القاهرة تبدأ تحليل نتائج البحث عن «نفرتيتي» في اليابان

مدير آثار الوجه القبلي: المسح الراداري أظهر فراغات في الجدار الشمالي للمقبرة

د. ممدوح  الدماطي وزير الآثار المصري خلال المؤتمر الصحافي في الأقصر والتابوت الذهبي لتوت عنخ آمون في غرفة الدفن  في وادي الملوك بالأقصر (رويترز)
د. ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري خلال المؤتمر الصحافي في الأقصر والتابوت الذهبي لتوت عنخ آمون في غرفة الدفن في وادي الملوك بالأقصر (رويترز)
TT

القاهرة تبدأ تحليل نتائج البحث عن «نفرتيتي» في اليابان

د. ممدوح  الدماطي وزير الآثار المصري خلال المؤتمر الصحافي في الأقصر والتابوت الذهبي لتوت عنخ آمون في غرفة الدفن  في وادي الملوك بالأقصر (رويترز)
د. ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري خلال المؤتمر الصحافي في الأقصر والتابوت الذهبي لتوت عنخ آمون في غرفة الدفن في وادي الملوك بالأقصر (رويترز)

بدأت مصر، أمس، تحليل النتائج التي توصلت إليها عملية المسح الراداري خلف جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون للبحث عن مقبرة الملكة نفرتيتي، في اليابان، وسط ترجيحات لاستغراق عملية تحليل المعلومات لمدة شهر، بحسب سلطان عيد مدير آثار الوجه القبلي، الذي قال: «بعد شهر يمكن الإعلان عن النتائج».
وأعلن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي أن نتائج عملية المسح الراداري خلف جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون الملقب بالفرعون الذهبي في وادي الملوك بمحافظة الأقصر جنوب مصر تؤكد وجود كشف أثري جديد بنسبة 90 في المائة، مضيفا في مؤتمر صحافي عقد أمس في «ببيت كارتر» غرب الأقصر أن «النتائج أسعدتنا؛ لكنها تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل، وهي التحاليل التي ستجرى في اليابان».
في حين قال مدير آثار الوجه القبلي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تجربة المسح بالرادار أثبتت وجود بعض التجويفات (الفراغات) في الجدار الشمالي لمقبرة توت عنخ آمون»، مضيفا أن «هذا شيء مبشر جدا»؛ لكنه لم يحدد إذا كانت هذه الفراغات تقود لحجرة تخص الملكة نفرتيتي من عدمه، بقوله: «نعمل خطوة بخطوة.. ولن نعلن رسميا عن الاكتشاف إلا بعد توافر جميع المعلومات». ويأتي حديث الوزير المصري في وقت تحاول فيه القاهرة جاهدة إثبات صحة النظرية الأثرية التي أطلقها العالم الإنجليزي نيكولاس ريفز مؤخرا، والتي أعلن فيها عن اعتقاده في دفن الملكة «نفرتيتي» بإحدى الحجرات الجانبية لمقبرة توت عنخ آمون، حيث أكدت نظريته أن فترة عصر العمارنة (الملك إخناتون ونفرتيتي) فترة مميزة ذات قيم حضارية أثرت في الحضارة المصرية؛ ولكن لم تتم حتى الآن معرفة مكان دفن إخناتون ونفرتيتي.
وقال الوزير الدماطي: «إننا سوف نبدأ في مزيد من عمليات البحث حتى نتمكن من تحديد هذا الكشف الذي نحن بصدد البحث عنه خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون».
في السياق ذاته، قال خبراء آثار إن «هناك شواهد تؤكد وجود مقبرة خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون، وذلك خلال عمليات الحفر والتنقيب التي قام بها المجلس الأعلى للآثار المصرية في منطقة وادي الملوك عام 2009». وأعرب وزير الآثار المصري عن اعتقاده بنسبة 90 في المائة وجود كشف أثري جديد ربما يخص الملكة «كيا» والدة توت عنخ آمون، أو «ميريت آتون» بنت إخناتون، أو الملكة نفرتيتي زوجته.
من جانبه، قال عالم المصريات نيكولاس ريفز، أمس، إن قناع توت عنخ آمون بعد دراسته وجد أنه غير مخصص لرجل إنما لأنثى - ويرجح أنها نفرتيتي - كما أن هناك دلائل قوية تؤكد أن مقبرة توت عنخ آمون تخص نفرتيتي في الأصل.
وكان ريفز قد صرح، في أغسطس (آب) الماضي، بأن مقبرة توت تضم ممرا سريا يؤدي إلى غرفة دفن نفرتيتي التي لم تكتشف مقبرتها إلى الآن. وقال ريفز إنه سيجري مزيدا من أعمال البحث عما إذا كانت مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون تحتوي على ممرات تؤدي إلى غرفة سرية تحتوي على ما يعتقد أنها مقبرة الملكة نفرتيتي، أم لا.
وأشار ريفز، خلال المؤتمر الصحافي، إلى أن احتمال وجود شيء ما خلف الجدران كان يبلغ 60 في المائة في السابق، لكنه قال إن هذه النسبة تصل حاليا إلى 90 في المائة. وإذا صحت التوقعات سيكون هذا هو أهم اكتشاف أثري في هذا القرن، وسيلقي الضوء على حقبة لا تزال غامضة من تاريخ مصر.
وشارك في المؤتمر الصحافي، أمس، محافظ الأقصر الدكتور محمد بدر، وعالم التصوير الراداري الياباني باتي نابي، والدكتور عباس محمد عباس الأستاذ بمعهد الفلك بمرصد حلوان. وقال عيد: «نعكف الآن على مزيد من البيانات التي أظهرها جهاز الرادار.. والجانب الياباني سوف يقوم بتحليل المعلومات؛ لكن بشكل مبدئي الوضع مبشر جدا».
وعاش توت عنخ آمون فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد؛ لكن في عهد توت عنخ آمون تمت العودة لعبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، وتم اكتشاف مقبرته عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث الاكتشاف وقتها ضجة إعلامية واسعة في العالم.
ويؤكد خبراء الآثار أن وادي الملوك يضم على أقل تقدير 25 مقبرة أخرى لم يتم اكتشافها إلى الآن، لافتين إلى أن المقابر المكتشفة حتى الآن لـ«تحتمس الأول» و«أمنحوتب الثاني» و«حور محب»، وهم من الأسرة المصرية الثامنة عشرة، و«رمسيس الأول» و«سيتي الأول» و«رمسيس الثاني» و«سيتي الثاني» و«سبتاح»، وهم من الأسرة المصرية التاسعة عشرة، و«ست ناختي» و«رمسيس الثالث والرابع والخامس والتاسع» وهم من الأسرة المصرية العشرين.. وهناك مقابر أخرى لفراعنة غير معروفين، ما زالت محاولات البعثات المصرية مستمرة للتعرف عليهم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.