تنافس بين الشركات الكبرى على السكرتيرة الرقمية

«أبل» تفخر بسيري و«مايكروسوفت» بكورتانا و«فيسبوك» تختار إم

تنافس بين الشركات الكبرى على السكرتيرة الرقمية
TT

تنافس بين الشركات الكبرى على السكرتيرة الرقمية

تنافس بين الشركات الكبرى على السكرتيرة الرقمية

العالم الافتراضي أصبح مادة سينمائية دسمة وممتعة، وقبل عام نزل إلى الأسواق فيلم «هي» الذي يتناول علاقة شخص يعمل في إحدى الشركات بنيويورك مع سكرتيرة افتراضية تعمل مع إحدى شركات البحث على شبكة الإنترنت. الشخص يصبح مهووسا بها ويعتمد عليها في كل شيء في حياته، وفي نهاية المطاف كادت أن تدمره عاطفيا.
وجاء في بحث لأستاذ ستانفورد الراحل كليفورد ناس، خبير العلاقة بين الكومبيوتر والبشر، أن المستخدم قد يميل أكثر إلى ما يشبه الإنسان وإن كان سيصاب بالإحباط إذا أخفق النظام في ذلك، وهو ما يزيد المخاطرة التي تقدم عليها الشركات التي تحاول تقديم أنظمة بها محتوى إنساني. فما قد يعجب مستخدم ما قد يضايق مستخدما آخر، وهو المأزق الذي تفادته «فيسبوك» و«غوغل».
ويقول هنري ليبرمان، العالم الزائر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي درس التواصل بين الإنسان والكومبيوتر، إن «الاهتمام بالتفاصيل أمر بالغ الأهمية لأن الناس يدققون كثيرا حين يتعلق الأمر بالذكاء الصناعي».
ومن هنا، جاءت المنافسة بين الشركات العاملة في هذا المجال. ولهذا، فقد احتدم السباق بين الشركات العملاقة في مجال الذكاء الصناعي، فتبارت لتطرح في الأسواق سكرتيرة رقمية تحمل كل منها ظلالا شخصية خاصة. فالسكرتيرة الرقمية التي تقدمها شركة أبل اسمها «سيري» بينما تفخر مايكروسوفت بسكرتيرتها الرقمية «كورتانا».
أما شركة فيسبوك، فقد اختارت أن تقدم تصميما في هذا المجال من صناعات الذكاء الصناعي أطلقت عليه اسم «إم» ليكون بلا جنس وبلا شخصية أو صوت. واقتربت في ذلك من «غوغل» التي تقدم أيضا تصميما لا يحمل صفات شخصية.
وبالنسبة للمستخدم تعتبر السكرتيرة الرقمية بوابة لأدوات ذكاء صناعي هامة يقول مبتكروها إنها من المتوقع أن تؤثر على قرارات حيوية خاصة مثل التسوق وأنشطة قضاء الوقت.
وكلما نجحت الشركات التكنولوجية الكبرى في دفع زبائنها إلى الاعتماد أكثر على السكرتيرة الرقمية كلما جمعت بيانات قيمة عن عاداتهم في الإنفاق ومجالات اهتمامهم وما يفضلونه. ويمكن لهذه المعلومات أن تكون لبنة لإعلانات رقمية مربحة وسببا لجعل المستخدم يدور في فلك هذه الشركات.
وقال أليكس ليبرون، المدير التنفيذي بـ«فيسبوك»، الذي يشرف على الفريق المشغل لإم، لـ«رويترز» في مقابلة: «نريد لإم أن يكون قادرا على القيام بأي شيء.. صفحة بيضاء لنرى كيف سيستخدمها الناس».
ويقول مات مكلوين، المدير الإداري لمجموعة مادرونا فينتشر: إن «الرهانات عالية بالنسبة للشركات التكنولوجية لأن السكرتيرة الرقمية يمكن أن توجه المستخدم إلى منتجات شركتها وشركائها وتبعده في الوقت نفسه عن الشركات المنافسة».
فعلى سبيل المثال، تستخدم السكرتيرة الرقمية لـ«غوغل» جهاز البحث الخاص بالشركة إذا طلب منها المستخدم معلومات ولا تستخدم ياهوو أو بينج مشغل البحث لمايكروسوفت. وقال مكلوين: «سكرتيرتي الموثوق بها يمكن أن تكون وكيلا لي في كل التعاملات والأنشطة».
لكن فريق سيري رأى أن الشخصية لا غنى عنها كما يقول غاري مورجنثالر، وهو مستثمر في سيري الشركة الناشئة التي ابتكرت السكرتيرة الرقمية التي حملت اسمها واشترتها «أبل» فيما بعد.
ويقول: «إذا حاكيت البشر، فقد قطعت نصف الطريق بالفعل في أسلوب تواصل إنساني». لم تتغير شخصية سيري كثيرا بعد أن اشترت «أبل» الشركة الناشئة عام 2010 وإن بدأت - كما يقول آدم شاير المشارك في تأسيس سيري - السكرتيرة الرقمية لا تجيب على طلبات المستخدم برسالة نصية، بل بصوتها بناء على رغبة الراحل ستيف جوبز المشارك في تأسيس «أبل».
ويقول شاير: «كان على حق في طلبه. لأن الناس ترتبط بالصوت».
ويقول جوناثان فوستر، المدير التحريري لكورتانا في «مايكروسوفت»، إن الشركة حرصت على إجراء مقابلات مع أناس حقيقيين امتهنوا مهنة السكرتيرة الشخصية وهي تطور سكرتيرتها الرقمية. الصوت الذي تتحدث به مهني، لكن لها ميول في أحيان، فهي تحب كل ما له علاقة بالخيال العلمي والرياضيات وعرضها التلفزيوني المفضل هو «ستار تريك».
لذلك تتنافس الشركات على أفضل الطرق لتحقيق تواصل حقيقي بين المستخدم وسكرتيرته الرقمية. وتشن كل من سيري وكورتانا حملة إغواء خاصة بها وتسارع كل منهما إلى إطلاق النكات أو سرد القصص إذا طلب منها ذلك لتضمن أن يعود إليها المستخدم مرة أخرى. إذا سألت كورتانا عن مشروبها المفضل ستطلب على الفور كأسا من المارتيني. أما غريمتها سيري من «أبل»، فستقول في خفة إذا سألتها عما تريد أن تشرب «أحب أن أنهل من المعرفة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.