اشتباكات بين الأكراد وفصائل معارضة للأسد تعيد خلط الأوراق عند الحدود التركية

معارض: استنزاف للجيش الحر الذي يستعد لمعركة مع «داعش» شرق أعزاز

مقاتلون من المعارضة السورية في مواجهة مع قوات الحماية الكردية، أول من أمس، في بلدة كشتعار بريف حلب (غيتي)
مقاتلون من المعارضة السورية في مواجهة مع قوات الحماية الكردية، أول من أمس، في بلدة كشتعار بريف حلب (غيتي)
TT

اشتباكات بين الأكراد وفصائل معارضة للأسد تعيد خلط الأوراق عند الحدود التركية

مقاتلون من المعارضة السورية في مواجهة مع قوات الحماية الكردية، أول من أمس، في بلدة كشتعار بريف حلب (غيتي)
مقاتلون من المعارضة السورية في مواجهة مع قوات الحماية الكردية، أول من أمس، في بلدة كشتعار بريف حلب (غيتي)

احتدمت المعارك في الأيام القليلة الماضية في المنطقة الحدودية مع تركيا بين «قوات سوريا الديمقراطية» وعلى رأسها «وحدات حماية الشعب الكردي» «وجيش الثوار» بقيادة جمال معروف، مع فصائل معارضة في الشمال السوري، مما أدّى لمقتل 23 شخصا وحصول عمليات أسر متبادلة، وخصوصا بين الأكراد و«جبهة النصرة».
وقد أثار اشتباك «قوات سوريا الديمقراطية» مع فصائل المعارضة في الشمال ومنها «الجبهة الشامية» و«أحرار الشام» أكثر من علامة استفهام، ففيما تحدث ناشطون عن «تحريك روسي للقوات الكردية لمواجهة فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا بهدف استفزاز هذه الأخيرة»، أشار موقع «روسيا اليوم» إلى أن هذه القوات تسعى وبشكل أساسي لـ«قطع خطوط إمداد المسلحين التي تصل الحدود التركية بمناطق سيطرتها بحلب وريفها الغربي»، وهو ما عبّر عنه الناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» طلال سلو بوقت سابق، حين قال بأنهم «لن يسمحوا لأي جهة بالتقدم في المنطقة التي تربط عين العرب - كوباني بمدينة عفرين»، وكان سلو قد صرح قبل أسبوع بأن الهدف العسكري لقواته هو «ربط مدينتي عين العرب - كوباني وعفرين في ريف حلب الشمالي».
ويبدو أن مصالح قوات الأسد وروسيا والأكراد تتلاقى حاليا في شمال سوريا، إذ يسعى الأطراف الثلاثة لمواجهة إقامة المنطقة العازلة التي تريدها أنقرة، وبنفس الوقت لإغلاق الحدود السورية - التركية بشكل كامل، وهو ما دأبت عليه الطائرات الحربية الروسية في الأيام الستة الماضية من خلال استهدافها كل الشاحنات التي تحاول العبور إلى سوريا.
وفي هذا السياق، أشار محمود داود، رئيس قسم الإغاثة الإنسانية بـ«وحدة تنسيق الدعم» التابعة للائتلاف المعارض، إلى «بدء ابتعاد سائقي الشاحنات وشاحناتهم عن المعابر خوفا من تعرضهم للقصف».وذكر عضو «مكتب أعزاز الإعلامي» يوسف عبد القادر بأن الطيران الروسي شَّن غارتين بالصواريخ الفراغية على مرآبين للشاحنات غرب مدينة أعزاز وشمالها، مما أدى إلى مقتل سبعة سائقين، وإصابة 15 مدنيا آخرين، إضافة إلى احتراق 15 شاحنة. وقال شبكة «الدرر الشامية» إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت مدينة أعزاز بالصواريخ الموجهة والطريق الواصل بين المدينة ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، «مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى بصفوف المدنيين واحتراق عدة سيارات إغاثة لنقل البضائع إلى الداخل السوري».
من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات بين فصائل المعارضة المنضوية في «غرفة عمليات الشمال» من جهة وبين «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة أخرى، شمال غربي حلب. وفيما تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن نجاح فصائل المعارضة باستعادة السيطرة على صوامع الشواغرة قرب المدينة، وأسر خمسة عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية»، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 23 عنصرا على الأقل في اشتباكات مستمرة في شمال سوريا بين فصائل إسلامية أبرزها «جبهة النصرة» وأخرى كردية وعربية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية». ورفض مسؤولون أكراد في اتصالات مع «الشرق الأوسط» التعليق على المستجدات الأخيرة على الحدود التركية، وما إذا كانوا ينسقون مع الروس في معركتهم مع فصائل المعارضة، علما أنهم كانوا أكدوا في وقت سابق أنهم الطرف المدعوم حصرا من واشنطن، وأقروا بتلقيهم السلاح والعتاد الأميركي.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الناشط والصحافي الكردي ارين شيخموس، أن «الاشتباكات بدأت الخميس في محيط بلدة أعزاز إثر هجوم لجبهة النصرة وحلفائها، بينهم حركة أحرار الشام، على نقاط لجيش الثوار، إحدى الفصائل العربية المتحالفة مع الأكراد ضمن قوات سوريا الديمقراطية». وأوضح شيخموس أن «استهداف جبهة النصرة وحلفائها لقرى في محيط عفرين، استدعى تدخل وحدات الحماية الكردية وباقي فصائل قوات سوريا الديمقراطية، وردًا على ذلك، استهدفت الفصائل الإسلامية حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب».
وردّ رئيس مجلس قيادة الثورة في حلب، ياسر النجار، الصراع المحتدم بين فصائل «الجيش الحر» و«قوات سوريا الديمقراطية» لـ«محاولة روسية لتحريك القوات الكردية لافتعال مواجهة واستفزاز تركيا»، لافتًا إلى أن الروس حاليا يضربون المناطق الحدودية من جبل التركمان وصولا إلى جرابلس، وفي الوقت عينه يستفيد الأكراد للتمدد على الأرض من عفرين باتجاه أعزاز مع ضغطهم للسيطرة على بوابة السلامة. وقال النجار لـ«الشرق الأوسط» إن «الأكراد يسعون لاستنزاف الجيش الحر الذي كان يتحضر لمعركة مع (داعش) شرق أعزاز، بهدف الإيحاء أنّهم القوة الوحيدة التي تقاتل التنظيم فعليا»، مشددًا على أن «أي معركة يخوضها الأكراد شمال حلب لا شك تتم بالتعاون والتنسيق مع روسيا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.