«تايم» تتكتم: البغدادي رجل العام

اشتهر بسفك الدماء.. وبقسوة لم تشهدها حتى أقسى الأنظمة

«تايم» تتكتم: البغدادي رجل العام
TT

«تايم» تتكتم: البغدادي رجل العام

«تايم» تتكتم: البغدادي رجل العام

قال متحدث باسم مجلة «تايم» أمس إن العدد السنوي للمجلة الذي، عادة، تختار فيه «رجل العام»، سينزل إلى السوق يوم الأربعاء. وإن المجلة تتكتم على من هو «رجل العام».
وكانت أخبار قالت إنه سيكون أبو بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه، قبل عامين، خليفة للمسلمين، بعد إعلان تأسيس «داعش».
وقالت الأخبار إن «تايم»، أحيانا تختار شخصيات عنيفة، مثل أدولف هتلر، زعيم ألمانيا الذي قاد العالم إلى الحرب العالمية الثانية. وإن البغدادي، منذ ظهور التنظيم إلى الوجود خصوصًا خلال هذا العام، اشتهر بسفك الدماء، وبقسوة لم تشهدها حتى أقسى الأنظمة.
أشار الكاتب ديفيد بلير في صحيفة «تلغراف» إلى أن مجلة «تايم» الأميركية ترى البغدادي زعيم «داعش»، بما له من تاريخ غير مسبوق في القتل وسفك الدماء منذ ظهور التنظيم إلى الوجود وخصوصا خلال الـ12 شهرًا الماضية، أهم فرد يستحق أن يكون «شخصية العام» على غلافها في عام 2015، كما هو متبع لديها منذ عام 1927.
وعلق الكاتب في مقاله بصحيفة «ديلي تلغراف» أن أهمية البغدادي في عام 2015 تفوق بكثير المنافسين الآخرين المحتملين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صعّد تدخله غير العملي في سوريا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قررت فتح أبواب بلادها لـ900 ألف لاجئ.
وأضاف أن الأكثر أسفًا هو أن ذكرى «هذا الزعيم الإرهابي» قد تبقى في الذاكرة أطول من الطفل السوري إيلان الكردي ابن الثلاث سنوات الذي هزت صورة غرقه على أحد الشواطئ التركية ضمير أوروبا. وقالت أخبار أخرى إن «تايم» ستختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صعّد الوضع في سوريا، وفي الشرق الأوسط بعد تدخله في سوريا. أو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قررت فتح أبواب بلادها لقرابة مليون لاجئ من سوريا وغيرها. أو وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أنجز الاتفاق النووي مع إيران في يوليو (تموز) الماضي.
رغم أن البغدادي يبتعد كثيرا عن الأضواء، أخيرًا، ركزت الأضواء على زوجته، سجى الدليمي، التي كانت معتقلة في لبنان. وكانت مصادر لبنانية قالت لتلفزيون «سي إن إن».
إنهم أطلقوا سراحها كجزء من صفقة لاستعادة الجنود اللبنانيين الذين احتجزهم أتباع تنظيم القاعدة، وجبهة النصر. وقال المسؤول إن الإفراج كان بسبب قيمتها الاستخباراتية لعناصر الأمن اللبنانية، والأجنبية. ولأنهم فقدوا الأمل في أن تعطيهم معلومات مهمة. ولأن خياراتهم لاسترداد الجنود.
كانت تقارير إخبارية قالت إن زواج الدليمي من البغدادي لم يدم سوى بضعة شهور، وإن الحياة الشخصية لزعيم «داعش» مجهولة. وإنه ربما متزوج من امرأتين، وإن المسؤولين الأميركيين يريدون الوصول إلى الدليمي، أو ربما فعلا وصلوا إليها، لأنهم يُعتقدون أنها قادرة على توفير معلومات عن البغدادي.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.