّ الروس إلى حرب استنزاف، وهذا ما أغضبهم وأغضب الإيرانيين والنظام»، مشيرًا إلى أن بوتين بدأ يبتز الغرب من سوريا، ويحاول تلافي تجديد العقوبات على بلاده المتصلة بملف أوكرانيا، ويكفي ما قاله بأن روسيا باقية في سوريا حتى ينتصر النظام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.