اللجنة التنفيذية مطالبة بإجراء إصلاح كامل لمنظومة الفيفا

مع بدء اجتماعها في زيوريخ أمس وقبل انعقاد «الكونغرس» في فبراير المقبل

اللجنة التنفيذية مطالبة بإجراء إصلاح كامل لمنظومة الفيفا
TT

اللجنة التنفيذية مطالبة بإجراء إصلاح كامل لمنظومة الفيفا

اللجنة التنفيذية مطالبة بإجراء إصلاح كامل لمنظومة الفيفا

بدأت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اجتماعها في مدينة زيوريخ السويسرية أمس وسط دعاوى كبيرة لإجراء إصلاح كامل للمنظومة، وقبل اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائي (كونغرس) المقرر في فبراير (شباط) المقبل لانتخاب رئيس جديد للاتحاد خلفا للسويسري جوزيف بلاتر الموقوف حاليا.
ومن المقرر أن تعلن اللجنة قرارها بشأن الإصلاحات المقترحة في ما يتعلق بإدارة الاتحاد الذي يواجه أزمة غير مسبوقة في تاريخه إثر ادعاءات فساد، قبل تمرير تلك المقترحات إلى الكونغرس للاطلاع والاقتراع عليه في 26 فبراير المقبل.
وصرح فولفغانغ نيرسباخ عضو اللجنة التنفيذية للفيفا، الذي يحضر اجتماعه الأول للجنة عقب تنحيه عن رئاسة اتحاد الكرة الألماني: «أفترض أنه سيكون هناك أغلبية مؤيدة للإصلاحات».
من جانبه، صرح الشيخ أحمد الفهد عضو اللجنة أيضا: «الوقت قد حان الآن لإجراء إصلاحات. نحن نسير على الطريق الصحيح».
وتوافق يوم أمس الذي جرى خلاله الاجتماع مع الذكرى الخامسة لاختيار روسيا وقطر لاستضافة بطولتي كأس العالم عامي 2018 و2022 على الترتيب من قبل اللجنة التنفيذية، وهو القرار الذي كان إيذانا بتفجر الأزمات التي يعاني منها الفيفا حتى الآن.
وقبل بدء اجتماعات اللجنة التنفيذية أمس، طالب الرعاة الرئيسيون للفيفا بإجراء إصلاحات واسعة تخضع لرقابة مستقلة. وفي خطاب مفتوح مشترك، طالبت شركات «إنهاوزر - بوش إنبيف» و«أديداس» و«كوكا - كولا» و«ماكدونالدز» و«فيزا» الراعية للفيفا، اللجنة التنفيذية بتبني إصلاحات تؤدي إلى «تغيير ثقافي» و«مستقبل ذي مصداقية» للفيفا.
وجاء في الخطاب: «إننا ندرك العمل الإيجابي الذي تنجزه لجنة الإصلاحات في ما يتعلق بالإصلاح الإداري، ولكننا أيضًا نرى أن أي إصلاحات يجب أن تخضع لرقابة مستقلة».
وأضافت الشركات: «كذلك بات واضحا أمامنا أن مثل هذه الرقابة المستقلة لا بد أن تواصل عملها على المدى البعيد خلال عملية تنفيذ الإصلاحات. نحن نشجعكم على لعب دور البطولة في هذه الرقابة المستقلة، إذ إنها ستعزز مصداقية الفيفا».
وتابعت: «مرة أخرى، نود التأكيد على أننا نطالبكم بقبول التغيير وتنفيذ الإصلاحات مع اتباع نهج الرقابة المستقلة على المدى البعيد والشروع في التغيير الثقافي، لأننا جميعا نريد أنر نرى كرة القدم تزدهر».
وتختتم اللجنة التنفيذية للفيفا اجتماعاتها المقررة لبحث سبل الإصلاح مساء اليوم (الخميس) ودارسة تقرير فرنسوا كانارد رئيس اللجنة. وكان كانارد قد اقترح بالفعل تغييرات واسعة النطاق في إدارة الفيفا عقب قضايا الفساد المتنوعة التي تلاحقت على الفيفا هذا العام. وتتضمن مقترحات كانارد تحديد عمر لرئيس الاتحاد بحيث لا يظل في المنصب إذا تجاوز 74 عاما، ووضع حد أقصى لمدة البقاء في منصب الرئيس بحيث لا تتجاوز ثلاث فترات رئاسية بإجمالي 12 عاما، إلى جانب نشر الرواتب السنوية للمسؤولين البارزين بالفيفا. كذلك تتضمن المقترحات تقليص نفوذ اللجنة التنفيذية، وهو ما يعد تغييرا جذريا في القوانين.
وقبل دخولها حيز التنفيذ، لا بد من التصديق على المقترحات خلال الكونغرس الاستثنائي للفيفا في فبراير. كذلك تطلع اللجنة التنفيذية خلال اجتماعاتها على آخر تطورات التحقيقات الجارية في كل من سويسرا والولايات المتحدة بشأن قضايا الفساد في الفيفا، وستتلقى تقريرا عن الوضع المالي للفيفا من قبل الكاميروني عيسى حياتو القائم بأعمال الرئيس في ظل إيقاف بلاتر.
ويخضع كل من بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) للإيقاف المؤقت لمدة 90 يوما، بناء على قرار لجنة القيم بالفيفا، ويجري اتخاذ الإجراءات الرسمية إزاءهما من قبل الغرفة القضائية بلجنة القيم للفيفا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».