الدوري الإنجليزي بالدليل أنه {الأقوى أوروبيًا}

الفارق يتضاءل بين أندية القمة والقاع.. والمطلوب أن ينعكس ذلك على دوري الأبطال

فاردي المتألق استطاع قيادة ليستر للمنافسة على قمة الدوري (أ.ب)  -  المدرب بيليتش أضفى قوة على فريق ويستهام هذا الموسم (رويترز)
فاردي المتألق استطاع قيادة ليستر للمنافسة على قمة الدوري (أ.ب) - المدرب بيليتش أضفى قوة على فريق ويستهام هذا الموسم (رويترز)
TT

الدوري الإنجليزي بالدليل أنه {الأقوى أوروبيًا}

فاردي المتألق استطاع قيادة ليستر للمنافسة على قمة الدوري (أ.ب)  -  المدرب بيليتش أضفى قوة على فريق ويستهام هذا الموسم (رويترز)
فاردي المتألق استطاع قيادة ليستر للمنافسة على قمة الدوري (أ.ب) - المدرب بيليتش أضفى قوة على فريق ويستهام هذا الموسم (رويترز)

تواجه فرق الدوري الإنجليزي منافسة محلية أشرس من تلك التي يواجهها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني وبرشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني. وما من شك في أن وصول فريق ليستر سيتي على قمة جدول الدوري الإنجليزي الممتاز مع نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وبداية ديسمبر (كانون الأول) يعتبر في حد ذاته قصة كبيرة.
كل المعايير موجودة في إنجلترا، بدءًا من صراع الهروب من شبح الهبوط الموسم الماضي إلى التعيينات الإدارية التي خشي الكثيرون في أن تكون خطأ كبيرا في فريق تمكن من تسجيل عدد وافر من الأهداف بعدما أتى من غياهب دوري الهواة منذ سنوات قريبة.
وبعد لقاء يعتبر الأكثر غرابة بين ليسترسيتي ومانشستر يونايتد، حيث جمع بين الأول وثاني الترتيب وانتهى بالتعادل 1 / 1، ثبت بالدليل أن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الحلبة الأكثر سخونة ومنافسة في ضوء تشبيه البعض لها بأنها ملاكمة من دون قفازات، حيث تستطيع فرق القاع فيها هزيمة فرق القمة في أي يوم ومن دون إعطاء امتيازات للأسماء الكبيرة والسمعة، أم هل تشير تلك المباراة إلى أن قمة الدوري الإنجليزي مبالغ في تقييمها وأن أي فريق بمقدوره تخطي ما نسميه كبار أوروبا ليصعد للقمة ويضع عليها علمه؟
يثار هذا التساؤل بسبب تراجع المخاوف بعض الشيء من تقهقر كرة القدم الإنجليزية خلف باقي فرق أوروبا إثر ثلاث هزائم تلقتها الفرق الإنجليزية في أربع مباريات في الأسبوع الأول لبطولة دوري أبطال أوروبا، والآن يبدو أنه بإمكان الفرق الأربعة الوصول إلى الأدوار النهائية. غير أنه ما زال يتحتم على الآرسنال الفوز في اليونان، فمصيرهم ما زال بأيديهم.
بيد أن البعض يتخيل أن ناديا إنجليزيا سوف يحصد مسابقة كأس أوروبا مرة أخرى قريبا، وليس عندما اعتلى المقدمة فرق بايرن ميونيخ والعملاقان الإسبانيان ليتصدرا المشهد. سوف يظهر نجاح الأندية الإنجليزية في بطولات أوروبا عندما يتحسن الأداء عن العام الماضي وعندما توجد الفرق بين أفضل ثمانية بدوري الأبطال، أو نرى ممثلا للكرة الإنجليزية بين أفضل أربعة فرق بنصف النهائي. منذ عشر سنوات، كانت الأندية الإنجليزية طرفا دائما في المباراة النهائية، غير أن الدوري الإنجليزي الممتاز لم يعد بنفس المستوى الذي كان عليه في السابق. إلا إذا كان هناك الآن شيء ما في الدوري الممتاز يصعب من مهمة الفرق الإنجليزية في الفوز أمام فرق من دوريات أخرى، وما دعانا للحديث عن ذلك هو صعود نادي ليستر سيتي. ووفق تحليل غاريث بيل، وجو هارت، منذ أيام معدودة، فالدوري الإنجليزي يتسم بقدر كبير من القسوة للدرجة التي لا يترك فيها مجالا للاعبين لخوض غمار المغامرات الأوروبية. فمثلا، قال بيل نجم ريال مدريد في معرض تحليله للصعوبات التي تواجهها الأندية الإنجليزية في بطولات أوروبا مؤخرا: «رأيي الشخصي أن الدوري الإنجليزي صعب بدرجة كبيرة.. فكل لاعب يكافح طيلة الـ90 دقيقة، وعلى مدار 38 مباراة، ويتسبب ذلك في استهلاك الكثير من قدرات الأندية.. في إسبانيا وعندما نعلب مع أندية أقل، فقد ينتهي الشوط الأول بأربعة أهداف مقابل لا شيء ولن تكون مطالبا بجهد كبير في الشوط الثاني، ومع نهاية الموسم نشعر بنشاط كبير. بمقدورك أن تقول إن إسبانيا لديها أفضل دوري، لكن ربما الدوري الإنجليزي هو الأفضل منافسة، ففيه قد ترى فريقا من قاع الجدول يفوز على آخر من القمة في أي أسبوع».
وفى تعليقه على نفس الموضوع عقب الأداء المتواضع لفريقه مانشستر سيتي على أرضه أمام ليفربول صاحب الأداء المتبدل الأسبوع الماضي، قال حارس المرمى هارت: «بالتأكيد تحسنت فرق الدوري الممتاز بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، فهناك الكثير من المال الذي أحسنت الفرق إنفاقه، فالكل يتسابق، وأصبحت الفرق أكثر خبرة في البحث عن الفوز وتحقيق نتائج جيدة خارج ملعبها. الدوري هنا تنافسي إلى حد كبير، وما عليك إلا محاولة التنبؤ بالنتائج كي تدرك صعوبة الأمر. فأي شخص ينجح في التنبؤ بنتيجة واحدة يوم السبت وسط كل هذا الجدول من المباريات عليه أن يراهن على تذاكر اليانصيب، ولن يكسب إلا قلة منهم».
فوز فرق القاع على فرق المقدمة أصبح مشهدا متكررا، وهو بالطبع أمر مرعب لأي دوري. في الأسبوع الماضي استطاع إستون فيلا تحقيق التعادل السلبي أمام مانشستر سيتي قبيل فترة الراحة للمباريات الدولية، وعاد فريق سندرلاند من رحلته للقاء كريستال بالاس بالنقاط الثلاث كاملة. حسنا، فكريستال بالاس ليس متربعا تماما على قمة الدوري، إلا أنه توجه إلى ملعب أنفيلد هذا الشهر ليوجه لطمة ليفربول، وعلى نفس المنوال، توجه ليفربول إلى ملعب الاتحاد وكان من الممكن أن يحقق نتيجة أعلى من 4 - 1 التي حققها هناك، حسب رأي كلا المدربين.
ليست كل دوريات أوروبا بهذا الشكل، ففي حين يوحي ما يقوله المنتقدون بأن ما يبدو لنا كأمر تتنافسي هو في الحقيقة تناقض وفشل، في الحقيقة هناك شخصية مميزة للكرة الإنجليزية يراها الجمهور، لكنها لا تجتاز الحدود ولا تعمل بنجاح في غيرها من الدول. في الحقيقة، يعتبر ليستر فريقا إنجليزيا نموذجيا، حتى ولو كان الفريق عبارة عن خليط من الجنسيات المختلفة. فهم لا يحسنون الدفاع فقط، فقد سجلوا أكبر عدد من الأهداف بفارق كبير عن الفرق الخمس التي تليهم، وهناك فرق في النصف الثاني من جدول المسابقة نفسها بعدد أهداف أقل من فرق المقدمة، إلا أنها أبلت بلاء حسنا وأدت مباريات جيدة وجاءت من الخلف للفوز على الفرق الكبرى في الكثير من المناسبات. لكن كيف لهم الفوز في أوروبا؟ لا أحد يعرف الإجابة حتى الآن. وعلى الرغم من أنهم عندما لعبوا أمام آرسنال لم يتلقوا هزيمتهم الوحيدة حتى الآن فحسب، بل استقبلت شباكهم خمسة أهداف مقابل هدفين في مباراة أقيمت على ملعبهم.
وبالنسبة للرأي الذي يقول إن طبيعة الدوري الممتاز القاسية هي السبب وراء ضعف أداء الفرق الإنجليزية في بطولة أوروبا، فقد تكون وجهة النظر تلك صحيحة لو أن قسوة منافسات الدوري الممتاز طرأت فقط في السنوات العشر الأخيرة مثلا. فالدوري الممتاز استمر يقدم أفضل عروضه على مدار الربع قرن الأخير، ولم يكن الأمر سهلا عندما كان مانشستر يونايتد، وتشيلسي وليفربول، وآرسنال يصلون لنهائيات بطولة أوروبا بانتظام خلال الفترة ما بين عامي 2005 - 2012. وكان السير أليكس فيرغسون مغرما بالشكوى من أن خصومه من الفرق الإيطالية والإسبانية وصولوا بسهولة وأن جدول مسابقة الدوري الممتاز في بلادة لم يسد معروفا لفرقه.
وبناء عليه، هل لنا أن نقر بأن جزءا من هذا الرأي صحيح؟ سوف يبدو لنا أن أداء أندية مثل كريستال بالاس، وويستهام، وساوثهامبتون، وستوك سيتي، وسوانزي، قد تحسن في المواسم الأخيرة. في حين كان الدوري الممتاز يفتخر بوجود شريحة عريضة من أندية منتصف الجدول التي ارتضت بمكانها، حيث لم تتعد طموحات تلك الأندية الحصول على نقاط تقيها شبح الهبوط، فقد تبدل الحال الآن ولم يعد هناك مسابقة دوري داخل الدوري، مسابقة للفوز باللقب وأخرى للإفلات من الهبوط. فإذا لعب ستوك أمام آرسنال، أو سافر ساوثهامبتون للقاء مانشستر سيتي، فمن الصعب تنبؤ الفائز، وهذا في حد ذاته أمر محمود لأي مسابقة دوري.
دعونا نردد هتافنا «هوب هوب» ولا نلقي بالرايات، فقد يكون هناك تفسير أبسط لإخفاقات الأندية الإنجليزية في أوروبا، دعونا نتذكر تلك الأندية الإنجليزية التي كانت مبعث فخر لإنجلترا في العصر الذهبي. فمثلا هل فرق مانشستر يونايتد، وتشيلسي، وليفربول والآرسنال الآن بنفس مستواها الذي شاهدناه في السابق، ألم يتراجع مستوى الأداء؟ اعتقد أننا كلنا نعرف الإجابة وهي أن الاستثناء الوحيد هو مانشستر سيتي الذي تطور أداؤه وخطا خطوات واسعة للأمام بعيدا عن غيره من الفرق، إلا أنه لم يشارك في بطولة أوروبا إلا منذ خمس سنوات فقط والآن يسطر لاعبوه أسماؤهم في السجل الأوروبي.
لقد أظهر مانشستر يوناتيد قوته خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي وكان يصل لنهائي بطولة دوري الأبطال بشكل شبه متواصل، وبالفعل هم لديهم تقليد أوروبي أصيل. لكن الآن دعونا نقلب السؤال الأخير رأسا على عقب، فعلى امتداد الحقبة الماضية هل استطاعت أندية بايرن ميونيخ، وبرشلونة، وريال مدريد أن تدعم وتقوي من نفسها ومن حجمها وتزداد غنى للدرجة التي زادت معها مسابقة الدوري ببلادها قوة وعنفوان؟ الإجابة هي أنها استطاعت أن تفعل ذلك بالفعل. فبالتأكيد سوف تذهب أغلب أموال المراهنات في بطولة أوروبا هذا العام إلى تلك الفرق الثلاث.
أفضل طريق لإنجلترا للمنافسة هو العودة للأيام الخوالي عندما كانت المنافسة على لقب الدوري الممتاز مقتصرة على فريقين فقط (مانشستر يونايتد وآرسنال، أو مانشستر يونايتد وتشيلسي) يغذيان الطموحات الأوروبية، في حين يقوم الآخرون بتغذية المدفع. لكن الأفضل للإنجليز بالتأكيد أن يستمر الحال على ما هو عليه. رغم أن ذلك لا يبدو وصفة للنجاح في بطولات أوروبا، لكنك تستطيع القول إن الكرة الإنجليزية تبدو أفضل في ظل وجود ليستر منافسا على القمة.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.