بان كي مون يقترح 3 خيارات لحل الأزمة السياسية في بوروندي

الأسرة الدولية تخشى أن تؤدي إلى مجازر قد تكون لها آثار كارثية

بان كي مون يقترح 3 خيارات لحل الأزمة السياسية في بوروندي
TT

بان كي مون يقترح 3 خيارات لحل الأزمة السياسية في بوروندي

بان كي مون يقترح 3 خيارات لحل الأزمة السياسية في بوروندي

اقترح بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، ليلة أول من أمس على مجلس الأمن الدولي ثلاثة «خيارات» لحل الأزمة في بوروندي، بينها إرسال قوات للأمم المتحدة في إطار عملية لحفظ السلام.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن أوصى كي مون حاليا بتبني الخيار الثالث، أي إرسال فريق دعم إلى بوجمبورا لدفع حوار سياسي بين السلطة والمعارضة، وقال لمجلس الأمن الدولي إن بوروندي على شفا حرب قد تكون لها آثار كارثية في منطقة هشة بالفعل، لكنه استبعد وجود حاجة عاجلة لنشر قوات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية.
وتغرق بوروندي منذ نهاية أبريل (نيسان) في أزمة سياسية خطيرة، تخشى الأسرة الدولية أن تؤدي إلى مجازر على نطاق واسع.
وأشار بان في رسالته إلى أنه «نظرا إلى الوقائع السياسية القائمة والشروط الأمنية على الأرض»، فإن الخيار الوحيد الواقعي حاليا هو بعثة سياسية، وأوصى مجلس الأمن بضرورة مراجعة مهمة وجود الأمم المتحدة في بوروندي على أساس تطور الوضع، وهو ما يترك البابا مفتوحا أمام إمكانية تشكيل بعثة لحفظ السلام في حال تطورت الأزمة إلى الأسوأ. ومن أجل ذلك، يجب إرسال قوات دولية إلى بوجمبورا، أو تبني قرار ملزم في مجلس الأمن، غير القرار الذي تبناه في 12 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والذي دعا فيه إلى تعزيز وجود الأمم المتحدة في بوروندي.
وأوضح بان أن فريق الأمم المتحدة سيعمل مع الحكومة البوروندية ومع المتنازعين الآخرين من أجل دعم عملية حوار سياسي حقيقي، وكذلك تقديم «المشورة» لبوجمبورا حول الأمن وحقوق الإنسان.
ومن ناحيته، قال موفد الأمم المتحدة إلى بوروندي جمال بن عمر إن فريق الأمم المتحدة سيتوجه «قريبا» إلى بوروندي، موضحا أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي أجرت مشاورات مغلقة مساء أول من أمس حول بوروندي، تنوي القيام بزيارة إلى بوروندي، وأضاف أيضا أن الزيارة مدار بحث بين أعضاء مجلس الأمن.
أما السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماتيو ريكروفت فقد أشار من جهته إلى أن المجلس الذي ترأسه منذ نوفمبر الماضي، متفق على تشكيل بعثة سياسية، وقال إنه يعتبرها حدا أدنى.. والمجلس سيرى خلال الأيام والأسابيع المقبلة ما إذا كان سيذهب أبعد من ذلك.
وبالنسبة لزيارة مجلس الأمن إلى بوجمبورا، أوضح ريكروفت أن اتفاقا قد حصل حول ضرورة القيام بمثل هذه الزيارة، ولكن يبقى التوقيت من غير حسم.
أما الخيار الثالث الذي تطرق إليه كي مون فيقضي بنشر بعثة سياسية خاصة مستوفية الشروط في بوروندي.
وكانت البعثة السياسية التي تنشرها الأمم المتحدة في بوروندي قد غادرت هذا البلد في ديسمبر (كانون الأول) من سنة 2014 بطلب ملح من الحكومة. كما أنهى مراقبو الأمم المتحدة الذين كلفوا مراقبة الانتخابات الأخيرة مهمتهم.
وبدأت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالفعل التخطيط الطارئ لاحتمال نشر قوات حفظ سلام دولية في حال تفاقم أعمال العنف. ومن شأن هذه الخطوة أن تتطلب الحصول على إذن مجلس الأمن.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.