كيري يحث «الناتو» على تعزيز دوره لمحاربة «داعش».. ويشيد بأهمية مؤتمر الرياض في تصور حل بسوريا

وزير الدفاع الأميركي يعلن نشر «وحدة متخصصة» لمساندة الجيش العراقي للقضاء على التنظيم

كيري يحث «الناتو» على تعزيز دوره لمحاربة «داعش».. ويشيد بأهمية مؤتمر الرياض في تصور حل بسوريا
TT

كيري يحث «الناتو» على تعزيز دوره لمحاربة «داعش».. ويشيد بأهمية مؤتمر الرياض في تصور حل بسوريا

كيري يحث «الناتو» على تعزيز دوره لمحاربة «داعش».. ويشيد بأهمية مؤتمر الرياض في تصور حل بسوريا

أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم (الاربعاء)، أن الولايات المتحدة طلبت من دول حلف شمال الاطلسي (الناتو) "تعزيز" دعمها للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
وصرح كيري اثر اجتماع وزاري للحلف في بروكسل قائلا "دعوت كل دول الحلف الى تعزيز دعمها في محاربة داعش من خلال ضرب قلب التنظيم في سوريا والعراق". وتابع ان "عددا من الحلفاء يشارك في المعركة او يعتزم زيادة مساهمته"، مشيرا الى ضرورة مساعدة دول مجاورة لسوريا مثل الاردن ولبنان. كما أكد أن دول "الناتو" متفقة على محاربة التنظيم بكل السبل، وأنها متفقة أيضا بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا". واضاف "من الواضح ان التنظيم المتطرف يشكل تهديدا في كل انحاء العالم"، منددا بالتنظيم "العدمي والاجرامي الذي تتحدى اعماله المجتمع المدني".
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أن أميركا سترسل قوات خاصة لبعض البلدان للمساعدة على محاربة "داعش"، مؤكدا أن واشنطن أعلمت حكومة بغداد مسبقا بشأن القوة البرية، ومشددا على أهمية تلبية احتياجات العراق لمحاربة التنظيم.
واشاد كيري برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يعتزم برلمان بلاده التصويت لصالح توسيع نطاق الغارات ضد التنظيم لتشمل سوريا والعراق، وقال "نرحب بجهود كاميرون لتنظيم التصويت فهذه خطوة مهمة ونحن نشيد بقيادته".
واستذكر كيري أهمية مفاوضات فيينا التي أكدت على المحافظة على مؤسسات الدولة في سوريا، وقال مستطردا إن "مؤتمر الرياض سيساهم في وضع رؤية للحل بسوريا".
ونفى وزير الخارجية الأميركي في المقابل وجود اي مخاطر يمكن ان يشكلها الحلف الاطلسي على روسيا التي تشن ايضا غارات جوية ضد التنظيم في سوريا وتم اسقاط احدى طائراتها الحربية من قبل مقاتلات تركيا العضو في الحلف. ودعا تركيا لإغلاق ما تبقى من حدودها مع سوريا.
يذكر أن الولايات المتحدة قررت تعزيز عديد قواتها الخاصة من اجل محاربة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا على امل ان يقوم شركاؤها في الائتلاف الدولي ضد التنظيم بمبادرة مماثلة.
وصرح وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر امام لجنة في الكونغرس أمس (الثلاثاء) "نواصل تسريع جهودنا غداة الاعتداءات في باريس ونحث الدول (الاخرى في الائتلاف) على القيام بالمثل".
وتبدي الولايات المتحدة في الفترة الاخيرة مرونة في الموقف الذي كان اعلنه الرئيس الأميركي باراك اوباما بـ"عدم ارسال جنود" اميركيين الى ارض المعارك.
وتابع كارتر ان الولايات المتحدة ستنشر في العراق "وحدة متخصصة" من قوات النخبة الى جانب القوات العراقية والكردية لشن "هجمات" محددة ضد تنظيم "داعش".
واوضح ان الامر يتعلق بزيادة وتيرة العمليات في العراق وسوريا، على غرار العملية البرية التي نفذتها وحدة كوماندوس اميركية في سوريا في مايو (ايار) 2015 ضد ابو سياف القيادي الكبير في تنظيم "داعش".
وبين كارتر ان ابو سياف قتل لكن زوجته اسرت وتشكل "كنزا" من المعلومات حول المتطرفين. موضحا "علينا التركيز على قوة قادرة على التحرك وعلى القيام عندما تسنح الفرصة بهجمات مثل هذه في كل مكان في سوريا والعراق". وتابع "نريد ان يشعر كل قادة تنظيم داعش ومؤيديهم بالخوف لأنهم لا يعلمون من سيصل اليهم خلال الليل".
من جهة أخرى، أوضح مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية في وقت لاحق، ان هذه "الوحدة المتخصصة" ستشمل قرابة مائتي عنصر.
وتابع المسؤول "لا نعرف بعد" ما اذا كان هؤلاء العناصر المائتان سينضمون الى عسكريين اميركيين منتشرين في العراق وعددهم 3550 شخصا، او انهم سيؤخذون من العناصر المنتشرين هناك.
كما ارسلت الولايات المتحدة 3500 مستشار عسكري ومدرب الى العراق يلازمون القواعد العسكرية بعيدا عن جبهات القتال، إلا في حالات استثنائية نادرة.
واوضح كارتر ان الوحدات الخاصة التي يجري نشرها في العراق شبيهة بقيادة العمليات الخاصة المشتركة؛ وهي مجموعة سرية تابعة للقوات الاميركية المتحدة مخصصة بالاغتيالات او القبض على مسؤولين في شبكات متطرفة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.